صحيفة المثقف

كم قلتُ لكِ

عاطف الدرابسة"هذا النَّصُ للنِّساءِ والرِّجالِ فقط"

قلتُ لها:

لا أُحبُّ أن أسكُنَ في العُيونِ المُستعَارة

ولا أُحبُّ أن تَرَيني بالعدساتِ المُستعَارة

أو الرُّموش المُستعَارة

 

لا أُريدُ أن أسمعَ كلمةَ أعشقُكَ

بشفَّتينِ محقونتَينِ "بالسيليكون "

فأُذني مُرهفَةٌ

لا تُصغي إلا للأصواتِ الطبيعيَّةِ ..

 

لا تُنقاشيني بعقلٍ مُستعَار

لا تُحاولي إقناعي بآراءٍ مسروقةٍ

أو بأفكارٍ مُستعارةٍ 

أو خيالٍ مُصطَنَعٍ

فأنا منذُ أن تعثَّرَ قلمي بأوَّلِ حرفٍ

لا أُحبُّ الرُّؤى المُلوَّثةَ

والفِكرَ المُستعار

فالحمارُ مهما حاولَ أن يُتقِنَ الصَّهيل

سيبقَ يا سيدةَ الحرفِ المُستعارِ

حمارْ ..

 

لا أُحبُّ الوجوهَ المُلوَّنة

ولا أُحبُّ الشَّعرَ المُستعار

فهو كسحائبِ الصَّيفِ

كالغُبار ..

 

كم قلتُ لكِ منذُ أوَّلِ لقاء :

لا أُحبُّ اللَّحمَ المُبرَّد

ولا أُحبُّ الفواكه المُجفَّفة

ولا أُحبُّ العُطورَ المُشبَعَة

برائحةَ الجنسِ والأفيون ..

 

منذُ أن تنفَّسَ الوعي في حِبري

وأنا أكرهُ :

الأشياءَ المُتشابِهة

النِّساءَ المُتشابِهة

الأفكارَ المُتشابِهة

العُيونَ المُتشابِهة

العقائدَ المُتشابِهة 

الجيوشَ المهزومَة 

الثَّلجَ الذي يتراكمُ كالفسادِ

في الأراضي القاحلة ..

 

كم قلتُ لكِ :

لا أُحبُّ أن أكونَ في صراعٍ بينَ عقلي وعواطفي

فكُلَّما غصَّ بعقلي خاطرٌ

أو ألمَّ بي عارضٌ مجنون

لجأتُ إلى وحدتِي لأستعيدَ ذاتي ..

***

د.عاطف الدرابسة

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم