صحيفة المثقف

كورونا والسر الخفي

محمد بغداديما حقيقة المرض الذي ارعب العالم في أيام قليلة؟ وما السر الذي يخفيه؟ هل انتشار الفيروس بهذه الطريقة يعد حرباً بيولوجية بين القوى العظمى في العالم بقيادة واشنطن؟ أم أنه غضب إلهي على الإنسانية جمعاء جراء الانغماس في العالم المادي والبعد عن عالم الروحانيات؟ أم أن نهاية العالم قد اقتربت خاصة بعد سلسلة التغيرات المناخية الأخيرة التي اجتاحت معظم دول العالم. تساؤلات واستفسارات تطرح نفسها على الساحه الآن، وتكهنات عن غضب الطبيعة وعدم الاهتمام العنصر البشري بها بالقدر الكافي مما جعلها تتخبط في شكل انتشار للأوبئة وتقلبات مناخية حاده.

نشاهد يوماً بعد يوم انتشار المرض بشكل وبائي وبطريقة ليست طبيعية، وكانت الصين هي البداية ثم اليابان ثم كوريا ثم ايطاليا ثم أسبانيا ثم دولاً أخرى، وهكذا مما ينذر بعواقب وخيمة على العالم بأسرة، وكأننا أمام إحدى أفلام هوليود التي تحدثت عن الفيروسات وانهيار العالم أمامها وكيف أن دول العالم عاجزة عن التصدي لمثل هذه الأوبئة، حيث يسعى القائمون على صناعة الأفلام الأمريكية والعالمية، لطرح الأعمال التي تركز على الموضوعات المثيرة والمختلفة، كـالأمراض الغريبة والوبائية، وبالفعل طرحت شركات الانتاج العالمية هذه النوعية من الأفلام المتميزة، التي تدور حول الأمراض القاتلة، دون وجود حلول لها، ويجتاح العالم هذه الفترة، فيروس كورونا، الذى ظهر في الكثيرمن بلدان العالم المختلفة.

ليست حرب كورونا هي الأولى عالميا، سبقتها حرب الكوليرا التي اجتاحت الهنود الحمر، بخلاف حرب الجدري، والجمرة الخبيثة، واستطاعت ألمانيا هتلر أن تصنع فيروسات قاتلة للمعسكرات المعادية، وبالفعل استطاعت الحرب البيولوجية في الماضي أن تحصد الملايين من الشعوب. وها هي اليوم تلقي بظلالها على عالم التقدم التكنولوجي وعالم الانترنت وعالم التقدم التقني وعالم القرية الصغيرة.

فالصين  صاحبة السبق الأول واليد العليا في ظهور أعراض المرض أثبتت أنّها قوّةٌ بشرية عالمية عُظمى تناطح الاقتصاديات الدولية الأخرى وبخاصة الولايات المتحدة التي تأبى أن ينازعها أحد بعد انتهاء الحرب الباردة مع المارد السوفيتي السابق، فقد استطاعت بكين أن تناور وتقاوم هذا الفيروس في غُضون أسابيع ليست بالطويلة نسبياً ، وتُقَلِّصت الخسائر إلى ما يعادل 3169 حالة وفاة، وعالجت وبتحدي ما يعادل 80 ألف حالة شُفِيَت تمامًا من هذا الوباء اللعين، كما أعلنت مدينة ووهان خاليةً كُلِّيًّا من المَرض.

فالاقتصاد الصيني سيحتل المرتبة الأولى دولياً ويُنافس واشنطن على عَرشِها الذي تربّعت عليه منذ الحرب الباردة، حيث خطِّطت القيادة السياسية في الصين لتقليل الدور الاقتصادي للدولار الأمريكي وفق ما سمي بسياسة تقليم الأظافر ، مع إقامة نظام مالي بديل يُنهِي سلطة الدولار على السياسة الاقتصادية العالمية في غُضون خمسة أعوام، وهذه عوامل قد تدفع واشنطن للإقدام على إقامة حرب بيولوجية جديدة على الصين وعلى العالم بأسره.

فأزمة فيروس كورونا التى تمر بها بكين لاتشبه أزمة سارس فى بداية الألفية مطلقاً، لان بكين عام 2003 ليس لها كيان اقتصادي يسمح لها بالمنافسة في الاقتصاد العالمى مثل بكين فى عام 2020، ففى عام 2003 كانت الصين سادس أقوى اقتصاد في العالم بناتج  يقدر بحوالي 1.6 تريليون دولار، أما الصين فى 2020 فالناتج يقارب 14 تريليون دولار ، كما تحتل المركز الثانى دولياص بعد واشنطن، أيضا فى 2003 كان تعداد السائحين الصينيين لكل دول العالم يبلغ 20 مليون فقط، اليوم وصل الى 150 مليون سائح، إضافة إلى أن الاقتصاد الصينى كان نموه ومحركات توسعه أكثر مناعة وصلابة من الوضع الحالي، بدليل إنه وأثناء أزمة "السارس" لم يشهد النمو الصينى انخفاضا يذكر.

فمنذ اندلاع فيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية بنهاية 2019، كثرت الأقاويل بشأن معقل الفيروس الجديد الذى لم يتوقف في الانتشار من دولة إلى أخرى بالتناوب، ولكن يبدو أن الصين والتي تمكنت من احتواء الفيروس بنسبة كبيرة، تعتقد أن هناك بالفعل عامل بيولوجى وتدخل خارجي وراء انتشار الفيروس الذى بات يعرف بـ"كوفيد 19" في يوهان الصينية، حيث ألمحت قيادات صينية إلى تورط الجيش الأمريكي في ذلك، وهو ما نفته واشنطن. وعند قراءة التاريخ نجد أن واشنطن قد استخدمت القنابل النووية في اليابان، ومن غير المُستَبعد تحليلياً أن تكون الأولى دولياً التي تستخدم سلاح كورونا، والأسلحة البيولوجيّة الأخرى، فهي تَقِف خلف جميع الحُروب.

 

بقلم/ محمد بغدادي - باحث دكتوراه

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم