صحيفة المثقف

دور المثقف

جواد عبد الكاظم محسنلم يعطَ المثقف العراقي في كلّ العهود الماضية الدور المناسب لكي يمارس وظيفته الأساسية في الحياة المتمثلة في تنوير المجتمع الذي يعيش فيه، وتبديد ظلمات الجهل المحيطة به، وقيادته نحو  الأفضل، ونشر العلم والمعرفة، وإثراء جوانب الحياة المختلفة بما ينظمها ويطورها، ويبعث السعادة في النفوس، ويضمن المستقبل الزاهر للأجيال القادمة .

وظلت السلطات الديكتاتورية التي تعاقبت على حكم البلاد في حرب قمعية متواصلة مع المثقفين، واعتبرتهم الخطر الأكبر عليها، وخاصة أيام النظام السابق الذي لم يرضه سكوت المثقفين واعتزالهم للحياة كي يضمنوا سلامتهم ويأمنوا شروره، لكنه كان يصرّ دائماً على ملاحقتهم لإخضاعهم وانتزاع تأييدهم بالقوة، ويستخدم معهم سياسة الترغيب والترهيب، ويمنع أي كلمة جميلة تصدر عنهم فيها إشارة ولو خفيفة جداً لظلمه وطيشه وما وصله الوطن من خراب في عهده .

وعلى الرغم من تألق المثقفين العراقيين وفي مقدمتهم المفكرون والعلماء والأدباء والفنانون في مختلف نواحي الحياة، ونيلهم للجوائز العربية والإقليمية والعالمية بعد أن تنفسوا قليلا وحصلوا على مساحة صغيرة من الحرية إلا إنهم مازالوا في دائرة الخطر المحدق بدليل عدد الضحايا الذين يتساقطون منهم سنوياً بل شهرياً في أغلب الأحيان، وهناك من اختطف أو ترك الوطن بإبداعه المائز وأفراد عائلته خوفاً من النتائج المرعبة التي تهدده، وعدم وجود سلطة رسمية قادرة على حمايته، بل هناك من يتهم السلطة أو القريبين منها، ويوجه أصابع الاتهام لهما بقمعه وتهديد حياته، وكلّ جريمته إنّه مثقف وصاحب ضمير حي ونفس أبية وصوت حر، ويريد العيش وغيره بكرامة، وأخذ دوره الطبيعي في مسيرة الوطن وخدمة شعبه ..

 

جواد عبد الكاظم محسن

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم