صحيفة المثقف

المافيا الايطالية وقادة الاحزاب الشيعية

جمعة عبد اللهالمعروف عن هذه المافيا بالشراسة في استخدام اساليب السرقة واللصوصية، سواء اذا كان المسروق عائد الى ممتلكات الدولة، او عائد الى رجال رأسمال الكبار في الدولة . ولكن في كارثة وباء كورونا التي اصابت الدولة في فداحة الاضرار الجسيمة. مما حدى بالدولة ان تجمد كل النشاطات المالية والاقتصادية، وتصاعدت الازمة المالية التي اصبحت تخنق الدولة الايطالية، عصابات المافيا غيرت بوصلتها لتقف بجانب المحنة والكارثة التي وقعت على الشعب والدولة . فقد غيرت بوصلتها من اللصوصية الى النواحي الانسانية بالتضامن والمساعدة وتقديم كل وسائل العون، في سبيل تجاوز المحنة العصيبة، في ظل الخسائر البشرية الفادحة من الاصابات والوفيات . فقامت بتوزيع الطعام المجاني وتوفير المواد الغذائية للاسر الفقيرة وفي المناطق الشعبية على نطاق واسع، وكما قامت بتوزيع الكمامات والمعقمات مجاناً على المواطنين . يعني انها وقف الموقف المشرف في محنة الشعب الذي يمر في الظروف الحرجة والعصيبة . هذا يأخذنا الى السؤال الجوهري الى قادة وزعماء الاحزاب الشيعية الذين كانوا بالامس يعتمدون على المعونات الشهرية، التي تقدمها لهم دول المهجر . واليوم اصبحوا اصحاب الملايين الدولارية، وبعضهم دخل نادي اصحاب المليارات الدولارات، وكلها جاءت عن طريق السحت الحرام، بالسرقة واللصوصية والفرهود حتى نشفوا خزينة الدولة . لم نسمع واحد منهم وقف مع محنة الشعب . وتبرع الى وزارة الصحة لشراء المعدات والاجهزة في مجابهة فيروس كورونا الذي بات يحصد المواطنين . لم نسمع واحد منهم قام بتوزيع الطعام والمواد الغذائية على الاسر الفقيرة . لم نسمع واحد منهم تبرع الى احدى المستشفيات، التي تشكو النقص الحاد في العلاج والاجهزة اللازمة . لم نسمع واحد منهم، احتكم الى ضميره ومخافة عاقبة الله من الذين يخزنون الذهب والدولار،لم نسمع انهم ساعدوا فقيراً واحداً، أو مريضاً واحداً . بل انهم مازالوا يمارسون السرقة واللصوصية بكل وسيلة على معاناة الشعب . وعلى الدولة التي المصابة بكارثة وباء الجانحة كورونا، وكارثة انهيار اسعار النفط بشكل حاد، وزاد الطين بلة، قررت الدول المصدرة للنفط في منظمة (اوبك) تخفيض انتاج النفط بحوالي 10 مليون برميل يومياً اعتباراً من 1 - 5 - 2020 . وحصة العراق من التخفيض حسب تصريح وزير النفط العراقي حوالي 18% . يعني سيكون حصة العراق من انتاج وتصدير النفط حوالي 849 ألف برميل يومياً، مع العلم كان يصدر قبل نشوب الازمة بكارثة كورونا يصدر حوالي 3.5 مليون برميل يومياً . اذا عرفنا بأن سعر البرميل الواحد وصل الى 20 دولاراً، فكيف للعراق ان يمشي أو يدبر حاله في ظل الازمة الخطيرة في شحة الاموال من موارد النفط . اذا عرفنا بأن مسودة الميزانية السنوية التي لم تقر لحد الآن، حسبت سعر النفط بحوالي 56 دولاراً للبرميل الواحد . هذا يتطلب الحاجة الملحة والقصوى قبل ان تتدهور احوال الناس الى الكارثة المنتظرة، بخفض الرواتب الى النصف للعاملين والموظفين والمتقاعدين . اذا لم يجري محاربة الفساد والفاسدين فعلياً بالاعمال وليس بالاقوال، اذا لم تسترد الاموال المسروقة والمنهوبة والتي تقدر بعشرات المليارات الدولارات واكثر . وهذه الاموال المنهوبة تكفل للعراق بتجاوز المحنة المالية والاقتصادية، ومن شأنها ان تنعش الاقتصاد والحياة المعيشية للناس، وهذا من المحال ان يتم في ظل الاحزاب الحاكمة الفاسدة . لذلك ان الحريق القادم بالهيجان الشعبي وانفلات الامور اكثر قادم لا محالة . اذا لم يوفر العراق السيولة المالية . وخاصة ان صندوق النقد الدولي يتريث ويتردد في تسليف العراق، لان العراق يسير في طريق الافلاس . وان عودة الاموال المسروقة التي سرقها اللصوص والفاسدين مسألة حياتية لابد منها، واذا ظلت الاحزاب الحاكمة تعلك بعلك الاقوال دون الافعال بأنها تحارب الفساد والفاسدين . هذه الاقوال لا تشبع الجائع والفقير وحتى الموظف والمتقاعد، ماذا يفعل ادا خفضت الدولة الرواتب . ان العراق مقبل على ثورة شعبية عارمة اشد من ثورة تشرين التي قدمت التضحيات الجسام . لابد من ارجاع الاموال المنهوبة انها اكسير الحياة للعراق .

 

جمعة عبدالله

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم