صحيفة المثقف

ثلاثياتٌ كولونيِّة

سامي العامري

ســــأنْحَتُ (كولوُن) والأمسُ نَحتُ

ليضــــــــــحكَ تمثالُها حيث نحتُ

بُحيرتــــــــــها سُرَّةُ الأرض مرعىً

لدمعٍ بـــــــــــــــه كالخيولِ سرحتُ

وجَرَّتْ لــــــــــــــــهاويةٍ أُسَّ عقلي

فلوَّحَ مُستسْمِــــــــــــــحاً فسمحتُ !

**

أهلـــــي كرامٌ طيبون، تقول ليْ

وحديثُهم يجري كجَرْيِ قــرنفلِ

ولهم بباريسٍ أصـــــولٌ، نسوةٌ

كالبدر صــــــــفَّقَ ثم حطَّ كبلبلِ

حُمرُ الدسائس، والثيابُ غريبةٌ

فطفقتُ امتدحُ ارتباكَ المُغزَلِ !

**

بعد أن حامَ حومُها

ورضـــــاها ولومُها

زرتُ كولونَ مُحْرِماً

فاحتفتْ بيْ كرومُها

مهرجاناتٍ مـن طِلاً

واشــــتياقي ألبومُها

**

العيدُ عيدُ نساءِ الشـــــــمس في بلدي

فإنْ تظاهرنَ فالأصــــــواتُ ثغرُ غدِ

تســـــــــمو بتأريخهِا الوضّاءِ منتقلِاً

من سوح تشرين حتى عصرها الأكدي

تجيب كولون: أرجو أنْ نــــــــــساؤكمُ

يعشنَ أرغدَ مـــــــــمّا عشتُ من رغدِ!؟

**

لــــــــو راعكم طوفانكم خَطْبا

فإنَّـــــــــــــــــما لقلبك العُتبى

عشقْتُكم في الروح خمراً فإنْ

يجرِ فلا يــــــــــستأذن التُّرْبا

يا راغد الضفافِ لا ضـــمَّكم

إلاّ هوانا والـــــــهوى يُجبى !

**

إن تسألي فيمَ جئتُ اليومَ واعَجَبي

إنـــــــــي أتيتكِ سكراناً مــن الكذِبِ

فأدعياء ثقافــــــــــــــــاتٍ وموهبةٍ

كانوا ببغدادَ فانســـــــــلّوا لمغترَبِ

وقد تشرَّدتُ معْ حرفي سنينَ خلتْ

وفــــي الختام إذا بالنخْبِ (للنُخَبِ) !

**

أرومُ الهجرَ هــجرَ قصيدتي دوما

فتمنعني (كــــــــــاتدرائية الدوما)

ففيها الشـــعرُ محفورٌ علــى عَمَدٍ

وفيها مريمٌ لثمتْ فمي يومــــــــا

وطافت بـــــيْ مباخرُها، وساعتَها

أفقتُ وعشتُ ما لا يُشـــبه النوما

**

يـــــــــا جبالَ الألب التي منكِ ينبعْ

راينُ الأمـــــــــسِ كهرماناً وأنصعْ

وأرى كـــــــــــــولونَ ارتدَتْهُ كعِقدٍ

مرهفِ الشذْرات فلو أشدو يســــمعْ

وقــــــــد احترتُ كيف كيف سأشدو

فإذنْ ها أنا ســـــــــــأكتبُ : يتبعْ !

***

سامي العامري - برلين

.......................

(*) القصيدة هنا هي ثلاثيات وتتحدث عن مدينة كولونيا أو كولون أو كولن Köln ن كما يسميها الألمان وهي مدينة يخترقها نهر الراين ثاني أكبر أنهار ألمانيا وقد عشت فيها عشر سنوات قادماً من هامبورغ وانتقلت منها إلى برلين قبل عشر سنوات !

(**) كُتبتْ في يوم المرأة العالمي، 2020

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم