صحيفة المثقف

الثقه بالنفس أداة وعي للتحررمن الخوف

قاسم محمد الياسريالقوه النفسيه التي تمكنك من إدارة ذاتك وبرمجة أولوياتك هي التي تحقق أهدافك ولكي تكتمل السعادة في الحياة والإنتصارعلى نواقصها فعلينا أن نضع هدفا طموحا وفق العقل والمنطق .. لكي نقاوم مخاوف النفس وأنانيتها وتردد الذات وكسلها.. فالانسان المتنورالمتعلم يعيش حياته تدفعه مشاعرالثقه العاليه بالنفس لا مشاعرالخوف والقلق والتردد وهو يفهم مايجري حوله عندما يحكم عقله بتوازن ويكون منطقي في ردة فعله واضح المعالم بعيدا عن الأنانيه ويوضح للآخرين حدودهم ولا يحمل تجاههم سوى التعاطف والحب بكل بهجه وسرورولكل من يتعامل معه بلا بغض وبلا نرجسيه.. جميع بني البشريسعى ويرغب بحياة سعيده وناجحه ولكن.. هل الجميع مستعدين لدفع الثمن لتحقيق السعاده والنجاح الذي يطمحون له؟ فاذا كان الجواب نعم ..اذا ما الذي يوقفهم؟ هل هو الخوف الذي يمنعهم؟ ومن ماذا؟ ومن هو هذا الخوف؟ هل هو المجتمع ومعتقداته أم هم من حولك يؤثرون على شخصيتك ويمنعونك من التحرر .. متى نتحررمن عبوديتنا لهذا الخوف الذي سلب حريتنا وسعادتنا.. المخاوف التي تعيش في دواخلنا كثيرة جدا ومتنوعه فكل خوف مسؤول عن واحد من العيوب الشخصية اوالقيود التي تمنعنا من الإنطلاق لتحقيق الاحلام ..فهناك الخوف من المواجهة والخوف من فقدان من نحب والخوف من الفشل في العمل او في الدراسة والخوف من الفشل في إيجاد شريك حياة مناسب عند الشباب والخوف من فشل إدارة الحياة الزوجية والخوف من الموت الذي لابد منه .. المشكل ليست سهله لان الانسان بطبعه يميل دائما وباصرار للدفاع عن أفعاله اومعتقده وبرمجته الاجتماعيه وعن حياته وبشتى الوسائل فيجد عشرات المبررات لنفسه كي يحافظ على مخاوفه ويقاوم بشتى الوسائل كل من يحاول أن ينقذه ويمد له يد العون من هذه الدوامه التي نعيش فيها وأسوا ماف الامر أننا نغلف سلوكياتنا الخاطئه بأقنعه مزيفه للفضيله والتدين مثل الخوف من المواجهه والخوف من الخساره في علاقاتنا التي تدفعنا الى المجامله الزائده والزائفه لتزيين أنفسنا كي نظهرأننا نتصرف بمظهر حضاري وراقي وإنساني بينما الواقع مانقوم به هو كبت للمشاعر السلبيه وإخفئها ونتسسبب بتراكم الشعوربالاستياء من الاخرين وبهذا تتراكم المشاعربالاستياء التي قد تتحول الى حقد بداخلنا.. والاكثر من ذالك نحن نخدع الآخرين بقبول تصرفاتهم ثم يتفاجؤا فيما بعد عندما تنفجرإنفعالاتنا من تراكم الاستياء في داخلنا.. كل هذه المخاوف وغيرها هي كالمغناطيس تجذب لنا كل ما نخاف منه فيتملكنا الخوف والرعب الذي يلازم حياتنا ويسيطرعلى مشاعرنا فيمنعنا من تحقيق طموحاتنا التي نرغب ونطمح تحقيقها فالخوف من فقدان علاقاتك مع من تحب مثلا لن يتركك بحالك إلا بعد أن تفقد علاقاتك مع جميع من تحب . اذاً أنت أيها الانسان تحتاج الى الشجاعه وتحتاج للصبروالتفائل دائما لكي تعزز ثقتك بنفسك.. فعندما تواجه مخاوفك..بتفائل وشجاعه وصبر وثقه يصبح طريقك في الحياة مفتوحا . ومقاومتك للمخاوف بهذه المميزات الاربعه تحصل على ثقه عاليه بالنفس وتنتهي مخاوفك ويعم حياتك السعاده الابديه والسلام والأمان ..

 

د- قاسم محمد الياسري

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم