صحيفة المثقف

الليل المنخور

احمد ختاويمذ وطأت أقدامي عتبة الليل المنخور، في أول وطأة للحظر الكلي بالبليدة، أحسست أن جوارج الكورونا تبتعد عن دائرة مخيلتي، مبتزة مخيالي أ ن يستبيح المحظور شفاعة في الآنام..

 غمزتها.. سحبتها من ضفائرها.. كانت مطفأة السجائر، التي هاجرتها كما يهجر السباح رواقه وهو يسبح سباحة الفراشة.. . محوت الطباق والجناس، والعنت والوقص في الشعر، إرتديت ُ بلح بوسمغون " عروسة ترتدي خزائن الموت، أمامي ماثلة تماما كما عروسة البحر، أو حوريات الفردوس، هكذا تخيلتها، مقداما مغوارا، استسلمت لدخان السجارة المتطايرة من رذاذ هذياني وتفكيري،

اللحظة تلك لم أكن أمام سجادة سيجارة، ولم أكن أدخن سوى فٌتات دخان منتهية صلاحيته، ووقوفي حائرا: أأجهر بإقدامي فارسا في باحة الوغى، أو عشيقا للكورونا: مزمارا ورفيقا حميما،

 كان كل هذا في لحظة إغفاء وغفوة.. خلسة أو جهرا بالمناكر.. كنت حينها سيجارة تُتلى كما التسابيح، وكنتُ إنسا منسيا،

 كنت ذاك الليل المنخور الذي بات يسامر موناليزاه.. كانت في خلدي " موناليزا، كانت كورونا، كانت هذه النازلة " الجائحة عشيقة بين ثنايا وجدي.. تسامرني حتى غفوتٌ عاشقا، مولعا بالجناس والطباق، وحميمية القوافي.. أدخن ما تبقى في ذاكرة الليل المنخور..وقد مسخه " كافكا " كورونا موناليزا بدوية ترتدي بُرْقُعا بدويا، ظلت تغازل أحلامي، صحوت من تلك الغفوة، تغمرني لذة وشهوة الارتقاء إلى مدارج الحذر من الاعلى إلى الاسفل بين الاسطح في البليدة وبوسمغن: بلحا وشتات لٌعاب سباح بسباحة الفراشة وسباحة الضفادع على هودج ليل منخور.. كان ملاذي.. كانت ليلة هوجاء يتدلى من برقعها رذاذ عشقي وهذياني.. وثبت أنفاسها.. كانت تداعيات تصافحني، فيما كنت أستدير خوفا من الارتطام في ولع القوافي.. كانت تلفنا أنفاس وتسابيح وأثداء الأغساق.. .

***

أحمد ختاوي/ الجزائر

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم