صحيفة المثقف

الفواجع والمآسي أكبر محرض على الابداعات الساخرة

حميد طولستالسخرية من الأحداث اليومية، الاجتماعية والسياسية التي تغشى صفحات التواصل الاجتماعي للتعبير عما يمر به الإنسان من محطات الخوف والهلع، الذي تتملكه لحظاته، ويأخذ حيزا كبيراً من حياته، من دون إرادته أو اختياره، هي حالة عامة لا تقتصر على شعب دون آخر، لتكون سلوى لنفسه تجلي ما يعتمل بدواخله من صراعات تقض مضاجعه وتضيق آفاق حياته، وتحاصره بالقبح والسواد، الذي ينشط فيه شياطين الشعر، ويحرك ريشة الرسم، ويحرض أقلام الكتابة، ويذكي لديه قريحة الحكي، لتنبثق  بذرة الإبداعات الساخرة المتنوعة، وتستيقظ فيه -كما في الإنسان العربي عامة- عادة السخرية، كوسيلة لنسيان ذكريات الاوبئة المرعبة التي تفشت في القرن الماضي وقضت على آلاف من أهله وذويه، وكطريقة لتبديد مخاوفه وتحويلها إلى دعابة وضحك نكات، التي اعتمدها العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تعاطيهم مع تضاعف أرقام ضحايا فيروس كورونا، الذي فجر فيهم طاقة السخرية من الفيروس ذاته، ومن خلاله السخرية من كل ما يرتبط بحياة المواطن من أوضاع نفسية واجتماعية، وذلك بنكات ذات شحنات سياسية تفضح ضعف البنية التحتية لقطاع الصحة في البلاد ..

ورغم ردود الفعل المتباينة حول التدوينات والتغريدات الساخرة التي ملأت وسائل التواصل الاجتماعي، لابأس من التوقف عند بعض النكات والصور التي لاقت إقبالا، ونجحت في انتزاع البسمة الحزينة من متابعيها.

كالنكة الطريفة التي أطلقها المسؤول الجماعي الذي حذر مستهلكي الكيف في إطار الاجراءات الاحترازية والوقائية من فيروس كورونا قائلا:" ندعو مستهلكي الكيف (القنب الهندي) الى عدم تشارك الغليون (السبسي) فيما بينهم"، ملاحظة لقد سبق لهذا المسؤول أن أعلن عن تخصيص جزء من فائض الميزانية لمساعدة الشعب الصيني على تجاوز أزمتها.

والنكاة الساخرة التي تحكى  أن  صيدليا انتحر بعدما صدمه طلب إحدى زبوناته كمامة في لون حقيبة يدها وحدائها.

واحد كيشكر "كورونا" على تخليصه من طلبات زوجته المتسلطة وأسفارها ومشترياتها من اﻷسواق الممتازة إضافة إلى إخراسها بكمامة !

واحد سمع بأن الدارسة ستتعطل بسبب كورونا، فارسلهم أبناءه لبيت جدهم، وبعد يومين هاتفه أبوه قائلا: "اجي هز علي ولادك وصفط لي  ذاك كورونا اللي خالعك..

واحد آخر قال: اشتريت لإبني كمامة ذهب بها للمدرسة،ولما رجع قالي :الفصل كله جرب الكمامة حتى المعلنة..

وقال أحدهم : علاش نموت بفيروس، واش أنا لوح رقمي أو "طابليت لاب توب"؟؟؟

قال آخر: شحال خايبة نموت بفيروس صيني، ماشي دوريجين !!

وقال واحد:  على من تنكد عليه زوجته، أن يبلغ السلطات بإمصابتها بفيروس كورونا، ليضعوها في الحجر الصحي، فيرتاح  14 يوما .

 وقال واحد المزاليط  :بما أن كورونا قد ينتقل عبر النقود الورقية والمعدنية، يجب على البقالة التعامل بالكريدي إلى غاية اكتشاف الدواء..

يحكى عن الرئيس الأمريكي أنه استغرب من انتشار فيروس كورونا خارج الصين رغم وجود السور الكبير.

وتبقى أغرب نكتة على الاطلاق هي المفارقة المتعلقة بقرار منع الحكومة للتجمعات التي تفوق 1000 شخض حماية للصحة العامة التي هي المسؤولة الأولى عليها، القرار الذي خرقه رئيس الحكومة بعقده لمهرجان خطابي كبير رغم خطورة ذلك على السلامة الصحية وحياة المشاركين ومن خلالهم باقي المواطنين.

ولم تتوقف السخرية عند حد الطرائف والنكات، بل تعداها إلى ابداع اغاني  كوميدية هزلية من وحي الخوف والهلع من كورونا..

 

حميد طولست

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم