صحيفة المثقف

العقل بين شروط العقد السايكولوجي والعصر التكنولوجي

عقيل العبودما دامت التكنولوجيا في صراع دائم مع الوعي، اي مع إمكانية تفكير الإنسان في فهم حركة الأشياء والموضوعات، فإنها تفرض سلطتها الدائمة لتنمية العقل والنفس وفي آن واحد.

وذلك بناء على مقتضيات الحاجة البشرية للتفاعل الإنساني مع تلك الموضوعات، ووفقا لحالة العلاقة والترابط المشروط بين فطرة الإنسان من جانب، وتكنولوجيا العقل من جانب آخر.

وهذه التنمية هي نظام عالمي متكامل يدخل في علاقات الفرد مع منظومة المجتمعات الانسانية وفقا لمقياسين:

الأول: الحاجة الفردية اي حاجة الفرد لتحقيق حاجياته الخاصة.

الثاني: الحاجة الجماعية، اي حاجة الإنسان الى الجماعة اوالى أناس آخرين لتمشية حاجياته.

فحاجة الإنسان الى استقرار حاجته الصحية ، تقتضي وجود أطباء، وحاجته الى تصميم مكان أومسكن يتطلب البحث عن مهندس، وكذلك الحال في باقي امور الحياة.

ذلك باعتبار ان هنالك علاقة تكافلية تكاملية بين نوع الحاجة، والنظام الذي يتحكم بهذه الحاجة وذلك بحسب المعادلة التالية:

حاجة الإنسان +موضوع الحاجة= لغة وطريقة البحث عن الحاجة.

فحاجة الإنسان الى حياة معاشية معينة = البحث عن وسائل تحقيق هذه الحاجة من خلال اتباع نظام معين، وهذا النظام قد يكون محليا، اوخارجيا.

فنظام البنوك والمصارف مثلا نظام عالمي، وليس محلي، بمعنى انه لا يمكن ان يكون اي بلد في العالم بمنأى عن بلد اخر، فالتكنولوجيا سلطة عالمية تفرض نفسها على جميع المجتمعات والحكومات. 

وبيت القصيد هو باعتبار اننا نعيش عصر التطور التكنولوجي، فهذا يتطلب فهم لغة هذا التطور التكنولوجي ومواكبة مفرداته بغية الوصول الى الهدف المنشود من خلال تنشئة وتأسيس علاقات اقتصادية لها جذور مع واقع الحياة الانسانية للفرد.

ولكن بقي اننا ما دمنا في عصر الثورة التكنولوجيا، علينا ان نفهم طريقة وشروط ادارة العقل ذلك من خلال إدراك الطريقة السليمة لإدارة الموارد وبشكل استثماري صحيح.

فهنالك خطة لإستعمال الروبوت النظام الآلي مثلا، وتغذيته بالمعلومات اللازمة للقيام بواجباته على اكمل وجه.

وهذا يفيد في الاستغناء عن الكثير من الطاقات البشرية، فالروبوت بإمكانه القيام بعمل نظام مؤسساتي متكامل وإدارة شؤون الرواتب وبقية العاملين من خلال الاستعانة بعدد محدود من اصحاب الخبرة، الذين يفهمون ادارة الإشراف على آلية الاشتغال التكنولوجي لهذا الروبوت وهذا يتطلب عقلا كبيرا.

اخيرا وليس آخرا تعد عملية تغذية العقل البشري واستعداد الإنسان لمواكبة التطور العلمي الانفجاري في باب التكنولوجيا أمراً مهما للقضاء تماما على مفردات البطالة السياسية، والاجتماعية، وعلى مشكلة التضخم والفساد المالي.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم