صحيفة المثقف

بعير الأندلس

احمد ختاويما عاد هرقل (1) كمامة منفاي

ولا لفظا أمازيغيا ، عربيا أو أعجميا بإسبانيأ

لوركا ذاك العرجون المتدلي من وشائح ولادّة

ما عاد يُتلى آيات من دمع "دون كيخوتي "(2)

أو من

أهداب زيدونَ(3) ولا كورونا

على صهوة سطوح إشبيلية

ولا من بقايا مآذن غرناطة

حين حللتُ بها مَادِناََ ،أنشد الأوتارا

وفُتات حضارات الأممِ

**

دعوا جائحتي ترتوي من حقول اسبانيا

جامحة كما زبد البحر

ظالمة أو مظلومة

دعوها تقترب من بعير إيطاليا

جامحة أيضا ، هذه المرة مبحوحه

ترتدي أثواب روما وأطمار "دانتي "(4)

دعوها فهي هذه المرة مأمورة

**

كفكفْ أيها الليل من غلس

مراياها

ما تبقى من أمازيغتي

من عروبتي

على شرفات " الحمراء"

لعلها تسدد بعض الأتاوي في معصمي

رباطا وأمانا ، وبقايا حكايا ...

**

أيا أيها الزمن المحدودب

أسكب لبَنَ الجواري بمشارف بغداد

على زبد السواحل في طنجة

لعل طارقا(5) ،

يسكب بدوره عشقه بإيطاليا

نغما على ركح المسارح

في فرنسا / اسبانيا / وألمانيا معا

يا داخل(6) : أعن زياد ،

وأحلق شعره مثنى وثلاث ورباع

وِفق الأنهج الباريتة(7)

وفق غمزات سوزان ( 8) القبطيه

وكل مجامع إفريقيا

اسمع -أيا زياد - كلامي

وثق في جائحتي هذه المرة

قد تكون ملاذي ، وشذوذي

قد تكون شهرزاد ، من تحلق لحية شهريار ،

وتبطل أحاجيها بالمنّ والأذي

وهي من أذاها شهريار

ولطم وجهها بالأحاجي الجائحات

مثل أحاجي أمريكا

**

أيا زياد رابط وأربط خيولك

لا تدعها تصهل ،

فتَسعلْ ، فيصيبها نِفاس الغواني وبحة كل جَانِِ في محاكم أروبا

لا تدعها

فتُسْدَى وسام الإعدام مثل

جان داركَ : حِمَما ورمادا مسعورا

لا أحرّضك زياد ، فقط هذا قول مأثور

من ساكنة أفريقيا

ما دمّسَ "غوته"

أُفٌول نجم وفول مصرا

بوجنتي كليبوباترا

وحين استشرق "

فيافي "جهينة"

ما استشرق "غوته"

ستائره في ألمانيا و لا عكر صفو

هيتلر حين بغا

ولكن للقصة - يا صاحبي -

غصة في حلق

..بني أمية بأندلسِ

أو على تخوم الصين

حين هبت رياح الصفح

بين الصين وإيطاليا وأمريكا وأروبا

وحين هوت روما بين حوافر إيوان

كسرى جاتمة

ما عاد - يا صاحبي : كسرى

عهدُُ بين الأمين والمأمون في أروبا

ولا بين سائر الأمم

هي الجائحة تعلن للمنايا ميقات زفافها

بين التلال والأزقه

**

في باريس تصنع المآتم خيزرانا

للرزايا

ما عاد في جعبتي شيء من شعر "حكمت " (9)

**

دعني أمشي الهوينى مخبولا

مثل طاووس الدهر

أختال ، منتشيا بين الموت

والموت ، أركب بعير الاندلس ،

وأشدو وأترابي : قم تر(10)

حنينا وأسفا ونوستالجيا.

***

كتب من البليدة : أحمد ختاوي

...................

هوامش /

-1-في إشارة إلى الامبراطورية البيزنطية

-2- في إشارة إلى دونكيشوت كما يمسى بالاسبانية "دون كيخوتي"

-3- في إشارة إلى بن زيدون

-4 -في إشارة الى الشاعر الايطالي الكبير دانتي

-5-في إشارة إلى طارق بن زياد

-6- في إشارة إلى عبد الرحمن الداخل

-7- في إشارة إلى الناقد رولان بارت

-8- في إشارة إلى الكاتبة برنار سوزان

- 9-في إشارة إلى الشاعر الانساني ناظم حكمت - 10 - أغنية أندلسية من الزجل

***

البليدة في 12/04/2020/

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم