صحيفة المثقف

فـي زمـنِ الـكـورونـا أتـذكّـرُ مـرضـى الـوَسـواسِ الـقـهـريِّ ،

الآنَ أُحِـسُّ بـهـمْ ،

أَغـسِـلُ وردَ الـشـرفـةِ ،

أغـسـلُ أوراقـي الـنـقـديّـةَ ،

أغـسـلُ سـاعـاتـي ،

أغـسـلُ نـظّـاراتـي ،

أغـسـلُ أشـعـاري ،

أُوشِـكُ أن أغـسِـلَ حـتّـى الـمـاءْ !

وأراكِ فـأصـرخُ: يـا ويـحَ الـزمـنِ الأغـبـرِ ،

يـا ويـحَ الـزمـنِ الأغـبـرِ ،

عـنـكِ يُـبـاعِـدُنـي أمـتـاراً ؟!

أمـتـاراً يـا أقـربَ مـن حـبـلِ وريـدي ؟!

أمـتـاراً يـا مـن أحـفَـظُ شـكـلَـكِ حـتّـى عـجَـزَتْ عـنّـي الـمِرآة !

هـل حـقّـاً لـن نـجـلِسَ فـوقَ الـعـشـبِ ؟!

وهـل حـقّـاً لـن أقـدِرَ أن ألـمِـسَ شَـعْـرَكِ ؟!

إنّـي فـي جـسـدي مـسـجـونٌ ويـداكِ سـمـاءْ

***

د. عبد الله سرمد الجميل - شاعر وطبيب من العراق