صحيفة المثقف

حوار مع السوسيولوجي الإيطالي بيترو باسو

زينب سعيداجرى الحوار: جوزيبينا فيوريتي

 ترجمة: زينب سعيد


نشرت دار فضاءات للنشر والتوزيع مؤخرا بالأردن كتاب السوسيولوجيين الايطاليين بيترو باسو وفابيو بيروكو: "ضد الاسلاموفوبيا، العنصرية ضد المسلمين في أوروبا واثارها الاجتماعية" ترجمه عن الإيطالية زينب سعيد وربيع ونيش. ارتأينا التعمق في بعض الجوانب المتعلقة بهذا الكتاب الذي يحلل بشكل جلي أسباب العنصرية المستفحلة في إيطاليا وأوروبا، والأساليب التي يتم الاشتغال بها ونتائجها الاجتماعية. يستطيع القارئ العربي ان يجد فيه معلومات تساعده على فهم الاليات الكامنة وراء العديد من المواقف العدائية اتجاه عالمه واتجاه حضوره في أوروبا وفي إيطاليا، وخاصة انه سيكون سعيدا حينما يكتشف أن الاسلاموفوبيين لا يشكلون الأغلبية لا في إيطاليا ولا في أوروبا. نجري مقابله مع احد مؤلفي هذا العمل، الاستاذ بيترو باسو،  الذي كان أستاذ السوسيولوجيا بمعهد الدراسات الشرقية بنابولي وبعدها بجامعة كافوسكري، حيث أسس منذ عقدين من الزمن أول ماستر عن الهجرة النازحة في إيطاليا. وقد ترجمت مؤلفاته وابحاثه عن العمل، وتاريخ الحركة العمالية والعنصرية، والهجرة الدولية، لعدة لغات. 

كيف نشأت فكرة كتاب للقارئ العربي؟

1437 اسلام فوبيا- نشأت كرد فعل ضد العربوفوبيا والاسلاموفوبيا اللذين اثارا، منذ عقدين من الزمن تقريبا، حالة جنون في إيطاليا وأوروبا. يتعلق الأمر بصناعة جادة وحقيقية التي تنتج بوتيرة متواصلة، في الجامعات والمدارس والجرائد والمحطات التلفزية و مواقع التواصل الاجتماعي، تمثلات وصور زائفة، جهنمية، شيطانية للعالم العربي والتقاليد الإسلامية الحاليين، بهدف محدد هو: خلق قطيعة مطلقة وعداء قاتم بين الشعوب الإيطالية/ الأوروبية والشعوب النازحة إلى إيطاليا وأوروبا القادمة من البلدان العربية ومعظمها ذات تقاليد إسلامية. اسلط الضوء، من خلال النقد اللاذع لهذه الصناعة، على التقنيات التي تعمل بها والمواضيع التي تشتغل عليها بهدف طمس وإزالة كل ما يمكن ان يقرب و يوحد بين هذه الشعوب، وخاصة شغالي هذين "العالمي". واربط انتشار فيروس العربوفوبيا والاسلاموفوبيا بحرب حقيقية في حق المهاجرين الوافدين والمهاجرين النازحين المشنة من طرف الاتحاد الأوروبي (منذ معاهدة  شينغن إلى اليوم) واحياء اكبر عدوان استعماري جديد في حق بلدان جنوب العالم الذي بدأ منذ حرب الخليج ويستمر الى اليوم. 

كيف تمت هيكلة الكتاب؟

- تم تقسيم الكتاب إلى قسمين. القسم الأول كتبته أنا، يحاول اظهار كيف أن واقع العالم العربي "الإسلامي" اليوم ليس هو ذلك العالم المتحجر الجامد منذ 1400 سنة، الذي تكلمت عنه باسهاب وجهل كبيرين الكاتبة الإيطالية اوريانا فلاتشي. واجهت وفككت الأسطورة القائمة على اعتبار العالم العربي والإسلامي عالم كله دين وكله تعصب، عكست اسطورة الإسلام المعاصر المستعمر لأوروبا من خلال نقدي للاستعمار(الحقيقي) الإيطالي والاوروبي، وناقشت وضعية المرأة العربية مدحضا الادعاء الغربي القائل بأنه محررها. القسم الثاني، كتبه فابيو بيروكو، تم التركيز فيه على النتائج الاجتماعية المستفحلة التي خلفها الاسلاموفوبيا على عاتق المهاجرين النازحين وذوو  تقاليد وأعراف ثقافية إسلامية، في أوروبا،  من حيث التميز العنصري، والتهميش والاقصاء الذي طالهم. يحدد الكاتب في دراسته الجهات الرئيسية الفاعلة في حملة الإسلاموفوبيا ويحلل منتقدا السياسات والممارسات والخطابات المؤسساتية ضد المهاجرين المسلمين النازحين المقيمين في أوروبا وإيطاليا. تُشرِّح دراسته حتى المواضيع والطرق التي تتم بها شرعنة وتطبيع حالة عدم المساواة الهيكلية الناتجة عن جملة هذه العمليات المادية والثقافية.    

عنوان الكتاب مهم وذوو دلالات، ماهي الأشياء التي ستثير القارئ العربي حسب رأيك؟

- ااوه، وكيف لي أن أعرف!  آمل ذلك حقا، نعم آمله، أتمنى أن يعرف القارئ العربي بأن الصليبيين والاسلاموفوبيين ليسوا زعماء الميدان المطلقين هنا في إيطاليا وأوروبا. صحيح أن الأجواء هنا قاتمة، تعيد إلى الأذهان سنوات الثلاثينات الرهيبة؛ لكن لم يحسم شيء بعد، طريق النضال مفتوح. وأتمنى أن يحسوا بدفء قربنا منهم. 

 

.......................

الحوار الأصلي على هذا الرابط:

https://www.arabook.it/2020/03/16/contro-l-islamofobia-in-arabo-intervista-a-pietro-basso/?fbclid=IwAR0XNqJ6GA8a0RLwF-8bbmCL0JQ4MO5FVRF3sELw0XzsSn-qYZ1rgYKr8Lc

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم