صحيفة المثقف

بين زمن الأزمة وزمن الرخاء الكورونا موت معطل

عقيل العبودكنت أقود سيارتي في شوارع بيوتها كما محلاتها وأسواقها تبدو معطلة كأنها ترقد في سبات عميق.

الأجواء تشبه أغطية بيضاء تغفو على أسرة أصحابها غادروا الى مكان ما، اما الغيوم فقد بقيت هكذا محملة بالمطر كأنها تعلن الحداد حزناً على مصاب جلل.

الأسوار تلك التي تحمل فاكهة النارنج والبرتقال عبر تلك الأغصان المتدلية عند حافاتها المديدة، بقيت محافظة على رصانتها المعهودة رغم لغة الصمت تلك التي كانت تلف فضاءاتها المحيطة بأشكال هندسية تم تصميمها بطريقة معمارية بارعة لتتسع لساكنيها وفقا لما هو مطلوب.

هنالك عند أطراف ذلك السكون الذي بقي مسترسلاً في أوجاعه، كان كل شئ يحاول الخروج، لعل هذا المحيط العائم في ذرات الخوف يستيقظ من جديد لتعود تلك الحركة الى نشاطها المعهود.

لحظتئذ سيارتي كأنها هي الوحيدة التي كانت في الشارع لولا سائق دراجة نارية وشخص اخر كان يمشي على حافة الرصيف.

الساعة الثامنة الا عشر دقائق ولم يبق الا دقائق للوصول الى موقع عملي.

المركز الذي اعمل فيه لم يكن يرتاده بعد الا مجموعة من المنتسبين، بعد ان تقرر تعطيل العمل في ولايتنا حيث بحسب المتوقع تعرض نسبة ٥٦ للإصابة بفايروس الكورونا، وهذا معناه إيقاف اوتعطيل جميع المؤسسات والدوائر كما تم تعطيل الكليات والمدارس من قبل.

هي بضعة أيام، اوربما أسابيع ثلاثة لكي تعود الحياة الى انفاسها، هتفت مع نفسي مواسياً إياها لذلك صار علي ان اعمل شيئا ما انجازا أو كتابًا أو قراءة قصة اوموضوعا، سيما ونحن نعيش زمنا لم نكن بالحسبان نتوقع ان يكون بهذه الصورة المخيفة، حيث كما تعلمت ان زمن الأزمة يجب ان يكون مفعما بالحيوية كباقي الازمنة، لذلك لم يترتب علي الا ان ابقى مكتنزا بالصبر والمثابرة أسوة بزمن الرخاء.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم