صحيفة المثقف

كيف يمكن للعراق ان يتحرر من قيود السلطة؟

عقيل العبودالاحتفاء بالمنصب أوالمسؤولية، قيمته ليس بقدر حجم المكانة اوالموقع الذي يشغله من يتم تنصيبه من الرجال اوالنساء، بل بقدر التمكن من اداء تلك المسؤولية وإعطاء المنصب حقه ومستحقه، (فقيمة كل امرئ ما يحسن) كما نسب الى الإمام علي ع.

وهذا النمط من التفكير يحتاج الى صياغة منهجية سايكولوجية وثقافية واخلاقية وكذلك فقهية، وهو نظام متكامل من السلوك والتفكير، مكوناته ليس بالأمر السهل.

وهو موضوع له علاقة مع طبيعة الشخصية ، حيث ليس من السهولة ان يقي الإنسان نفسه من مغريات التسلط والثروة والجاه والمال، باعتبار ان المظاهر موضوع له علاقة بقيم المجتمعات ومعاييرها الاخلاقية.

هنا باعتبار اننا نعيش أزمة دين واخلاق تسبقها أزمة قيم وثقافة وفكر ، نحتاج الى منهجية تعيد لنا صياغة المنهج الأخلاقي والقيمي لموضوع الحاكم والحاكمية، سيما ونحن نخوض صراعا عنيفا في عصر الانقسام والتفكك الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والأخلاقي.

حيث نسمع وعلى مضض ما يسمونه ادعاء البيت الشيعي وعلى غراره بيوتات تم تقسيمها اثنيا ومذهبيا وذلك بفعل سياسات استخدمت مقولة (فرق تسد) التي تم تداولها مذ عهد الإنكليز حتى تفشت هذه الأيام بفعل قاموس التداول السياسي والإعلام

لذلك سؤالي اي ديمقراطية هذه التي يتم الادعاء بها ونحن نتبارى كل يوم بتقسيم ابناء الوطن الواحد الى كتل وطوائف وإثنيات وجماعات، اي ديمقراطية هذه التي يدعي بها المنقسمون من ابناء السلطة المفروضة قسرا وتضليلا، اي زمان هذا الذي يدعى فيه احترام الدين والمرجعية، بينما في ذات الوقت يتم استباحة جميع القيم الاخلاقية التي تم الاتفاق عليها مع المتظاهرين ليتم اختيار المنصب الفلاني لزيد اوعبيد، وأي عصر هذا الذي يتم فيه استباحة الدم والضمير والمنصب.

ولهذا يبقى السؤال الى المسؤولين جميعا  كيف يمكن للعراق ان  يتحرر من قيود السلطة والمظاهر والاستخفاف بمطالب الشعب؟

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم