صحيفة المثقف

قانون الأخلاق بين دستور العراق وظاهرة الإملاق

عقيل العبودالشاعر احمد شوقي ذات يوم قال:

وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ

فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا

هذا البيت من الشعر يأخذني الى مبادئ وضعها كونفشيوس لتكون دستورا متكاملا للحياة، حيث على أساسها يتم تنظيم وإدارة العلاقات الاجتماعية والاقتصاد وفقا لقانون اخلاقي متكامل.

فهو المنهج والطريق لبلوغ الغايات والأهداف السامية،

حيث بموجبه، يتم تشريع العقوبات الصارمة لمن يتجاوز حدود الالتزام بتلك المبادئ.

وهذا يعني ان هنالك مسميات اخلاقية مقدسة وسامية يجب اتباعها بغية الوصول الى المراتب العليا للتطور الاجتماعي والاقتصادي، ليس في باب البناء المؤسساتي فحسب، بل في باب بناء العقل والضمير الإنساني.

ولذلك كونفشيوس كان مصلحا وقائدا لشعبه الذي بذل جهودا جبارة لتحقيق ما تم رسمه وهي (الطريقة) التي يحترمها الصينيون.

وذات المقدمة يمكن فهمها عندما نستقرئ تاريخ الإسلام يوم أعلن النبي الأكرم محمد ص (إنما بُعثت لأتمم مكارم الاخلاق).

حيث ان الاخلاق كانت المقدمة لبناء الإسلام.

وبيت القصيد يعود الى الشاعر احمد شوقي الذي يذكرنا في بيته عن علاقة الأمم بالأخلاق، وكيف ان تاريخ الأمم يتم نسفه عندما يتم نسف القانون الأخلاقي لتلك الأمة اوتلك، حيث قوله (فإن هُمُ ذهبت اخلاقهم ذهبوا).

ولذلك ومن باب المطابقة وكما هو ظاهر للعيان، حيث مع تفشي ظاهرة الفقر والفوضى والفساد وسرقات المال العام وتهافت القيم، سؤالي، أين نضع ساسة العراق ودستوره من قانون الاخلاق هذا، وكيف يتم تطبيق المبادئ الاخلاقية وفرضها والعمل عليها؟

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم