صحيفة المثقف

السرديات الكبرى وما بعد الحداثة

علي محمد اليوسفبدءا نسوق شهادات فلسفية متنوعة على مسألة الميتايزيقا التي هي في مقدمة السرديات الكبرى التي نبذتها ما بعد الحداثة بشدة  وما تحمله من محمولات خلافية إشكالية في زوايا الرصد والمعاينة فهيجل يصفها: نحن اذا أمعنا النظر في الميتافيزيقا وجدناها شكلت جزءا من التاريخ الوجودي للإنسان على مر العصور.. كما أعتبر كانط أن ما يدّعيه لا يبنتز من إن العقل هو الذي من شأنه أن يكشف حقيقة الإله هو محض كبرياء لا دليل عليها وتنسى عجز الإنسان المتأصل فيه...عجز الانسان في عدم تاكيده وجود الاله..

إن انساق الميتافيزيقا التي تتدّعي البرهنة العقلية عليها وخلود النفس، أنما رامت هدم أدعاءات الماديين الناكرة للروح والله، كماأعتبر كانط الدين والميتافيزيقا تنهض مع الوهم القائل بأنه بمستطاع ومكنة العقل البشري معرفة أمر الروح وطبيعة العالم وحقيقة الله، لكنه رغم ذلك سعى كانط  دحض أغلوطات الميتافيزيقا الدوغمائية (1).

كما يحدد أندريه لالاند العدمية في معجمه الفلسفي بأنها أول مذهب يقول بعدم وجود أي شي مطلق وثانيا هو مذهب ينفي وجود حقيقة أخلاقية – دينية.

أما نينشة فيقول: إذا كان الفكر الحديث ينظر إلى الوعي الإنساني بأعتباره أغترابا للطاقة الإنسانية المنفصلة عن نفسها والتي تعادي ذاتها عندما تتماهى مع اله أو قوة غير إنسانية بل تطالب الإنسان بالخضوع لها. وأهتم نيتشة بالشعور العفوي لدى الإنسان بنوازعه وغرائزه التي جعل منها أهم العناصر داخل الإنسان الأمر الذي أعتبرتفريغا للطاقة الإنسانية نفسها.هنا نيتشة اراد التعبير عن استنفاد طاقة الانسان الحيوية في الحياة في ركنها السلبي في تضييعها قيم الحياة الى محاولة البرهنة على مسائل الميتافيزيقا التي هي بالنهاية تكون تفريغا للطاقة الحيوية الخلاقة المزروعة بالانسان غريزيا فطريا.

نعود إلى أصل الإشكالية في علاقة الوعي بالمادة والموضوع والطبيعة، وبغض النظر عن حجاجنا الحاضر في أستقراء التاريخ الإنساني الحضاري فقد أصبحت كل من مثالية الوعي الهيجلي ومادية الوعي الماركسي يتجاذبهما التجاوز والاختلاف فالكثير من المفاهيم العصرية الفلسفية والعلمية والتاريخية دحضت وتجاوزت الهيجلية المثالية التأملية عند أكثر من فيلسوف لعل أبرزهم سارتر، براتراندرسل وكذا الحال جرى مع المادية التاريخية لدى ماركس في تبيان نواقص وثغرات ماركس بخاصة في تنبؤاته التي لم يتحقق منها شيئا في معظمها لعل أهمها تنبؤه في أنهيار الرأسمالية التي أنهارت الشيوعية قبلها وتنبؤه بثورة البروليتاريا في تقويض النظم الاستغلالية الامبريالية والنظم الثيوقراطية والدكتاتورية. وقد دحض الفيلسوف هربرت ماركوزة مسّلمة ماركس إن الطبقة العاملة ستقود مستقبل البشرية بسبب الغبن الطبقي الواقع عليها أذ اشار ماركوزة الى أن الرأسمالية العالمية أستطاعت أمتصاص نقمة الطبقة العمالية المنتجة في تحديد ساعات العمل وتامين الضمان الصحي والتقاعدي لها ووضعت لائحة طويلة تؤمن حقوق العمال مما جعل التناقض الاجحافي بينها وبين أصحاب رؤوس الاموال تخف وتتلاشى بما جعل الطبقة البروليتارية اليوم في ظل النظم الراسمالية تنعم بالحياة التي تؤمن لها حاجاتها الاساسية التي لا تشعرها بالدونية المجتمعية الطبقية..بمختصر التعبير فقد ازالت الراسامالية الامبريالية المعاصرة حدة التناقض الطبقي الذي ساد القرن التاسع ومنتصف العشرين.

كذلك فشل تبشير مارك حتمية انبثاق الثورات الاشتراكية في المجتمعات المتقدمة صناعيا مثل ألمانيا وانكلترا في حينها وإذا بالثورة الاشتراكية الشيوعية تنبثق في روسيا الإقطاعية زراعيا. وربما بقي الكثير من تنبؤات ماركس التي لم تتحقق لا تحضرنا في هذا المجال تم دحضها وبطلانها  بتدبير الرأسمالية ذاتها في تداخلها مع الخط التطوري الخيطي للتاريخ المحكوم بالحتمية الجدلية الذي اعتمدته الماركسية مرتكزا محوريا في قراءة مادية التاريخ.

كما جرت محاولات الترقيع والربط بين ايجابيات الفلسفتين هيجل / ماركس أو مجاوزتها كارث تاريخي فلسفي اقتصادي أنساني ثقافي لم يفقد حيويته الشغالة تماما. لعل أبرز فيلسوف حاول الربط بين الماركسية والوجودية هو سارتر وفشل في ذلك من أيجاد توليفة فلسفية تجمع مابين منطلقات ماركسية مع أخرى وجودية. ومثل هذا الفشل تكرر مع التوسير في كتابه نقد راس المال في محاولته جمع بعض المستجدات التنظيرية البنيوية مع الماركسية فأبتدع ماركسية بلا ماركس وتاريخية بلا تاريخ..

كما إن المدارس الفلسفية الحديثة مثل مذهب البراجماتية عند وليم جيمس وديوي وصولا إلى مدارس وفلسفة الحداثة والنيولبرالية وما بعد الحداثة وفي البنيوية التي أعتمدها التوسير في تفكيك الخطاب الماركسي جذريا معتبرا أياه من الأنساق السردية التاريخية الكبرى التي أنتهى زمنها ومثله فعل شتراوس وفوكو وغيرهما من اقطاب البنيوية، كل ذلك أختتم دورة حياته مع انبثاق عولمة فوكوياما في نهاية التاريخ والانسان الاخير كنظام شمولي في الاتصالات والتكنولوجيا الالكترونية وانتقال المعرفة وعولمة السياسة والاقتصاد والثقافة والهويات المحلية والقومية فوقف التاريخ الإنساني مجددا في بعض المفاهيم على رأسه بدلا من قدميه بشمولية مضامينه المعاصرة، المعرفة، العقائد، الأخلاق، الفنون، القانون، السياسة، القيم، الوعي، القدرات..الخ على سبيل المثال يشير فرانسيس ليوتار وهو أحد ابرز فلاسفة ما بعد الحداثة  إلى ما سماه أنحلال السرديات الكبرى وجميع الايدلوجيات التي أستهلكها التاريخ البشري والإنسان فأصبحت تلك السرديات اليوم سلعة أستهلاكية تداولية كما في غيرها من السلع ويقصد ليوتار بذلك أن جميع الانساق التاريخية انثروبولوجيا في تطورها الانساني وتعاقباتها المتوالية وامتداداتها التراكمية والنوعية التي أوصلت العالم الإنساني اليوم بأكمله وأدخلته قطارما بعد الحداثة وتتويجا لها قطار العولمة على حد تعبير مارتن أندك.

هذه الأنساق سواء في التاريخ والسياسة أو في الآداب والفنون التي نفسها أستهلكها الإنسان أيضا، والتطاول الزمني الذي غادرها أصبحت اليوم سلعة أستهلاكية يحكمها قانون العرض والطلب ولم تعد توجد يقينيات ثابتة في جميع المعارف والايديولوجيات والإنساق الفلسفية فالكل حان أوان ضرورة مراجعته بنقدية عنيفة وتقليب صفحاته.

أعتبر ليوتار أن المظاهر الأساسية للحداثة اليوم هي ثلاث، الأولى تحرر الذات من رؤى العالم الدينية والصوفية، الثانية فكرة التاريخ بوصفها تمثل التقدم العقلاني للإنسانية، الثالثة هي إمكانيات مقاومة جعل الحياة برمتها سلعة استهلاكية.1)

أما بورديار وهو من فلاسفة ما بعد الحداثة أيضا فيذهب  في تحليله ما فوق الواقعية في التاريخ المعاصر بأكثر الطرق براعة في كتابه (وهم النهاية 1994) أنه مع تسارع عملية التغيير والتحول اثناء سير الحداثة فاننا وصلنا ألآن إلى النقطة التي تحدث عندها الأمور بسرعة كبيرة جدا لتحقيق المعنى.وإن تسارع الحداثة والتكنولوجيا والأحداث ووسائل الاتصالات والإعلام والتبادلات الاقتصادية والسياسية والجنسية قد دفعتنا للهروب من السرعة وجعلتنا نتحرر من المجال المرجعي للواقع والتاريخ ويزعم بورديار أن درجة البطء ودرجة المسافة ودرجة التحرر مطلوبة لأحداث نوع من التكثيف أو التبلور المهم لأحداث التاريخ التي نسميها تاريخا والتي قد فقدت في الثقافة المعاصرة (2).

ووفقا لخصوم ما بعد الحداثة فهي مراهق مدلل بشكل أناني بصورته الذاتية كوسيط لأحداث البدع والأزياء من الثقافة الحديثة الواسعة ويتجلى هذا الموقف في تقلبات مشهد الفن المعاصر الذي فقد كل اتصال مع الحقائق اليومية وفقد أهتمامه بالجمهور العام ودخل النخبوية في أضيق حضورها وتعتبر فنون اللامفهوم اليوم هي ذروة الخروج على جميع مواضعات ما يتصف به الفن من خصوصية ظل محتفظا بها الى ما قبل بروز ما بعد الحداثة في الفن.

وفي دراسات وسائل الإعلام نجد الافتنان بـ(السايبورغ) الكائنات الخرافية نصفها إنسان ونصفها الآخر اله أو حيوان كما يجري الاهتمام بالفضاء الالكتروني والخيال العلمي والسبرانية أو علم الضبط والتحكم الآلي الذي تتطلع جميعها نحو مستقبل تبدأ فيه الاختلافات بين البشر بطمس نفسها ويبدو من خلال ذلك أنه يتوجب علينا أن ننسى تماما أكثر من بليون شخص في العالم لا يستطيعون الحصول على المياه النظيفة والكهرباء ناهيك عن شبكة الانترنيت العالمية(3).

يقول تايلور في معرض نقده لمفاهيم العولمة: الشر كل الشر في تبني رؤية ليبرالية جديدة تتعامى عن التناقضات الثقافية الكبرى وتؤمن بأن العولمة هي الحل الأمثل. عبارة تايلور السابقة ليست نقدا تصحيحيا صائبا وإنما هي تحامل غير مسوّغ يجافي الواقع لأن التناقضات الثقافية الكبرى التي أشار لها هي في طريقها إلى الانفراج والتراجع بضوء تطور الاتصالات وتبادل المثاقفة بين شعوب العالم قاطبة صغيرها وكبيرها قوّيها وضعيفها أصبحت المثاقفة العالمية اليوم ليس عامل تغذية التضاد والاختلاف والعداء المستحكم الذي كان سائدا في ظل هيمنة الايديولوجيات السياسية المنغلقة على نفسها أو ما يسمى الأنساق الكبرى، لذا فان مفاهيم ما بعد الحداثة والعولمة بفتحها باب التثاقف والاتصالات عالميا بين الشعوب وتبادل المعلومات والمعارف والتكنولوجيا وبروز وسيلة الانترنيت العابر للقارات والفضاءات في لحظات،  فتحت بابا كانت تعتقد أن مفاتيح غلقه وإيصاده بوجه من تشاء أميركا وأوربا لم يعد قائما من الناحية العملية وغير متاح ولا متيّسر في فقدان السيطرة وأنفلات مظاهر العولمة وتغطيتها لكل شعوب المعمورة قاطبة بدون تمييز.بمختصر العبارة أن العالم اليوم يتجه نحو مركزية مدنية ليست بالمعنى الحضاري المختص توّحد البشرية في صهر الهويات الثقافية من دون الغاء خصوصياتها، اذا ما توخينا حسن النية أن تكون العولمة في صلب أهتمامتها خارج جنون السياسة وفرض الهيمنة، في أن تكون السياسة ليست هي الوسيلة لتحقيق المثاقفة الحضارية. وجنون السياسة غير الرشيدة تكون المثاقفة الحضارية عالميا هي الكفيل الوحيد للجم طموحات السياسة المجنونة اللاعقلانية التي تتجاذبها أحيانا الفوضى.

أن التحوّطات غير المبررة عندما نتصور أن بأمكان نظام أستقطابي مركزي يمتلك كل الوسائل في صهر وتذويب خصوصيات العالم سياسيا أو اقتصاديا، أن يكون بمقدوره ومكنته تذويب الهويات العالمبة الثقافية الحضارية في مركزية محورية تدور حولها افلاك التنوعات الثقافية بميزاتها الهووية التي تريد الحفاظ عليها.

أن من مميزات معارف ومفاهيم فلسفة ما بعد الحداثة والعولمة إنها ليست مصطلحات أو  مسلمات متفق عليها أو ثابتة بل هي مفاهيم متغيرة تحتمل خلق إشكاليات التفسير والاختلاف والتأويل النفعي وكذلك في الدراسة والتناول وأحيانا نجد أختصار التداخل والاندماج العضوي ما بين الحداثة وما بعد الحداثة والعولمة يأتي لصالح خلق تطرف قسري ناعم، لما يجب أن نعترف به معطيات معرفية عالمية ودخول العالم في معترك تصورات وتنظيرات جديدة في مختلف المناجي الحياتية.

هذا التطرف نجد مثاله في أفكار جون راولز (1921- 2002) اذ كان من أول المنادين في ظل مفاهيم العولمة هو أن يسمح في عالم اليوم بوجود دول (مارقة) خارقة للقوانين ومنتهكه لحقوق الإنسان ومعرضة السلام للخطر، ضد هذا الصنف من الدول يبيح جون راولز التدخل العسكري المسلح ويعتبره مشروعا في إسقاط أنظمة تلك الدول وواضح هنا إن هذه الفكرة برغم مظاهر جدتها فهي تجعله قريبا من فكر المحافظين الجدد في الولايات المتحدة(4).

تأسيسا على التطبيق العملي لأفكار راولز في منطقة الشرق الأوسط بما عرف بثورات الربيع العربي التي تم إسقاط أنظمة دكتاتورية أستبدادية داست حقوق الإنسان الأولية المشروعة بالأحذية ولم تقم لطموحات شعوبها أي وزن في الحريات الأساسية ولا في الديمقراطية فكانت نهايتها بتدخل أجنبي عسكري مشرعن دوليا أو غير مشرعن جرى ذلك في العراق وليبيا وتونس واليمن وأفغانستان وباكستان والسودان وغيرها وهي بالفعل أنظمة دكتاتورية مارقة ظالمة لأبعد الحدود لكن ماذا بعد هذا التدخل وانهيار انظمة الدكتاتوريات؟ مرحلة ما بعد السقوط التي تعيشها الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط بعد التدخل العسكري الأجنبي أورث تلك الشعوب بما أطلقت عليه الولايات المتحدة (الفوضى الخلاقة) التي أفرزت وأنعشت الإرهاب والتطرف الديني والسياسي أكثر من المتوقع في إدخال تلك الشعوب قسرا بقطار الحداثة والديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان، الأهداف التي بررت التدخل الأجنبي في إسقاط الدكتاتوريات في أفغانستان وبعض الدول العربية وكانت في المحصلة النهائية فوضى ليست خلاقة بل فوضى مدمرة انعشت التطرف المذهبي الديني والارهاب.

أما عن (البنبوية) من حيث هي تيار وحركة فلسفية نقدية في الحداثة شملت كما هو معلوم مجالات انسانية تاريخية ثقافية عديدة فالانثروبولوجيا عند كلود ليفي شتراوس والتحليل النفسي عند جاك لاكان والأدب عند رولان بارت والفلسفة عند لويس التوسير وميشيل فوكو، تشكلت البنيوية من تيارين تيار ينتصر للنسقية الكلية ويمثله شتراوس ولاكان وبارت والتوسير وتيار يقول بالاختلاف والتنوع ويمثله فوكو وديلوز ودريدا 5).

كما يذكر.دكتور مجدي عبد الحافظ إن النطاق الثقافي لما بعد الحداثة يوحي بشدة بالتعددية النقدية كما إن شرط ما بعد الحداثي هنا سيعتبر توصيفا لحالة تاريخية تدخل في قطيعة مباشرة مع الحداثة فتعمل على التخلي عن السرديات الكبرى أو الأنساق الفكرية المغلقة المرتبطة بالايديولوجيات التي كانت تطمح في إعطاء معنى كوني لحياة الإنسان مثل الفلسفات العديدة والطوباويات السياسية والايدولوجيات بعامة.

كما إن جاك دريدا في كتابه (الجراماتولوجيا) تعتريه فكرة التناقض حول العقل ولعل هذا التناقض يكمن في أن النص الكتابي الذي يعتمده دريدا بعد أن أستبعد نموذج الكلام، يرتبط بالاله اليهودي الذي كتب النص بيده مما يجعل النص المقصود (أثرا غائبا) ضاعت منه العلامات والمادة وإذا أضفنا إن دريدا يدّعي ببرنامجه هذا نقد الميتافيزيقيا بل الفكر الغائي ذاته ولسنا في معرض خلاف أو نقد أو حتى تناقض معه، ولعل هذا ما سبق ووضع هابرماس يده عليه في معرض نقده لـــ(جاك دريدا) عندما وجده يحاول تجاوز الميتافيزيقيا عن طريق (الدين) والصوفية اليهودية وهو ما أعتبره معاديا للعقل ولا يصب في الخط الحدائي بل ويناقضه(6).

كما إن جان فرانسو ليوتار فيلسوف ما بعد الحداثة كما مربنا يريد من الإنسان أن يكون واقعيا تجاه واقع الإنسان الذي يحياه الإنسان الغارق إلى أقصى حد في هيمنة التقنيات والعلوم على وجوده. اذ يطالبه بأن يتعايش مع تلك الهيمنة، لكن من دون ان يمنح التقنيات والعلوم اية ثقة، فمثلها لا يمكن منحه الثقة من أجل رفاهية الإنسان، ويبشر ليوتار هنا بحقبة ما بعد الحداثة، التي ستضمن برأيه الحفاظ على التنوع، عندها يجب على كل فرد ان يتكيف مع التنوع الثقافي للأخر، وبعيدا أن يكون معنى التكيف أن ينصهر الفرد في نموذج حضاري واحد. فليس ثمة معيار أو حكم أعلى يمكنه أن يفصل بين ماهو خير أو شر لدى مختلف الأطراف الحضارية(7).

 

علي محمد اليوسف/الموصل

.........................

(1) د. محمد الشيخ / عالم الفكر، مج41، 2012، ص 28،29،37.

(2) المصدر السابق، ص10.

(3) المصدر السابق، ص36.

4) انظر د. عبدالرزاق الداودي، عالم الفكر، مج41، 2012، الفلسفة والثقافة في عصر العولمة، ص185.

6) د. مجدي عبدالحافظ / مصدر سابق / ص 152.

7) المصدر السابق، ص156.

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم