صحيفة المثقف

الأرْخَبِيلَة

جمال مصطفىكالدَراويشِ

 خَمْرتي مِن زَبِيِبِي

ومَداري

 مَجَرّةٌ في الرحيبِ

 

إنَّ

 مِعراجِيَ انعتاقُ جبالي

كغيومٍ

على خُطى مَحبوبِي

 

آيَتي

 بُؤرةُ ازدلافِ المَعاني

ذَوَباني

 حَلّى مرارَةَ كُوبي

 

وافْتِتاني

 بِما وراء افتتاني

مَحَقَ الصُغْرَياتِ

 أعْني ذنوبيِ

 

طالَ شَكّي كدَوْحةٍ

 منذُ أضحى

 لي يَقينٌ

 كَحَيْرَةِ العَنْدَليبِ

 

وجنونٌ قد بُحَّ

 فهْوَ حَنونٌ

مُذْ تَسَكَّعتُ مُفْلِساً

في الدروبِ

 

 ومِدادٌ كالطَلِّ

 ما مِن دَواةٍ

عَلّمَتْني

 استراقَ وحْيِ الغُيوبِ

 

غَلْطتي

 يالَغَلْطتي وَهْيَ صِفْرٌ

تَتَمادى

 في غَيِّها التَكْعيبي

 

فرْكُها الكَهْرمانَ:

 بَيْتُ قصيدٍ

فيهِ فاحَتْ

 مَجامِرُ الألْفِ طِيبِ

 

قلَقي

 جَنّحَ الرياحَ وقد كا

نَ وما زالَ ضالِعاً

 في الهُبوبِ

 

 هكذا النفْسُ

 قلعةٌ سَهَّدَتْها

طيلةَ الليلِ

خَشيَةٌ مِن دبيبِ

 

ليسَ عِنْدي

 سِوى تَقَلّبِ نَرْدي

والتَداوي

 بِمَضْغِ ظَنٍّ رطيبِ

 

ما بَلَغتُ الفِطامَ

 إني لَكَهْلٌ

كيف أنسى

 وقهوتي بالحليبِ ؟

 

بَقَراتٌ

 لكنْ لنا مُرْضعاتٌ

لا مجازاً

 بل أُمّهاتُ الشعوبِ

 

سَنَحَ الظبيُ !

 ثُمَّ ماذا ؟

 فَدَعْهُ

جُلُّ ما أبتَغيهِ

 تَهذيبُ ذيبي

 

فنُكوصي

 بَعْدَ انخراطي مُريداً

كاهتراءِ الكتابِ

 بالتقليبِ

 

كانَ شِرْكي

 مِن فَرْطِهِنَّ كَرَبّا

تِ جَمالٍ

 يُعْبَدْنَ بالتَشبيبِ

 

قبّةُ الليلِ

 بَعثَرَتْني نُجوماً

فَتَفَلَّكْتُ

واستَحالَ هروبِي

 

 إنَّ في هذه القصيدةِ

ثُقْباً

عنْجَهِياً

 يَرومُ بَلْعَ الثقوبِ

 

هِيَ

 مِلْحاحةُ السؤالِ، تَجَلّي

ها

 حُدوساً

 يُضيءُ قلْبَ اللبيبِ

 

وهْيَ كُلٌّ

فَلا يَصحُّ انشغالي

بِشمالٍ مِن حُسْنِها

 عن جنوبِ

 

أوهَمَتْني

عَصايَ زوراً وبُهْتا

ناً سَتَسعى

 كَالأفْعُوانِ المَهيبِ

 

لا جُناحٌ

 على جَناحٍ وحيدٍ

إنْ تَراءى

كنافِرٍ مُستَريبِ

 

أزرقَ الموبقاتِ أزْعمُ: فيرو

زٌ

حصايَ المَصقولُ

 بالتَجريبِ

 

ليس

 بيني (سوى قَوافٍ) وبيني

شَرّقَتْني

 بِنَرْدِها التَغريبي

 

فِيلَها عشْتُ

أزْدَهي يا بَياضي

أنتِ بَعضي:

(عاجي) الذي يُودِي بي

 

إنّ لِي خَيْبَتَينِ:

صُغْرى ومَرّتْ

ثُمَّ كُبْرى تَفرُّ

 مُذ صِحْتُ: خِيبي

 

إنَّ (لَيتَ) اتيَ اللواتي

 حُبالى

وأُكَنّى

 (أبو انتظارِ) النَصيبِ

 

هيَ جَمْري

 أنا بهِ أتَلَظّى

مِن غرامي

 دَسَسْتُها في جيوبي

 

كافأتْني

على لُهاثِ خيالي

خلْفَها هائِماً

 بِـ (يا يَعْسوبي)

 

أنا شَحّاذُ سرِّها

 وسؤالي

يَتَعاطى ارتكاسةَ التأنيبِ

 

فَوّضتْني:

 إذهَبْ مُهندسَ فوضى

وأشادتْ

 بمعْولي التَخريبي

 

لَمْ

 أُسابِقْ مُنافِساً قَطُّ غيري

أكرَهُ الكأسَ فائزاً

 باللعوبِ

 

يا إمامَ الصَفْصافِ

 إني غرابٌ

مُسْتَظِلٌ

 بآيةِ التَرحيبِ

 

لَيس عنْدي

 سوى تَقَلُّبِ نَرْدي

وازدراعِ المرْجانِ

 بالتَشعيبِ

 

جوسقيّاتُ قنْدسٍ

 وسدودٌ

وتَقَصّي تَذَبْذُبِ المَنْسوب

 

إنَّ جَزْري

 قَفا المُغادرِ مَدّي

حكْمةٌ

 أنْ أذوقَ طعْمَ النُضوبِ

 

هكذا الناسُ:

 غدَّةٌ واحتياجٌ

ومُداراةُ جانِبٍ مَعْطوبِ

 

في اختلاطٍ:

 بَراءةً واختِباثاً

واغتِلاطٍ

 كَفاعلٍ مَنْصوبِ

 

كمقاليدِ حَضْرةٍ

 لَيس فيها

مِن حُضورٍ

 سِوى صدىً مَرْهُوبِ

 

مِبْضَعُ الروحِ

 والنِطاسِيُّ يَدري

لا تَراهُ

حتّى حُدوسُ الطبيبِ

 

أعْرفُ القَصْدَ

 طيّةً مِن جوابٍ

 طَيَّ اُخرى

 في لا جوابِ المُجيبِ

 

أنا عَطّارُ عَطْسَتي

 كدْتُ، كادَتْ

كَمُصيبٍ يَظنُّ

غيرَ مُصيبِ

 

إنّ وزنَ القيراطِ

 في الأصلِ مِنها

يا لَقيراطِ

حَبّةِ الخَرّوبِ:

 

في قرونٍ بُذورُهُ

 مُغْمَداتٌ

كُلُّ قرْنٍ

 حَوى ثَماني حُبوبِ

 

أتَسلّى:

  سِنجابُها في الليالي

مُقْمِراتٍ

 بِبَغْتَةٍ مِن وُثوبِ

 

لا عَلى

 كسْتَناءةٍ سنَحَتْ لي

بلْ على

غِبْطةِ انعدامِ الرقيبِ

 

شجَرُ الصَمْغِ غابتي

لَيس فيها

غيرُ نَزْفٍ

مُخَضرَمٍ مَرْغوبِ

 

رَقْصُ أشباحِها البليغةِ

شِعْراً

رَصَدَتْهُ مَزاغِلي

 مِن قريبِ

 

ليس عندي

 سوى تَقَلّبِ نَرْدي

مِن زمانٍ

 كغالبٍ مغلوبِ

 

عُجْمةٌ

حُسْنُها تَعَنْدَلَ لَمّا

نَوَّطَتْهُ    

 سلالمُ  

 التَعريبِ

 

ما لِنُعْمانَ

 مِن شقائقَ إلاّ

ما تَدَلّى

 كَعُرْفِ فجْرٍ كَذوبِ

 

هل رأيتَ الغيومَ

تَبلَعُ بدراً ؟

هذهِ

 لعبةُ المَجازِ القريبِ

 

المجاز البعيدُ:

 لَثْغةُ بَدْرٍ

قال: (غائي)

مثْلُ الهلالِ الخصيبِ

 

كَمْ بُراقٍ مُجَنَّحٍ

 مِن رُخامٍ

طارَ عَمَّنْ

 دَنا بِقَصْدِ الرُكوبِ

 

ثَمِلاً كُنْتُ ليلةً

 في رجوعي

أتَوَكّا

على عصا تَسْري بِي

 

قَبْلَ بَيْتِ القَصيدِ

 إذْ هاجَمَتْنِي

عصْبَةٌ

 شاعِريّةُ التَسْلِيبِ

 

كانَ ضَرْباً

مِن الجنونِ المُقَفّى

أتَعاطاهُ

 دونَ باقي الضُروبِ

 

أخَذوهُ

 مَعَ البُراقِ

 وطاروا

كانَ طُوبى

 فَيا عصابَةُ طُوبي

 

هُمْ يَظَلّونَ

 صورةً في المرايا

أوْ صَداها

 في آيةِ التَضبيبِ

 

كان تَمّوزُ

 في الحقيقة مِنهمْ:

يَعرفونَ المآلَ

 قَبْلَ الشعوبِ

 

يَرسمُ الوشْمَ

واقِعاً بابِلياً

بِرمادٍ

على شغافِ القلوبِ

 

لَيس عنْدي

سِوى تَقَلُّبِ نَرْدي

واجتِراحِ الأسبابِ

 بالتَسبيبِ

 

لَكأني

 مهندسٌ عنكبوتٌ

وشِباكي

 أرجوحةُ الأسْلُوبِ

 

ليس بَيْتاً

 أرجوحةً ليس إلاّ

إنّما

 صيدُها الحلالُ ذنوبي

 

لَيس بيتاً،

 نَصبْتُها كَمَضيفٍ

إنّها

 ورشةٌ لِشغْلٍ دَؤوبِ

 

يا لُعابي

 وحِبْرَ بيْتِ قَصيدي

أيُّ دلْوٍ أنا

وأيُّ قليبِ

 

تاجراً كنْتُ،

 قَشُّهُ زعْفرانٌ

عَصْفَرَتْهُ

 قوافلُ التَهريبِ

 

إنَّ زرقاءَ

 في اليمامَةِ كانتْ

تَلْمَحُ المُخْتَفي

وراءَ الكَثيبِ

 

صَدّقيني زرقاءُ

 إنَّ جبالَ ال

كُحْلِ هذي

 لِشاعرٍ غِرْبِيبي

 

إنّها لَسِلْسِلَتي

 صَدّقيني

فأجابَتْ:

 صدقْتَ يا أكْذوبي

 

بيْنَما كانَ لَيْثُها

 مُسْتَريحاً

خارجَ البابِ

 هَشَّمُوهُ بِهِيبِ

 

فَتَشَظَّتْ حضارةٌ

 ظَلَّ مِنها

كِسَرٌ

 مِن رُخامِها المَنْهوبِ

 

تلكَ بُهْتانُ: قَرْيَةٌ

 ذاعَ فيها

صِيتُ طَيْرٍ

 مِن الطيورِ عجيبِ

 

يَرْشقُ الناسَ طائِراً

 بِخراءٍ

فَيُداوي

 ذوي المِزاجِ الكئيبِ

 

وبِبُهْتانَ

 كانَ ثَمَّةَ مَيْدا

نُ

رِماياتِ دورةِ التَدريبِ

 

يَعْصِبونَ العيونَ

 أوْ في ظلامٍ

عِنْدَها يَشْرعونَ

 بالتَصْويبِ

 

فهرسيُّاً تَظَلُّ:

 كُلُّ كتابٍ

وجَعَلْناكَ

 آخرَ التَبويبِ

 

لَيسَ عنْدي

 سِوى تَدَحْرجِ نَرْدي

وانتِظارِ

 المُؤَمَّلِ المَطلوبِ

***

جمال مصطفى

2019 /9

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم