صحيفة المثقف

عراقيو الخارج: من أنتج هذه المقولة؟!

عقيل العبودالأهداء: أتقدم بخالص احترامي وشكري لكل من تصدى لهكذا نمط من المقولات!

(عراقيو الخارج) مصطلح تم تسويقه من قبل تيارات سياسية، أوكتل، أوأحزاب معينة على حساب الذين، إنما اريد لهم الإذعان لمخطط تقسيم ابناء الوطن الواحد، بعد ان تم تجزئته الى أقاليم، وطوائف، ومذاهب، وأديان بغية إضعافهم، واستغلالهم، واستلاب حقوقهم.

وذلك على أساس إغلاق الأبواب بوجه مَن ديدنهم العودة ونقل ما تعلموه من ثقافات، وعلوم متعددة الى وطنهم الأم بعد أشواط الغربة، ودهاليز دروبها المخيفة، ليساهموا في بناء الحياة، بنفوس طيبة وقلوب عامرة بالإيمان ومحبة الأوطان .

هنا مقارنة (عراقي الخارج) غير (السياسي الخارج عن عراقيته).

فمصطلح (عراقي الخارج) صنعه إعلام منافق، بغية خلط الأوراق بين من يسعى للعودة شوقا لبناء وطن، وبين من يهمه التفريط بكل شئ في الوطن طمعا بالسلطة، والنفوذ، والتسيد دون اكتراث لشرف الضمير.

عراقيو الخارج معظمهم، ديدنهم العودة بذواتهم بلا شروط تحكمهم، وبلا مصالح تقيدهم، حيث ان كل ما لديهم هو الشعور باحتضان تربة الوطن الأم لهم، بعد سنين من الغربة، لنقل تجربة ما تعلموه من ثقافات ومعارف وفنون الى وطنهم الذي ودعهم ذات يوم، ولم يتسن لهم ان يودعوه.

هنا للتوضيح، هنالك طرفان يحملان جنسيات الدول التي عاشوا فيها، ممن يطيب للبعض بتسميته (بمزدوجي الجنسية)، وهذا أمر متفق عليه كقانون مدني لحماية اللاجئ، اوطالب الهجرة في تلك البلدان، وذلك بغية شموله أسوة بمواطنيها، بالحقوق المدنية والإنسانية، التي لم يكن يحلم ان يحصل عليها احدهم ذات يوم في وطنه الأم، ابان حقبة من الزمان مضت.

ومن شروط هذه التجربة الانسانية هو ان لا فرق بين الحاكم، والمحكوم بناء على شروط الدستور والقانون، وان حياة المواطن لها قيمة.

فالحياة المدنية والدستورية في تلك الدول تتطلب التعامل مع الإنسان بعيدا عن التفرقة في الأديان، والمذاهب، لأن المجتمع هو عبارة عن نظام متكامل تحكمه القوانين الاخلاقية، فلا فرق بين هذا، وذاك من القوميات، والأثنيات، والطوائف.

فضلا عن ان هنالك قانونا اخلاقيا يحكم الجميع بطريقة واحدة.

حيث يمنع منح الجنسية الأمريكية مثلا لمن يتعاطى المخدرات، اولمن يتم اتهامه بممارسة البغاء والدعارة ويعاقب بالسجن من يهدد إنسانا اخر.

ولذلك شرفا وكرامة، جل احترامي اقدمه للدولة التي منحتني حقوق إنسانيتي، والإمام الصادق (ع) قال (خير البلاد ما حملك).

وهذا ما يدعوني وبفخر ان أكون من (مزدوجي الجنسية) في وطن احب فيه انتمائي الى وطني الأم العراق.

كما يدعوني بكل اعتزاز ان أتقدم بخالص شكري، لتلك الدول التي حملتنا، ومنحتنا حقنا في الحياة، ولم تسلبنا حق العودة الى اوطاننا الذين حرمنا من نيل ابسط حقوقنا المدنية فيها ليس في زمن الطاغية فحسب، بل في زمن هؤلاء الذين نالوا من كرامة الوطن، مثلما نالوا من كرامة المواطن.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم