صحيفة المثقف

الرياسه تريد راي ورايه

حمودي الكنانيرحم الله شاعر الفكاهة الشيخ حسين قسام النجفي على قوله هذا.

الرياسه في كلام العامة تعني الرئاسة، وكثيرا ما تداول العامة مشتقاتها فمثلا يقولون فلان الفلاني " تلوك له الرياسه" وحتما العامة هم أخبر وهم على وعي بالمقومات التي يمتاز بها من يطلقون عليه صفة رئيس وبالمفهوم الحديث أن فلان الفلاني له كارزمة تؤهله لشغل هذه المكانة وحتما هم أي العامة خبروا فلان بمواقف مهمة اثبت بها جدارة واستطاع ان يقود بكفاءة ولهذا نال احترام وتقدير قومه وقالوا هو الرئيس .. والشاعر قسام النجفي عالج الموضوع بروح فكهة وسخرية مثيرة بقصيدة طويلة ضمها ديونه " قيطان الكلام " فهو يرى ان الرئيس يجب ان يكون ذا رأي سديد وأن يكون حامل " الراية " (البيرق) أي حامل اللواء حتى تسير الجماهير خلف هذا اللواء في صفحات الوغى.

ولمدة سبعة عشر عاما وبلدنا مع الاسف يمر بمأزق الرئاسة التي اعتبرتها الجهات المعنية مغنما او مكسبا أو تفويضا الهيا لايمكن التفريط به بأي حال من الاحوال ونحن قد نتفق معهم في ذلك باعتبار رئاسة الوزراء استحقاقا  للأغلبية الشيعية ولو اننا نرى أن أي عراقي له من المؤهلات يحق له ان يتبوأ هذا المنصب شرط ان تثبت التجربة له بالنزاهة والوطنية وعلو الهمة والهام.

وقد لوحظ خلال هذه الفترة الزمنية هو الاصطراع بين كتل هذا المكون على من له الحق في شغل هذا المنصب حتى انهم يضطرون ان يعطوا الكثير من التنازلات من اجل أن يكون (س) الوزير الاول سواء كان ذا دراية وحنكة سياسية وادارية وكارزمة قيادية أو بدونها وما أن يتسلم (س) منصبه حتى تبدأ عوامل التسقيط تعمل عملها .

 وعندما بدأت المظاهرات واشتدت كنا نتمنى على السيد رئيس السلطة التنفيذية تقديم استقالته حتى لا تأخذ الأمور منحى آخر وتؤول الى طريق مغلق .

السيد رئيس الوزراء المستقيل كان يعمل بهدوء وله رؤية في إعادة تأهيل البلاد وكثيرا ما تابعنا كتاباته في المواقع الالكترونية ورؤيته لما يجب أن يتحقق في البلاد لكن الظروف لم تسمح له في اتمام وتنفيذ ما يرى وما كان يخطط له .

وبعد فشل تمرير السيد محمد علاوي تم تكليف السيد عدنان الزرفي وما أن اعلن هذا التكليف حتى ثارت ثائرة الاطراف التي لا ترى فيه الشخص المناسب لشغل هذا المنصب .

وكمواطن لا تربطني بالزرفي اية علاقة لا من قريب ولا من بعيد لكن من خلال متابعتي لما قام به في محافظة النجف ومتابعته ووقوفه بصورة شخصية على جميع المشاريع كالطرق والشوارع والانفاق وزيارات المدارس والمؤسسات الخدمية وحثه الهيئات التعليمية والتدريسية والطلبة على العمل الجاد والتفوق رأيت في هذا وغيره من الانشطة انه الشخص الذي يشغل هذا المنصب بجدارة، وكل ما قيل او يقال ما هو الا تسقيط لا غير، فاذا قيل ان هناك ملفات فساد فالفساد في البلاد مستشر ولا احد ينكره .. وقد قيل سابقا كما هو معروف للجميع " أهل مكة أدرى بشعابها" فالرجل عدنان الزرفي هو ادرى بمجريات السياسة باعتباره شغل مناصب متعددة في الدولة وخبر حبائل السياسة والادارة والقيادة ايضا ولما كانت المدة محددة فما نفع ان يشغل المنصب اكاديمي لا خبرة له في هذا المجال وبحاجة لفترة ليست بالقليلة ليتعرف على مجريات امور السياسة وألاعيبها وتشابك وتعرض العلاقات الدولية، وتسيير امور البلاد، فرئاسة الوزراء ليست تماما مثل رئاسة الجامعة ولايمكن ان تكون المكان المناسب للاكاديمي .

أقول هي مدة محدودة لا تتعدى السنة فلماذا لا يمنح الرجل عدنان الزرفي فرصة ويتعاونوا على تمرير تكليفه واسناده ليتمكن من تهيئة البلاد الى انتخابات مبكرة واعادة الثقة المفقودة والانتخابات هي الحاكم الفصل لكي نخرج من هذه الدوامة.. وجن يا دار ما دخلك شر!

 

حمودي الكناني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم