صحيفة المثقف

العراق ٢٠٠٣ كيف تم التفريط بحضاراته؟

عقيل العبودأوامر السلطان تخضع لمرسوم ثابت، والامر عبارة عن تشريع قائم على أساس خدمة المملكة، اوالسلطنة، سيما وان ديدن غالبية الملوك هو الحفاظ على هيبة ما يحكمون.

ويتبع الأمر عند بعضهم التفكير بأنماط الحياة التي تعيشها شعوبهم.

والغاية من الكلام ان هنالك تاريخا وارثا يرتبطان بمصلحة العرش وهيبة السلطان.

والاثنان حاكمان وشاهدان على طبيعة وطريقة الحكم، باعتبار ان التفريط بهذه الهيبة يقود الى انكسار الإمبراطورية، اوالمملكة، اوالدولة ما يشير الى ضعف السلطان وعدم تمكنه من اداء ما أنيط به.

فالملك عندما يكون قويا، فإن بناء الدولة ومشاريعها سيتم تنسيبها تاريخيا الى عهده.

وهكذا مع الحضارة الفرعونية حيث تم تنسيب ما تم تشييده من الاهرامات وطريقة بنائها انذاك الى ملوك الفراعنة.

وكذا فعل ذلك الملك، وذاك الإمبراطور، حيث تم إنشاء القصور والسدود والأنهار والري ودور الثقافة ومراكز العلم والمعرفة، فصرنا نذكر دار الحكمة مثلا، وقصور نبوخذنصر وهكذا، ما يسمى بالبناء الحضاري اوالإرث الحضاري وهو ما يجب الحفاظ عليه وتسخير الموارد والطاقات البشرية والمادية لحمايته من التلف والسطو والاستهلاك.

لذلك يعد من ابشع وأكبر الجرائم انحطاطا في تاريخ الانسانية مسألة التفريط بحضارات وارث الدولة.

كونه يسجل استخفافا لجميع المعايير الاخلاقية والقانونية. 

كما حصل يوم تهريب وبيع القطع الأثرية الخاصة بحضارات سومر وعشتار ونينوى وعلى اثار ذلك لم يعد في الحسبان استكمال ما تم تشييده من قبل الملوك الذين حكموا البلاد انذاك.

لذلك من باب تعزيز الكلام وللتذكرة حيث حدادا على حضارات وطن اسمه العراق، اقف عند قصة نبي الله سليمان الذي بذل كل جهوده لحماية العرش الذي إنما اريد له ان يكون شاهدا لمعنى السلطة.

علاوة على انتصاره على مملكة بلقيس بعد ان استخدم جبروت المال لحماية شعبه وشؤون حياتهم، وتلك عبرة تداركها ملوك وسلاطين يعيشون قريبا من العراق.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم