صحيفة المثقف

حان الوقت لوقف السلاح والغارات الجوية في جميع أنحاء العالم

علجية عيش(هل يمكن للعرب ان يتسامحوا مع إسرائيل؟ وماذا عن نظرية الحرب الوقائية)

أثار نداء الأمين العام للأمم المتحدة لضرورة وقف السلاح في العالم من أجل مواجهة كوفيد 19 تساؤل بعض الملاحضين حول قضية الصراع العربي الإسرائيلي، حيث يرى البعض أن إسرائيل دولة عدوانية  مغروزة في لحم الشعب العربي، فرغم تحقق السلم بينهما فهو سلم بدون صفاء،  لأن إسرائيل تمكنت في كل مواجهاتها مع العرب وفي كل الحروب التي شنتها ضدهم وفي توسعها على حسابهم من تحريف اعمالها العدوانية والباسها  صفة الدفاع الشرعي تحت غطاء نظرية الحرب الوقائية لتضلل العالم كله، وبالتالي لا يمكن للعرب أن يتعايشوا مع إسرائيل، ولا يمكن للسلم أن يسود بين أمة اغتصبت أراضيها، إسرائيل دولة تحرض على الحرب ولذا لا يمكن أن تكون داعية سلم

أسفرانتشار وباء كورونا إلى أكثر من 200 دولة وإقليم، عن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص، حيث  وجه أنطونيو غوتيريش الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة نداءً لحكومات العالم بوقف السلاح جتى تتمكن الشهوب من مواجهة الخطر الذي داهمها فجأة بظهور فيروس جوفيد 19 في وقت تستمر فيه النزاعات الدولية المسلحة ولا تزال تحتدم في جميع أنحاء العالم،  كما وجهت منظمة آفاز الدولية نفس النداء من أجل إنقاذ البشرية، لأن النزاعات لا تحل بالحرب، ومن الضروري تجاوز الخلافات عن طرق الحوار والسعي البنّاء لتحقيق السّلام، هي الرسالة التي ينبغي ان تعيها الحكومات  والأنظمة وكذلك الشعوب  هي أنه لا يمكن بناء مستقبل أفضل إلا بنزع ظاهرة الحرب من كل المناطق بما فيها جنوب أفريقيا، وتحقيق اماني الشعوب وتطلعاتهم وتعاليم كل الأديان لتحقيق السلام وتوطيده في العصر الحديث، فمشكلة الحرب والسلم كما يقول خبراء عسكريون مشكلة اجتماعية وليست سياسية، وحلها لا يكون بالحرب، بل بالحوار والتفازض ونشر القيم الدينية ونبذ الأعمال العدوانية، وعلى ما يبدو أن الضحية الأكبر المتضرر من كوفيد 19 هي الشعوب الفقيرة وهي تواجه خطر التعرض للإصابات والموت، أدى ذلك إلى انهاير النظم الصحية في البلدان التي دمرتها الحروب، حتى العاملين في مجال الصحة استهدفوا وأصيبوا بالعدوى لقلة الإمكانيات، وفي هذا وجه الأمين العام للأمم المتحدة نداءً يحسس فيه الشعوب والحكومات بأن الخطر يهدد الكل، ولا الوباء لا يفرق بين مسلم ومسيحي أو يهودي أو أي عرق ودين، حيث دعا  إلى وقف إطلاق النار فورا في جميع أنحاء العالم،  وقال الأمين العام للأمم المتحدة عبر موقع الهيئة: لقد حان الوقت لوقف النزاعات المسلحة والتركيز معا على المعركة الحقيقية في حياتنا، وأقول للأطراف المتحاربة: اتركوا الأعمال العدائية، وضعوا مشاعر عدم الثقة والعداوة جانبا، أخرسوا البنادق وأخمدوا المدافع وأوقفوا الغارات الجوية، فهذا الأمر حاسم الأهمية، من أجل المساعدة على إنشاء ممرات لإيصال المساعدات المنقذة للحياة.

 وقد اعتبر الخبراء أن عام 2020 هو عام إسكات السلاح والامتناع عن التهديد باستخدام القوة أو استخدامها ضد سلامة أراضي دولة ما واستقلالها السياسي والديني، بل تؤكد أن أيّا من الأسلحة لن تستخدم مطلقا، وسيكون الحس الديمقراطي البديل لإعطاء حرية الفكر والممارسة السياسية، عن طريق الحوار، ومن أجل فتح نوافذ ثمينة لحل النزاعات بالطرق الدبلوماسية، ومن أجل جلب شعاع من الأمل إلى حيث تعيش الفئات الأكثر ضعفا إزاء فيروس كوفيد-19، اضاف بالقول: دعونا نستلهم الحلول من التحالفات والحوارات التي تتبلور ببطء بين الأحزاب المتنافسة ليتسنى وضع نهج مشترك لمواجهة فيروس كوفيد-19. ولكننا بحاجة إلى أكثر من ذلك بكثير، ضعوا حدا لمرض الحرب، وحاربوا المرض الذي يعصف بعالمنا، ويبدأ ذلك بوقف القتال في كل مكان  من الآن. فهذا ما تحتاج إليه أسرتنا البشرية، الآن أكثر من أي وقت مضى، هو نفس النداء وجهته منظمة "آفاز" الدولية وهي منظمة غير حكومية تعمل على تحقيق تضامن الشعوب في الأوقات الصعبة ووقف النزاعات ونصرة الشعوب الفقيرة، ودعت آفاز شعوب العالم ومحبي الإنسانية إلى جمع التوقيعات، حيث سجلت أزين من مليون و700 توقيع  من مختلف الدول الأجنبية والعربية على غرار بلجيكا، فرنسا، ألمانيا، تركيا، اليونان،اسبانيا، بولندا، ومن الدول العربية  لبنان، سوريا، الجزائر، المغرب وتهدف آفاز إلى الوصول إلى 02 مليون توقيع، من اجل توقيف الحروب وتعميم السلام .

إن الوضع الذي يمر بها العالم عطل كثير من المشاريع، والمؤتمرات لاسيما  المؤتمر العاشر لمراجعة معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية بنيويورك الذي كان من المنظر عقده في الفترة بين 27 أفريل إلى 22 ماي 2020، ثم الحملة التي قادتها  مجموعة العقلاء في الإتحاد الأوروبي، بأنه بحلول 2020 سيكون العالم عالم بلا حرب، في ظل تداعيات المعارك وإرهاصات الوصايا الدولية،هل يمكن القضاء على كل التوترات، في الوقت الذي ما تزال السياسات الخارجية للدول قائمة دون تغيير؟، ليس تجاه العالم الثالث فقط وإنما تجاه العالم الإسلامي على الخصوص، فقد ظل الموقف الأمريكي قائما للقضاء على الإسلام والهوية الإسلامية من خلال جعل القدس الشريف عاصمة إسرائيل، وبالتالي فالصراعات المسلحة أو التهديد بها ستزيد من حدتها، ولن يكون هناك إسكات للسلاح، وهذا يعني أن العالم سيستقبل 2020 على صوت أسلحة جديدة، (أسلحة روسية، إيرانية)، ثم لا ننسى الصراع العربي الإسرائيلي، حيث يرى البعض أن إسرائيل دولة عدوانية  مغروزة في لحم الشعب العربي، فرغم تحقق السلم بينهما فهو سلم بدون صفاء.

فإسرائيل تمكنت في كل مواجهاتها مع العرب وفي كل الحروب التي شنتها ضدهم وفي توسعها على حسابهم من تحريف أعمالها العدوانية وإلباسها  صفة الدفاع الشرعي تحت غطاء نظرية "الحرب الوقائية" لتضلل العالم كله، وبالتالي لا يمكن للعرب أن يتعايشوا مع إسرائيل، ولا يمكن للسلم أن يسود بين أمة اغتصبت أراضيها، إسرائيل دولة تحرض على الحرب ولذا لا يمكن أن تكون داعية سلم، وهذا بشهاده مناحيم بيغن في 07 نيسان (افريل) 1950 الذي اعترف بأن الهدف الصهيوني هو تمديد وتوسيع حدود الدولة اليهودية عبر الأردن حتى دمشق وعمان، وقال إن سلوك إسرائيل العدواني ودعوة زعمائها إلى تحرير وطن إسرائيل  بأجمعه ليستتب السلام لشعب إسرائيل، كل هذا يؤكد أنه لن يكون استقرار للعرب اذات إسرائيل في هذه المنطقة، ونقف مع تصريح بنغوةريون الذي قال : إن علينا أن نناضل باسلوب الغزو وبالطرق الدبلوماسية من أجل خلق امراطورية إسرائيلية من النيل إلى الفرات، وحتى لو تعايش العرب مع إسرائيل فإنهم سيخضعون لقانون المنتصر، فكيف يمكن إذن الإنتقال من الحرب إلى السلم؟

 

علجية عيش

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم