صحيفة المثقف

على محراب الإلهام

ياسين الخراسانيأتضرّع إليكَ أيها الخيال

أنا ابنك الطيّب الأليف

من جسدي تضوّعت نتانة الفقدان

وعلى رأسي أكل الطير حَبّ المجاز

فلا تباغتني بالكلمات التي

تدل على نفسها وتكتفي ...

 

أعوذ بك من طاغوت البياض

والنقيض الفاتر الذي يواري ضراوة الاختلاف

أشكو إليك مفاصل اللغة

المصابة بالبرودة والسخافة

فلا تُبْئسني بإخفات الريح

كلما على البساط واستوى على الأفق

أنظر إليكَ بعين التبجيل

فأنت مانعي من السقوط

وعكازتي إن اشتدّ عليّ ألم المفاصل

 

أنا قويّ الإيمان ضعيف المناعة

أسير إليك بيد مشلولة

لكي لا تلتقط البنفسج على جنبات الطريق

فالبنفسج باهتٌ ضعيفٌ على الاستعارة

يذبل أمام زرقة البحر والسماء

وعين طفلة في إطار النمش

 

أضخّ إليك الدماء صريحة العبارة

لعل المجاز الشارد عن القصيدة

والذاهل في معنى الحب والألم

يكبّ وجهه عليك

فينتفض للشعر جناحان

 

أتأمل صفاتي على شطّ الغرابة

ربما كنتُ حارسا لظل سحابة

ترفض خلطه بغيره من الظل

ربما كنتُ متيّماً بحورية

فاختلط عليّ الواقع بالسحريّ

وأوصتني عرّافة بتجنب اليقين

فالعارفون أقل عطشاً لإكسير السراب

وشراهةً على مائدة العشاء الأخير

 

قبلتُ بالظمأ على أرض الكناية

من الارتواء على ضفاف الفرات

فيا أيها الخيال

إن قُطِّعت أطرافك من خِلاف

أو دُقّت على خشب السرو

تنح قليلاً أو ما استطعت

لكي أصعد إلى مكاني على ظهر الصليب

***

ياسين الخراساني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم