صحيفة المثقف

المُهَرِّج

ابراهيم الخزعليأنَّ بعض ما حدّثني  صديقي، ربّما لا أهميّة لَهُ، وليس فيه شيء من الغرابة للبعض، وقد يكون له أهمية كبيرة للبعض الآخر، وله  تفسيرات وتأويلات ترتبط  بـ (الهَرَجِ والمَرَجِ)، الذي يتفشّى في كل مكان، والمتعلق بعلامات الساعة والغيبيات، كما يفسّروه، وهذا فأل، يُؤَوَّلُ  لِما سيحدث آجلاً أمْ عاجلاً.

جلسنا نشرب الشاي معاً في شقتي، الليلة البارحة، حيث جاء للتوِّ من السّيرك ويداه ترتعشان، وهو يتلعثم في كلامه قائلاً:

كا ..كا..كارثة مـ ..مـ .. مُروّعة ...

سألته مَذْهولاً، ماذا جرى لك؟

فأجابني، فيما هو يرتعش واسنانه  تصطكّان وشفتاه ترتجفان:

مات .. مات المُهَرّج، بـَ .. بَعدَ أن إنقضَّ عليه كـائن ..كـائن غريب يشبه الغوريلّا، وعلى الفَوْرِ هرع الجمهور مذعورا  من هول الصدمة، مصحوباً بصخبٍ، يبحث كل منهم عن ومضة من أمَلٍ ليهتدي بها الى مَنفَذٍ للنجاةِ، إذ أطبق الرّعب  فكّيهِ على الجميع .. و..و..

وهوى الفنجان من يده، بعد أن أُغْمى عليه !

***

قصة قصيرة جدّاً

الدكتور ابراهيم الخزعلي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم