صحيفة المثقف

الجادرجي يحدث لغطا

يوم 10 نيسان انتقل رفعت الجادرجي الى المجهول حسب اعتقاده وفارق الدنيا، وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي فقرة من حوار له يقول انا ملحد واوصيت بحرق جثتي وانا احترم الاديان وطقوسهم لانهم يمارسون طقوسهم من اجل راحة الوجود هذا رايه وليس من الايمان بالله عز وجل .

خبرة الجادرجي المعمارية ليست محل جدل ولكن محل الجدل كيفية التعبير عن رايه وكيفية تناول رايه من قبل مؤيديه على مواقع التواصل الاجتماعي .

لكل انسان الحرية فيما يعتقد هذا مما لاشك فيه ومن المؤكد هنالك من انتقد او حتى شتم الجادرجي على رايه هذا، وبالمقابل رد ممن يؤيد الجادرجي بشتائم شملت كل المتدينين، وقد علقت على بعض هذه المنشورات فجاء الرد اضعف من الادعاء الالحادي، واخر حظرني من الرد، نعود للجادرجي رايه هو يدفع ثمنه وليس غيره ولكن عندما يكون محل انتقاد فالاحرى بالطرف الاخر معرفة هوية المنتقد وثقافته والرد عليه فقط لا الجمع على الكل وعلى الدين الاسلامي،فهل صدر بيان او تهجم من شخصية اسلامية مرموقة ومعتدلة في العالم الاسلامي ضد الجادرجي؟

تتبجحون بالحرية فالذي يتجاهل معتقد اكثر من مليار مسلم وينكرها علنا من على وسائل الاعلام هذه ليست حرية هذا تهجم، وهنا ستثور ثائرتكم لتتحججوا بالحرية الغربية، واقول لكم وزيرة المانية مجرد شبهت بوش بهتلر تم اقالتها، برلمانية بريطانية تعاطفت مع الفلسطينيين تم اقالتها، قوانين اوربية بالجملة ضد المسلمين بما فيها الحجاب البسيط، اوربا او 11 دولة اوربية تعاقب من ينكر محرقة الهولوكوست اين الحرية يامن تتبجحون بالغرب .

كل من يتحدث عن النازية في المانيا والنمسا يعتقل، وكل من لا يرغب لليهود علنا يعتقل، وشتائم ترامب للمسلمين علنا دون احترام الراي الاخر يقال عنها حرية .

ساركوزي الفرنسي يقدم مشروعا يعاقب من ينكر مجزرة الارمن زمن الدولة العثمانية على غرار من ينكر محرقة الهولوكوست، ولا يعاقب بل من حق من ينكر مجزرة البوسنة والهرسك او مجزرة راوندي، اليست هذه حرية عوراء؟

نعم لا يحق للمسلم وهو وسط الفاتيكان على سبيل الفرض الجدلي ان ينتقد المسيح، ليس الديانة فقط بل القوانين الغربية يجب ان تحترم وما لا يتفق مع الاسلام هنالك حالات اضطرارية خاصة يتماشى معها المسلم وان امكنه الابتعاد فليبتعد دون الرد عليهم وهو في وسطهم .

كل دولة اوربية تحتضن معارضة ما ليس من باب الحرية  والسذج يعتقدون انها الحرية، جزما وحتما ان الدوائر الاستخباراتية تلعب دورها في ذلك،  فرنسا كرها بالخليج وردا على امريكا استقبلت السيد الخميني، وامريكا تستقبل المعارض الايراني وترفض المعارض السعودي وبريطانيا تستقبل المعارض السعودي لاستخدامه كورقة، وبريطانيا نفسها سمحت للمخابرات البعثية بتصفية معاريضها في لندن دون ان تحرك ساكنا وسمحت بقتل علي شريعتي كذلك بينما لو كان يهوديا او بريطانيا لقلبت الدنيا، ايطاليا الى الان تطالب بحق مواطنها الذي قتل في مصر بينما اكثر من مصري ومسلم قتل في ايطاليا دون ذكر الاسباب والعقاب، بل ان امريكا شنت حروب على شعوب من اجل معارض تتهمه دون دليل، وكم من عالم نووي او عبقري مسلم تم تصفيته في بلاد الحرية الاوربية وقيدت القضية ضد مجهول بينما الادارة الامريكية تتهم ليبي في تفجير ملهى في برلين يرتاده جنود امريكان وتقتل اكثر من خمسين ليبي بقصف داخل ليبيا وتظهر التحقيقات الالمانية بان ليبيا لا دخل لها بالتفجيرات ماذا فعل عالم الغرب صاحب الحرية ؟ .

الفيسبوك يمارس القمع فلو ذكرت حزب الله او الحشد يتم حظرك ويدعي صاحب الفيس ان هذه المناشير لا تراعي الخصوصية

أنتوني لويس حاصل على جائزة بوليتزر مرتين، ويعد أحد كبار الصحفيين الأمريكيين في العقود الخمسة الماضية يقول أن الرؤساء الأمريكيين منذ عهد جون آدمز وحتى جورج بوش كانوا يتعاملون مع الأزمات، وأثناء فترات الخوف، باتخاذ تدابير مجحفة كانت تؤدي إلى حجب الآراء المعارضة وقمع التعبير عن الآراء التي كانوا يرونها غير مرغوبة شعبيا الكلام يطول

 

 سامي جواد كاظم

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم