صحيفة المثقف

الصداقة الافتراضية مع الآخر ودورها في تعزيز التواصل الحضاري

نابي بوعلي"هنا أكتب أفكاري، أرتبها وأشاركها وأدافع عنها،

في هذا المكان من العالم يسكن أصدقائي،

الذين يشاركونني أرائي، واهتماماتي.

يقولون إنه عالم افتراضي وهو

يكسر حاجز الزمان والمكان"

(رضوان نوران)


 

مقدمة:

لقد استطاع الإنسان أن يخلق عالماً جديداً من التواصل الإنساني والاجتماعي، وأضحت القدرة على التنقل بثقة في ثقافات جديدة ميزة هذا العصر في عالم اليوم المعولم، وتضطلع شبكات التواصل الاجتماعي، في ظل ثورة الاتصال التي اجتاحت العالم، بدور مهم في تشكيل الصداقات بين الناس، من خلال جعل الخبرات المشتركة مرئية لكل من ينخرط في شبكة الانترنيت، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي العابرة لجغرافيا الأمكنة والأزمنة. حيث وفرت هذه الاخيرة مساحات جديدة للتفاعل وبناء علاقات اجتماعية، في قرية عالمية على حد تعبير (ماكلوهان). لقد كان لهذه الثورة تأثيرا بالغا في تغيير سلوك الناس، وأصبحت المعلومة تنتقل بسرعة كبيرة من خلال التواصل الحر. لقد أتاحت هذه الثورة لأول مرة إمكانية طلب صداقات عبر الفضاء الأزرق. أين يتجسد أفق العالمية في عملية التواصل الإنساني. ومن لا يملك صفحة على أطياف وساحات مواقع التواصل الاجتماعي فهو معزول عن العالم في زمن العولمة.

أصبحت الأنترنيت في عالمنا من أهم مسالك التواصل الكوني مع الآخر، حيث فتحت نوافذ الأمم على بعضها البعض بشكل غير مسبوق، وأصبح بالإمكان الاتصال بأي شخص على سطح الكرة الأرضية بالصورة والصوت...وصارت الانترنيت وسيلة حيوية لديمومة الحوار والتفاعل بين الثقافات. وعلى الرغم من السلبيات التي تشير إليها بعض الدراسات، فإن مواقع التواصل الاجتماعي قد فرضت نمطا من التواصل يمكن أن يسهم في تدعيم مستويات الصداقة التي يمكن أن يكون لها تأثيرا أقوى. ويمكن استثمارها في العمل الايجابي وتحقيق المنفعة والخير للجميع وتوسيع المشاركة وتعميم دمقرطة التواصل التي يتيحها الفضاء الافتراضي.

نسعى في هذا الموضوع إلى الحديث عن الصداقة الافتراضية باعتبارها معطى جديدا أو براديغما اجتماعيا في عالم الاتصال وثقافة التواصل، وعن دورها في توسيع ومد جسور التواصل مع الآخر، قصد المساهمة في فتح آفاق للتساؤل والنقاش وليس تقديم أجوبة لإشكالية جدالية غير محسوم فيها نظرا لطبيعتها الجديدة التي لا تزال مطروحة على طاولة البحث، من أجل إثارة تساؤلات حول مفهوم اكتشاف الصداقة والصديق عبر التواصل الافتراضي (الصداقة بعيون الانترنيت)، ودور الصداقة الافتراضية في التواصل مع الآخر.

الجدير بالذكر أولا أن مفهوم الصداقة الافتراضية لم يتبلور بعد على مستوى الأبحاث النظرية في العلوم الاجتماعية والإنسانية بشكل واضح، ولم تتحدد معالمه بعد لمعرفة أبعاده وتداعياته المستقبلية. والغرض هو محاولة اقتراب منهجي وعلمي للتعرف والتعريف بمستوى علاقة الصداقة الافتراضية، وهل ساهمت في تراجع الصداقة الحقيقية الواقعية؟ أم بالعكس جعلتنا نعيش تجربة جديدة؟ وكيف نوفق بين الصداقة التقليدية التي تتميز بالدوام والامتداد الزمني والاحتفاظ بالذكريات، والصداقة الافتراضية التي تتميز بالدينامية والتغيير؟

 1- اكتشاف الصداقة والصديق

الصداقة من أرقى العلاقات الإنسانية، وهي مشتقة من كلمة الصدق الذي يمثل جوهر القيم التي تضمن تكوين الصداقة الحقيقية وبناء العلاقات الاجتماعية، إلى جانب الإخلاص والثقة. وهي الدافع المشترك بين الناس لتكوين العلاقات، إنها خاصية إنسانية وأخلاقية محضة، ويعد البحث عن الأصدقاء والاختلاط بهم والتعايش معهم حاجة فطرية يفرضها التفاعل الاجتماعي مع الغير، فلا بد أن يكون الإنسان صديقا لهذا أو ذاك، فلم يخلق الإنسان ليعيش منعزلا، ولا يمكنه أن يعيش دون الآخرين، إنها امتحان الاختلاط بالناس، "ويكاد يجمع الفلاسفة على أن كثرة الأصدقاء تأتي حتى قبل الصحة والنبوغ في ترتيب النعم والخيرات التي يرزق بها الإنسان في الحياة" . وقد أشار أرسطو إلى أن الشخص المتفوق يتعلق بصديقه بنفس الطريقة التي يتعلق بها بنفسه، ولذلك نقول أن الصديق هو ذات أخرى. وتقوم الصداقة على التفاعل وتقاسم المشاعر وتبادل الآراء والمواقف والأفكار والاهتمامات، وتفضي إلى تحقيق المنافع المشتركة. ولكن أين نكتشف الصديق بعدما انشطرت الصداقة بين عالمين: عالم حقيقي واقعي وعالم افتراضي لا يتجاوز حدود مساحة الكومبيوتر والأجهزة الذكية؟

لقد أصبحت عوالم الحياة اليومية مع تطورها الكبير وبشكل متزايد، أكثر انغماسا في الثقافة التكنولوجية. وقد كان لغزو التكنولوجيا أثرا على الحياة بالمقابل، فتغيرت الثقافات وتعددت إمكانات البشر بعد التلاحم الكبير بين أوصال العالم بسبب الدمج التدريجي لأطرافه المتباعدة حتى صار أقرب إلى الجسد الواحد. وفي خضم هذا التقارب تكثفت الصداقة عبر الفضاء الافتراضي، ومما ساعد على انتشارها نذكر ما يلي:

 تنامي الإقبال على استخدام الانترنت على مستوى العالم

 سهولة الانتقال بين الفضاءات الاجتماعية المتنوعة، والاتصال بالآخر من خلال حزمة من التطبيقات التي يمكن أن توفر لنا كل ما نحتاجه.

 تمتع الأفراد بهامش كبير من الحرية، والانفتاح على الغير، وإتاحة الجديد خارج محيط الفرد الضيق.

 تجديد المعرفة وسهولة انتشارها وسرعة التحقق منها، نظرا لوجود المعلومات وتوفرها للجميع.

 فتح باب النقاش في كل المواضيع بدون استثناء...

لقد ساهمت هذه الأسباب وغيرها في تزايد الاقبال على الصداقة عبر الفضاء الافتراضي، وكانت هي الدوافع الأصلية لانتشار الصداقة مع الأخر. غير أن صداقة العوالم الافتراضية تطرح أسئلة حقيقية حول هذا المعطى الجديد، ما بين التحذير والتخويف وما بين الترحيب. هل هي صداقة فعلية خاصة في ظل وجود أعدادا كبيرة من الأصدقاء أم صداقة مصلحية سطحية لا تعدو أن تكون مجرد علاقة ظرفية تجمع بين شخصين ثم تنتهي بانتهاء المصلحة التي تجمع بينهم، وأن هذه المواقع لا تساعد الناس على تكوين صداقات حقيقية؟ هنا سأستلهم الرؤية الفلسفية للصداقة عند ابن مسكويه، حيث رأى أن الناس يسعون في حياتهم لنيل واحدة أو أكثر من بين ثلاث حاجات، وهي الله والمنفعة والفضيلة، ويصنف ضروب الصداقة تماشيا مع هذا التصور إلى ثلاثة ضروب، وهي صداقة اللذة أو المنفعة أو الفضيلة، فعلى ذلك فإن "صداقة اللذة تنعقد سريعا وتنحل سريعا لأن اللذة متغيرة، وهي أكثر شيوعا بين الفتيان "صغار السن"... إن صداقة المنفعة تنعقد بطيئا، وتنحل سريعا بانقضاء المصلحة، وهي صداقة كبار السن... إن صداقة الفضيلة تنعقد سريعا وتنحل بطيئا لأن الخير باق بين الناس، وهي صداقة الأخيار" . فاذا حظيت بصديق مفضل فيعتبر ذلك شرف وامتياز.

1 الصداقة عبر التواصل الافتراضي (الصداقة بعيون الانترنيت):

الصداقة الافتراضية مفهوم جديد ظهر بظهور الانترنيت والمنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي، وصارت تتوسع باستمرار في المجتمعات، وتحولت الحياة نحو الرقمنة، وظهرت مفاهيم جديدة مثل: مفهوم الإنسان المرقمن، الكائن الإلكتروني، المجتمع الالكتروني، البيئة الافتراضية، الثقافة الافتراضية، الهوية الافتراضية، التربية الرقمية، الإبحار الرقمي، العنف الرقمي... وصار "مفهوم صديق في مواقع شبكات التواصل الاجتماعية يعكس عددا عريضا من العلاقات (زمالة، معارف، أفراد عائلة...) ذلك لأنه أخذ منحى آخر عن المعنى الذي يؤديه في العالم الفيزيقي"  وبالفعل فنحن أمام صداقة جديدة تختلف عن الصداقة التقليدية تاريخيا، فالصديق هو الذي نلتقي به حسيا ونتفاعل معه وجوديا، ونتبادل معه الأفكار والأشياء ماديا، ونعرف اسمه الحقيقي وهويته الشخصية، غير أن الصداقة الافتراضية، ربما تكون من خلال اسم مستعار وصورة رمزية فقط. ولذلك اهتزت العلاقات التقليدية التي لم تكن لها القدرة على تحمل التصادم مع هذا الفضاء الجديد.

فإلى أي مدى يمكن لمواقع التواصل الاجتماعي أن تؤسس صداقات حقيقية من واقع افتراضي؟ هل يمكن اعتبار هذا النوع الجديد من الصداقات البديلة التي رأت النور مع تطور وسائل التواصل في قطيعة مع أشكال الصداقة التقليدية، وهل تلبي حاجيات الصداقة؟ هل التواصل مع الآخرين عبر مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي المشهورة ترتقي لمسمى الصداقة الحقيقية؟ وهل تحترم قيم ومتطلبات الصداقة التقليدية التي تحقق لها البقاء وتضمن لها النماء، وهي: الاعتمادية والتبادلية والدافعية والصدق والوفاء والحقيقة...؟

باعتبار الصداقة قيمة مقدسة، فإنها تطرح تساؤلات حينما يتعلق الوضع بالصداقة عبر الانترنت، عندما تتواصل مع أشخاص بأسماء وهمية، تجهل حقيقتهم وماضيهم وحاضرهم فكيف تثق فيهم؟ كما يمكن استغلال هذه الوسائط المختلفة لنشر الأفكار الداعية للتطرف من خلال بث روح الفتنة والكراهية، ولذلك يجب ايجاد آليات آمنة وضابطة للأفراد عند استخدام مختلف الوسائط الاتصالية الرقميّة.

2 - دور الصداقة الافتراضية في التواصل مع الآخر:

إذا كانت إمكانات الصداقة قد توسعت مع ثورة المعلومات، فيمكن اعتبار الصداقة الافتراضية تطور طبيعي في مسار الحياة، وتطوير لأسلوبها الذي يتناسب مع ايقاع السرعة في عصرنا، مع أشخاص واثقون من الصداقة وموثوق فيهم بحسب مكانتهم من العلم والمعرفة والفهم باعتبار الصداقة رباطا مقدسا مهما اختلفت الوسيلة، فالإنسان لا يولد لنفسه بل يولد للدنيا، وتسعد حياته حينما تحمل أسماء أصدقاء، وليست مجرد انعكاس لوجود الانترنيت، أو صداقة لهدر الزمن والجهد والبحث عن المصلحة. لقد فرضت الصداقة الافتراضية وجودها إلى جانب الصداقة الحقيقية، في عالم يزداد ترابطا وتداخلا، وتتعمق فيه العولمة المفتوحة على أفق المستقبل الذي يتسع لكل الممكنات. لقد أحدثت التطورات السريعة في مجال تكنولوجيا الاتصال تغييرا في كيفية ودرجة التفاعل العالمي بين الأشخاص بطرق لم تكن معروفة من قبل، ولم تكن ممكنة أصلا، ويتجلى ذلك في قدرتها الفائقة في تقليص المسافات والزمن.

لا يمكن الحكم على ايجابية الصداقة الافتراضية إلا من خلال تأثيراتها وانعكاساتها، واستكمالا للرؤية الفلسفية، أشير إلى نموذج عملي للصداقة الافتراضية الناجحة، ويتمثل ذلك في ما يعرف بمنصات التواصل العلمي مثل: قوقل سكولار ورشتتش قايت التي تمثل مستودعا للأبحاث العلمية ووسيلة فعالة في نقل المعلومة وفتح باب واسع للحوار والتواصل وتجاوز بنية التواصل التقليدي المحدود، بين أهل الاختصاص وساهمت في تدعيم دينامية ايجابيات الصداقة، دون النظر إلى الأفراد من حيث الجنس أو البلد أو العمر أو اللغة أو المعتقد أو الثقافة غير أن هذا الفضاء يجمع الجميع دون استثناء في اطار التواصل الاجتماعي فيما بينهم. وتستمر الصداقة تبعا لما توفره شبكات التواصل من معلومات لا يمكن للفرد أن يتوصل إليها بنفسه، هذه الحقيقة تجمع اليوم عددا كبيرا من الباحثين والعلماء عبر العالم وفي مختلف التخصصات والتي لم تكن سوى حلما في الماضي، سيؤدي لا محالة إلى انفجار علمي كبير. فهي على سبيل المثال تؤلف بين عالم من بريطانيا وآخر من ألمانيا وباحث من الأردن وطالب من أمريكا وأستاذ من تونس وخبير من جنوب إفريقيا... للحوار والتواصل، وفي هذا الصدد تقول سامية الجندي" إن صداقات الإنترنت سهلت من عملية التواصل، فأنت تستطيع أن تتحدث إلى صديق تعرفه منذ سنوات ولكن الظروف الزمنية والمكانية باعدت بينكم، كذلك تستطيع أن تصل بالإنترنت إلى قريبك المتواجد في قارة أخرى رغم كل الحواجز والحدود الجغرافية، فهذه الصداقات إذا وظفت بالشكل الصحيح تسهم بشكل كبير في تدعيم العلاقات الإنسانية وتعزيزها” .

إن منصات التواصل العلمية ليست لنشر الرسائل النصية أو الصور ومقاطع الفيديو، بل هي فضاء مفتوح تتوثق فيه صداقة الفكر كرمزية للتواصل الحضاري مع الآخر. كما تساعد في استحداث آليات جديدة للحوار الذي يمثل أحد المخارج لثقافة العنف والإقصاء، وشرطا لتحقيق الذات لمحاربة الانغلاق، وتثمين أواصر الصداقة والتعاون وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع والتعددية والانفتاح. كما تسهم في إضافة تجارب الآخر المختلفة إلى تجربة الأنا الخاصة، وفي البحث عن متطلبات الحياة الفاضلة في عالم صار مثقلا بثقافة الكراهية والعنف والإرهاب وهواجس الخوف، ومن هنا يجب تثمينها وحشد الإمكانيات لتعزيز هذا الجسر التواصلي المهم بين الحضارات والثقافات.

خاتمة:

 إن الصداقة عموما ضرورة وجودية بوصفها وسيط الشخص لاكتشاف الصديق، وخوض تجربة الالتقاء بالآخر الغريب والأجنبي والعيش في حياته، ونسج الروابط معه في إطار تفاعلي ومثمر بين الأصدقاء. إن الأشخاص الذين يستخدمون الإنترنت بكثرة هم في حياتهم الحقيقية أكثر تواصلا اجتماعيا من الذين لا يستخدمون الإنترنت بكثرة. والغرض من الصداقة هو السعي لتطوير الذات والرقي بها نحو الأفضل. والصداقة الافتراضية نختارها بأنفسنا بكل حرية ولما نشعر أنها انحرفت عن وظيفتها وأهدافها، فإننا سرعان ما نتخلى عنها، إذ ليست هناك قوة تدفع إلى الصداقة إذا لم يكن مرغوبا فيها. وأكدت الكثير من الدراسات على وجود علاقة إيجابية بين مستوى الصداقة الواقعية، ومستوى استخدام شبكات التواصل الاجتماعي. غير أن البعض الآخر يرى أنه على الرغم من نجاح وشيوع الصداقة عبر الأنترنيت إلا أنه يفضل الصداقة والعلاقات الواقعية، التي تعتمد على اللقاء المباشر مع الصديق في صورتها التقليدية، وهذا عكس الصداقة الافتراضية التي هي صداقة هشة في الزمن وسريعة الزوال تنتهي بانتهاء المصلحة.

ومهما يكن تبقى إشكالية الصداقة الافتراضية مسألة خلافية غير محسوم فيها، ومهما يكن أيضا فإن الإنسان يحتاج إلى الصداقة من أجل البحث عن المشترك الإنساني واكتشاف الأسس الروحية المشتركة، وتعزيز التضامن داخل المجتمعات ذات الثقافات المتنوعة، وبين شعوب العالم قاطبة مما يؤدي إلى فهم أفضل للتحديات التي تواجه الإنسان وأسباب الصراعات والحد منها.

وعلى المجتمعات ذات البنية التقليدية أن تتكيف وتسعى إلى حوكمة هذه المواقع والاستفادة من هذه الثورة العلمية بدلا من التركيز على الوجه السلبي للتكنولوجيا الرقمية ومحاولة محاصرتها ومنعها وحجبها دون جدوي، في محاولات يائسة، وأن تعي أن الاختلاف يكون دافعا للتعاون وليس للتصادم، ويجب أن تحكمه القيم الأخلاقية التي تراعي حق الآخر في الاختلاف. "كان (وليم اوسلر) يقول: إن الرجل يبدأ في الشيخوخة عندما يعجز عن اكتساب أصدقاء جدد، لأن مداومة الاختلاط بالناس دليل على الاستعداد للتطور واستيعاب الأفكار الجديدة، والحيوية وحب الحياة" . واذا كنت تمتلك أصدقاء فأنت غني، ويبقى التساؤل قائما عن مستقبل الصداقة الافتراضية، التي تستند على التكنولوجيا في ظل الأفق العالمي للصداقة، وكيف تتحول إلى "نافذة فرح وحياة" على حد تعبير الأب نادر ميشيل اليسوعي، وإلى صداقة حقيقة في عالم افتراضي تحكمه متغيرات متداخلة ولا يحظى بثقة الجميع؟

 

د. نابي بوعلي

جامعة معسكر /الجزائر

...........................

الهوامش:

1- محمد الأمين لعليجي، علاقات الصداقة بين الواقعي والافتراضي، مجلة علوم الانسان والمجتمع، عدد16،سنة 2015، الجزائر.

2- زيد بن محمد الرماني، الصداقة وتوسيع آفاقنا الفكرية، https://www.alukah.net.

3 ابن مسكويه، تهذيب الاخلاق وتطهير الأعراق، دراسة وتحقيق عماد الهلالي، منشورات طليعة النور.

4 الأب نادر ميشيل اليسوعي، الصداقة فرح وحياة، دار الشروق، بيروت، ط1،2013.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم