صحيفة المثقف

رقصة القدر..!!

صحيفة المثقفتقولُ لي،

ألا ترى بأننا

محاصرون مرهقون،

كالعبيدِ في غياهبِ السجون..

يكلمون عالماً بلا بداية

بلا نهاية،

بلا شجون ..؟

وحولنا، كما نرى

تحجر الخداع والنفاق في العيون..

وفي السجون تُجهض البطون..!!

**

كلنا محاصرون،

نمنح الرقاب والسراب

نشوة السهر،

مزاعماً تلبدت في أفقها علامة الخطر..

وفي العراء

كلنا عراة،

عندما يميل حالنا

نخاف مزنة المطر..

وفي الهواء

تحت رحمة الهراء

تحت هامة السماء

تزحف البطون، يرقص القدر..

ارى الوجوه في رحابها تخاتل البشر..

وتعقد الرهان، في متاجر العهر..

ارى الرقاب قد تمايلت تطاولت

تزاوجت من غيرها

على الرصيف

في الخريف والشتاء

عند مدخل القصور والقبور

يبدأ السفر..!!

**

وكلنا محاصرون في قدر..

يحيطنا مساره، نهاره

وليله يذيب في عروقنا الوطر..

فيغلق الطريق

يُشعل الحريق، يُمحق البشر..!!

**

تقول لي،

ألا ترى بوابة الجحيم

شاغلت سهامها مهابة القدر..

فكلنا يداعب الوتر..

ليعزف الأنين كلما تطاول السهر..

تكسرت سهامنا، تقطع الوتر..

**

تقول لي،

على المدى، يراهنون يسبحون

في دمائنا، ويسرقون مالنا

وفي النهار، يقتل الصغار

يقلع الشجر

ويسحق الحجر..

وكلهم يشاهدون مسرحاً

على الهواء في العراء

يبدأ العويل

والرصاص والقصاص

والشباب يقتلون..

تكشف الصراع والخداع

لم نعد على الضفاف نرتجي السمر..

لم تعد على الضفاف تمرح الطيور

يمرح الصغار، يمرح القمر..!!

آكامنا تفحمت

وارضنا تصحرت

ولم يعد في شطنا سحر..

مطر، مطر

ولم يعد في غيمنا مطر..!!

على الرصيف لم يعد حجر..!!

قمامة وفوقها بشر..!!

دماؤنا تسيل كالنهر..

بشر، بشر،

فلم نعد بشر..

تمزق الكلاب جثة البشر

وتجلد الاجساد في السجون..

**

تعبت من سماعها

تعيدني الى الوراء

في مربع الوحوش والغجر..

يلعلع الرصاص

في مسالك الوهاد والسفوح والجبال

يزحف الشباب للنضال كالنصال

يحمل الطغات حاجياتهم

وكالشياة يهربون،

مآلهم سيخسرون ..!!

***

جودت العاني

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم