صحيفة المثقف

الوصية

فتحي مهذبحين  ألتحق بالرفيق الأعلى..

في دراجة هوائية سريعة..

أو على ظهر أرخميدس..

دقوا الطبول والأجراس..

أشعلوا النار ودوروا حول جدائلها..

مثل هنود حمر ..

أو متصوف يرمي عظامه

ويطير..

لا تذروا الطواويس تسير في جنازتي..

احتجزوا الريح مثل ثعلب ..

هبوا نظاراتي لطائر العقعق..

حذائي لغوريلا أعزب..

ملابسي الداخلية إلى هيكل عظمي..

قبعتي إلى كاهن أفرغ روحه

في جرن المسكوت عنه..

صوتي إلى هدهد محنط..

سريري إلى قبار مبتدئ..

قاربي إلى مهاجر عالق في مضيق النوم..

حين ألتحق بالرفيق الأعلى..

تاركا كدمات زرقاء على جسد الأرض..

آثارا غريبة في رحم الكلمات..

كلبا مسنا يجر عربة اللاوعي..

حصان بؤسي اليومي ..

أيقظوا غيمة الأرملة ..

أطلقوا الرصاص في الهواء..

وذروا الطيور تنقر قمح جمجمتي..

دقوا الأجراس والطبول..

أشعلوا النار وضعوا جثتي..

بهدوء الحكماء..

أهدوا قنينة رمادي إلى كلبي الوفي.

***

فتجي مهذب

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم