صحيفة المثقف

هل الكورونا فيروس أم خطأ بيولوجي أم مؤامرة؟

علي ناصر الركابيمفاهيم وأسئلة كثيرة عمت عموم الأرض وحيَرت ملايين سكان هذا الكوكب الذي خلقه الله سبحانه وتعالى منذ بدأ الخليقة، حيث ترد هذا الأسئلة من أغلب الناس يومياً بعضهم البعض الاخرعن وباء كورونا العالمي بجميع وسائل الأتصال الشخصي أو الأجتماعي سواء بالهاتف الجوال، الفيس بوك والماسنجر، الواتساب، أو عند اللقاء بالصدفة في السوبرمارت أو الشارع وما الى ذلك.....

الله تعالى أنعم على الإنسان بأعظم نعمه وهي نعمة العقل، كونه أفضل خلقه، ولهذا تخطر في عقله تلك الاسئلة عن الفيروس وتراوده الشكوك في ذلك .. فتارةً يقول أنها فيروس، وتارةً أخرى يعتقد بأنها خطأ بيولوجي بغض النظرعن حسن أو سوء النيه، وأخرى يجزم بأنها مؤامرة ذات طابع تجاري وأقتصادي.

نجد أن صحيفة ديلي ميل البريطانية وجدت احتمالية مثيرة، وهي أن يكون فيروس كورونا الجديد الذي قتل عند ظهوره الأول 41  شخصا في الصين- قد تسلل من مختبر بيولوجي صيني في مدينة ووهان ليتسبب في هذا التفشي المخيف. وأن مختبر ووهان الوطني للسلامة الأحيائية يقع على بعد حوالي 32 كيلومترا من سوق هوانان للمأكولات البحرية، ويعتقد أن السوق هو بؤرة تفشي الفيروس، وتساءل البعض عما إذا كان وجوده قريبا من مختبر ووهان الوطني للسلامة الأحيائية مجرد مصادفة، لكن المجتمع العلمي يعتقد حاليا أن الفيروس تحورعبرالبشر وانتقل إليهم من خلال اتصال الحيوان بالإنسان في السوق.

يلعب الاعلام العالمي دوراً كبيراً في تحجيم وتضخيم أغلب الأمور وخاصة عندما تكون مدفوعة الثمن أو لمصلحة معينة. فتجده يوجه سهام الأتهام الى الصين، أوتجده يتهم أمريكا وأسرائيل أو دول غربية أخرى.. فترى الإعلام الروسي يركزعلى نقطة واحدة بشكل متكرر، وهي أن النخب السياسية الأمريكية، تقف وراء هذا الوباء المتمثل بالمؤامرة ، خاصة دورالمؤسسات الأمريكية وشركات الأدوية، في تخليق ونشرالفيروس، أوعلى الأقل نشر الذعر بشأنه. حيث أن هدف شركات الأدوية هو تحقيق أرباح هائلة من اللقاحات ضد الفيروس وبالتالي إضعاف الاقتصاد الصيني ومن ثم إضعاف المنافس الجيوسياسي. كما يقال بأن شركات الأدوية العالمية هي التي يمتلكها الشركاء السياسيين مما يعجز العقل عن تصوره من رؤساء دول ورؤساء وزارات ونواب ووزراء ومافيات المال والسياسة في كل أنحاء العالم ما زالت تنتظر ساعة الصفر للاعلان عن وجود علاج لهذا المرض الذي تتصارع الشعوب لأخذ لقاحه.

الصين أثبتت أنها قوة عالمية عظمى فعلًا، فقد استطاعت أن تتغلب على هذا الفيروس المؤامرة في غضون أسابيع قليلة، وقلصت خسائرها وأعلنت مدينة ووهان بأنها خالية كليا من المرض.

الاقتصاد الصيني سيحتل المرتبة الأولى عالميا ويطيح بالولايات المتحدة عن عرشها الذي تربعت عليه منذ الحرب العالمية الثانية، وتخطّط القيادة الصينية حاليا لخنق الولايات المتحدة أقتصادياً، وإقامة نظام مالي بديل ينهي هيمنة الدولار في غضون خمسة أعوام، هذه عوامل كلها قد تدفع رئيسا مثل ترامب للإقدام على جريمة حرب المؤامرة البيولوجية في آن معاً إذا صحت الاتهامات الصينية.

مهما تختلف وجهات النظر أو الاتهام فالنتيجة واحدة وهي ان شركات الادوية تمثل إحدى أدوات الإرهاب البيولوجي.

أستاذنا الكبيرعبد الباري عطوان كتب عن اتهام المتحدث باسم الخارجية الصينية للجيش الأمريكي باحتماله إدخال فيروس الكورونا إلى مدينة ووهان التي كانت الأكثر تضررًا بتفشّي المرض في تغريدةٍ له على حسابه على التويتر، وباللّغة الإنكَليزية، فهذا اتهام على درجة كبيرة من الخطورة، واتّهام مُبطّن لأمريكا، والرئيس ترامب شخصيًّا، بارتِكاب جرائم ضد الإنسانية، لأنّ الكارثة لحقت بمُعظم شُعوب العالم وبورصاته وأسواقه الماليّة وهنالك قتلى بنسب عالية.

زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي، فلاديمير جيرينوفسكي، الذي إتهم صراحة الولايات المتحدة بنشر فيروس كورونا المطور بنوع جديد عبرالعالم. من جهة أخرى يعتقد عضو سابق في لجنة الأمم المتحدة للأسلحة البيولوجية، إيغور نيكولين، أن ظهورهذا الفيروس يمكن أن يكون نتيجة لإستخدام سلاح بيولوجي أمريكي. وأن واحدة من نظريات المؤامرة المنتشرة عبرالإنترنت تقول بأن السلالة الجديدة من فيروس كورونا تستهدف الأسيويين فقط، وأنها تعد "سلاحاً بيولوجياً عرقياً". بالنظر لعدم وجود أدلة تفند هذه الادعاءات لكن حتى الخبراء الحذرون في تقييماتهم يقولون إنه لا يمكن استبعاد أي احتمال.

كتبت الدكتورة ميساء المصري عن مصير الدول العربية بأن السيناريوهات عديدة والكارثة واحدة. هنالك اصابات بالفيروس في 16 دولة حتى الآن مع تحذيرات بسرعة العدوى والإنتشار فالمصدر لم يعد الصين وحدها، و مخاوف من تحوله لوباء عالمي، 6% نسبة الجهوزية العالمية.

أن ظهورفيروس كورونا بدون سبب وبدون فعل فاعل هي نكته يصدقها من يقع في دائرة السذاجة، كونه يمتد من نظريات مؤامرة هزلية إلى أخرى مروعة، وربما أغلب المجتمعات العربية هم أكثر المتهمون بهذا المعسكر. كما هو الحال عندما أجتاح العالم سابقاً أمراض وفيروسات غير مفهومه، تنتشر فجأة وتختفي فجأة بأسماء مختلفة متنوعة منها الجمرة الخبيثة وجنون البقر وإنفلونزا بأنواع الحيوانات جميعها من الخنازير فالطيور فالقرود ... ليظهر لنا الأن مرض الخفافيش والثعابين وربما العام المقبل قد ياتي لنا مرض سلاحف النينجا او عنكبوت القرّاد الذي سوف يهدد العالم قريبًا؟ والتي جميعها لديها قاسم مشترك وهو أنها من فيروسات مصَنعه بفعل فاعل. نعم انها نكتة "لايصدقها إلا السذج ولا ينتفع منها إلا صانعها".

ترد على نتائج هذه الأفلام ذات السيناريوهات الضحلة أسئلة كثيرة تطرح نفسها: ما حال العرب وقتها عند تفشي الفيروس بسرعة فائقة؟ وهل الحكومات العربية مستعدة للوباء القاتل؟ ونحن نتحدث عن قطاع صحي متواضع او متردي فيما يخص الأوبئة والفيروسات الخطيرة، هل دول مثل العراق أو سوريا أو فلسطين أو اليمن أو ليبيا أوالسودان أو مصر أو حتى الدول العربية الأخرى، هل لديها جهوزية لهكذا وباء ؟ فبعضها عاجز عن معالجة الكوليرا والملاريا والجدري والتي معظمها أمراض بيولوجية فما بالك بفيروس الكورونا؟ هل ستوفر الحكومات العربية لشعوبها الحماية اللازمة؟ هل ستجد الشعوب العربية ما تخزنه من الطعام والشراب وعزل أنفسهم داخل منازلهم كافياً؟ هل الحكومات العربية لديها خطط أخرى غير إعلان حالة الطوارئ؟ هل ستمنع الحكومات العربية إستيراد أي منتجات تثير الريبة، خاصة وان بضائع الصين العمود الفقري للدول العربية.؟؟

من باب التواضع أرى بأن المسألة هي تضخيم مريب وبث للرعب المتعمد، وهو ما سيتم استغلاله لتعظيم الأرباح وزيادة النفوذ.. بالإضافة إلى حالة الخوف وانتشار الجهل لدى فئات واسعة من المجتمع.. وأنه لايوجد شيء أسمه كورونا، وإنما هو غاز السارين، الغاز الذي يؤثر على الأعصاب كما يحدد مفهومه علماء الطب، وينتشر بسرعه مع الهواء، ولأنه غاز خفيف على الهواء، فسوف يختفي كله قريباً. مصدر الغازهو معمل أبحاث بيولوجي في أفغانستان وأن أمريكا فقدت السيطرة عليه، وأن يكون الجيش الأمريكي بعد الأصابة هو من جاء بالمؤامرة التي أسماها فيروس كورونا إلى منطقة ووهان في الصين، التي تعتبر المنطقة التي بدأ وأنتشر منها الفيروس. تكشفت مؤامرة أمريكا - ترامب بنشر فيروس كورونا في الصين وإيران والجنوب الأوروبي لغرض إيقاف تكنولوجيا التجارة التخصصية. نعم إنها مؤامرة أقتصادية- تجارية.

ها هي أمريكا تكشرعن أفعالها القبيحة في الاستحواذ لوحدها في الهيمنه على مقدرات العالم دون إشراك آخرين كالصين.

أمريكا هي الوحيدة في تاريخ البشرية التي استخدمت القنابل النووية في اليابان، ومن غير المستبعد أن تكون الأولى عالميّا بأستخدامها قنبلة غاز السارين والأسلحة البيولوجية الأخرى، فهي تقف خلف جميع الحروب الكارثية، ودليلنا الأبرز أكذوبة أسلحة الدمار الشامل في العراق.

 

الدكتور: علي ناصر الركابي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم