صحيفة المثقف

غاسلُ الصحونْ

عبد الله سرمد الجميلوعمِلْتُ في غسلِ الصحونْ،

في مطعمٍ متوسِّطٍ وأُميِّزُ الأشخاصَ من وجباتِهم وصحونِهم لا بالعيونْ،

منهم تعودُ صحونُهم بيضاءَ لا شيءٌ بها،

ولرُبَّما أكلوا الزجاجَ كأنهم من ألفِ عامٍ جائعونْ،

منهم تعودُ صحونُهم فيها دماءٌ لا تزولْ،

عِشْتُ الحياةَ معَ المطابخْ،

طولي يُقاسُ بطولِ أعمدةِ الصحونْ،

فقصائدي مكتوبةٌ فوقَ الصحونْ،

وحبيبتي فوقَ الصحونِ رسمْتُها،

فرشاتيَ السكّينْ،

مُتغزِّلاً فيها همسْتُ: كمثلِ شوكاتِ الطعامِ أصابعي،

فخذي يديَّ لإيِّ عُضوٍ ترغبينْ،

لكّنني جدّاً حزينْ،

غسّالةً جلبُوا،

يدي تشتاقُ للماءِ السخينْ،

***

د. عبد الله سرمد الجميل

 شاعر وطبيب من العراق

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم