صحيفة المثقف

لك البرُّ والبحرُ والجو

حسين فاعور الساعديلَكَ البرُّ والبحرُ والجوُّ...

ولا شيء لك.

لك الحقلُ والكرمُ والنهرُ يا أيها العربيُّ

ولا شيء لك .

لك النفطُ والغازُ والثرواتُ...

ولا شيء لك

لك الطائراتُ الحديثةُ والقاذفاتُ

لتقتل حلمكَ،

أهلكَ،

أو تقتلكْ.

لك الدارُ،

ساحتُها،

بابُها المشرَعُ،

النارُ في موقدِ الذكرياتِ

لك الغابةُ،

السنديانةُ

كبَّرتها كيف شئتَ،

وقزّمتها كيف شئتَ

الطريقُ المؤدي

إذا ما حلمتَ.

ذراعك،

لو ما أردتَ.!

لكَ المجدُ،

كرمُ الدوالي

نشيدُ الصباحِ

وعرسُ الأقاحي

إذا ما أردتَ.

أرادوك عبداً

فكنتَ.

أرادوكَ وغداً

فكنتَ

وهذا المدى هو أنتَ

وعشرون عاصمة هو أنتَ

أرادوكَ مَيْتاً فمتَّ

أجيراً قبلتَ

أرادوا لك العريَ والجوعَ والجهلَ

أذعنتَ.

يا أيها العربيُّ المكبلُ بالوهمِ

بالعريِ والجوعِ والجهلِ

ماذا أصابكَ؟

افتحْ عيونَكَ

هذا المدى حقلُ قمحٍ

إذا ما أردتَ

وصحراءُ قاحلةٌ

إن أردتَ.

احتضنتَ الذئابَ

فَهُنتَ

وكم كنت تدري

بأن الذئابَ ذئابٌ

تعضك مهما احتضنتَ

هو الوهمُ يا عاشقَ الوهمِ

ليس سوى الوهم غرّكَ

فاقبض على الوهمِ

ما دمتَ في خدمة الذئبِ

ضِعْتَ وضيّعْتَ

دافع عن الذئب ما شئتَ

خبئهُ ما شئتَ

بين المصلينَ..

في الكتبِ المدرسيّةِ

زيّنهُ ما شئتَ

ألبسهُ كوفيةً وعباءةَ

يا أيها العربيُّ الحريصُ

على خدمة الذئبِ

أنتَ المصيبةُ...

أنتَ الذي لا ترى

كلَّ هذا الظلام لتصحو.

***

حسين فاعور الساعدي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم