صحيفة المثقف

هل تشتعل أزمة الكورونا بين الباندا الصيني والعم سام!

بكر السباتينالصين لديها أدلة جديدة تؤكد اتهام أمريكا في أنها وراء انتاج فيروس الكورونا في مختبراتها ونشره في الصين في إطار الحرب البيولوجية الخفية لتدمير اقتصاد الصين.. فقد تمسك تشاو لي جيان، المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة الصينيّة، براويته الأولى التي نشرها موقع "ميديك فورم" ، أول أمس الأثنين عن وجود إثباتات تؤكّد أن هذا الفيروس تم اختِراعه وتطويره من قبل علماء أمريكيين عام 2015، وأنّ مجلة الطب الطبيعي الأمريكية "Nature Medicine" أكّدت في بحث نشرته في أحد أعدادها في العام نفسه أيّ عام 2015، أن علماء في الولايات المتحدة تمكنوا من الحصول على نوع جديد من فيروس كورونا له تأثير خطير على الإنسان، على أن فيروس المصدر لـ COVID-19 كان فيروس SHC014، الذي عثر عليه في الخفافيش، وعلى أساسه، تم إنشاء “فيروس خيمري” وهو فيروس يمتلك تجمعين أو أكثر من الخلايا والأنسجة المتميزة جينيا، و يتكيف مع جسم الإنسان.

وأضاف أن جنودًا أمريكيين شاركوا في دورة الألعاب العسكرية العالمية التي جرت في مدينة "ووهان" التي تَنافس فيها 10 آلاف عسكري من مختلف أنحاء العالم في أكتوبر الماضي، هم الذين نقلوا الفيروس إلى هذه المدينة.

هذا لو أضفنا إلى احتمالات أن تكون تصريحات تشاو لي جيان صحيحة أن أمريكا لم تتردد في إلقاء قنبلتين نوويّتين ضد هوراشيما وناكازاكي اليابانيّتين في الحرب العالمية الثانية حينما حشرت أمريكا في الزاوية، وفي حرب الإبادة ضد الهنود الحمر نشر الأمريكيون مرض الطاعون بالطّريقة نفسها، وأبادوا عشَرات الملايين من الهُنود الحمر..

بالإضافة إلى ما يقال في أن المقامر ترامب لن يتوانى عن ضرب الصين التي يبشرها المراقبون بمكانة القطب الأول كقوة اقتصادية على حساب الولايات المتحدة الأمريكية! وربما يكون هذا الدافع الأهم لاقتراف هذه الجريمة الإنسانية التي دفعت فاتورتها البشرية لو ثبتت الاتهامات الصينية الخطيرة. والكل يعلم كيف أن ترامب منذ فوزه وإشعاله الحرب التجارية مع الصين، وهو يحرض المستثمرين الأمريكيين على مغادرة الصين وإعادة استثماراتهم إلى أمريكا، في سعيه الدؤوب لضرب العملة الصينية اليوان ، وهي حملة تضمنتها شعارات ترامب الانتخابية؛  ولكن انقلب السحر على الساحر.

ففي أتون أزمة وباء كورولا وبعد أن حقق ترامب هدفه المنشود كما يرى الصينيون بهروب المستثمرين الأمريكيين والأوربيين من الصين، حصل ما لم يتوقعه ترامب في سياق حربه التجارية مع بيجين، وذلك بإقدام الصين إلى شراء الاستثمارات الأمريكية والأوربية بأقل الأسعار، وهو إجراء طارئ وذكي للحكومة الصينية، والتي شاءت لها الظروف، والإمكانيات المذهلة، والسياسة الحكيمة، بأن توجه ضربة أخرى إلى خصومها ممن يناصبون اقتصادها العداء، من خلال تطويقها لوباء فيروس كورولا، ومن ثم محاصرته بغية التخلص منه نهائياً دون استخدام أي مصل علاجي، قد يحسب لها أو عليها في ظل هذه الاتهامات المتبادلة؛ لذلك خرج الأمريكيون من الحلبة مذهولين، فما كان عليهم إلا أن يرجموا الطرف الصيني بتهمة افتعال أزمة بيئية لإنقاذ العملة الصينية المتهاوية.. وهي ذريعة أمريكية تخالف المنطق، لأن دولة بحجم الصين ذات النمو الاقتصادي الأعظم في العالم لا تدمر نفسها من أجل أهداف مرحلية يمكن تحقيقها في سياق الصراع الموضوعي الذي أشعله المقامر الأبرص ترامب..

حتى أن حجة الذين يدافعون عن الموقف الأمريكي الرافض لهذه الاتهامات التي يجدونها مجحفة بحق الولايات المتحدة الأمريكية، ذهبت إلى أن وباء الكورولا تسلل إلى أمريكا وانتشر في بعض مدنها، ما يكذب الرواية الصينية؛ ولكن هذا لا يرد التهمة عن ترامب لأن السحر أحياناً يصيب الساحر ببعض الضرر، ولكن المصل الأمريكي ضد الكورونا الموعود سينهي المشكلة قبل استفحالها في أمريكا، وهنا مربط الفرس.

وثمة سؤال لحوح آخر يطرق رأسي وقد يخرجنا عن السياق الصيني الأمريكي بعض الشيء، فهل نعتبر اعتراف موقع"إسرائيل بالعربية" في أنه "من الممكن أن يكون اختراع المصل المضاد لفيروس كورونا إسرائيلياً" هو دليل آخر على وجود المصل في حيز أمريكي أو إسرئيلي، على اعتبار أن الاستراتيجية الإسرائيلية هي امتداد غير مباشر لمثيلتها الأمريكية، وأن هناك توافق بين نتنياهو والمقامر الأبرص ترامب فيما يتعلق بسياساته الخارجية، بحيث يضع كل واحد منهما بيضاته في سلة الآخر أو من باب المقايضة في المواقف!!

في المحصلة فإن الصين تغلبت على المرض نسبياً والباندا الصيني يتعافى باقتدار واتهامات تشاو لي جيان تأتي كما يبدو من منطلق القوة والثقة، وربما تعلن الصين عن اختراعها للمصل المضاد للكورونا قبل أن تكشف عنه أمريكا التي ربما يكون محفوظاً لديها في مختبرات البنتاجون! فهل يعني هذا أن أزمة جديدة ستفتعل بين الباندا الصيني والعم سام على خلفية الكورونا.. بوادر ذلك بادية في الاتهامات الصينية التي أطلق بالوناتها الاختبارية، المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة الصينيّة، الذي لا ينطق عن الهوى، وفي تصريحين متعاقبين.

 

بقلم بكر السباتين..

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم