صحيفة المثقف

حول برنامج اطراف الحديث

عقيل العبودتقديم الدكتور مجيد السامرائي

من البرامج التي يروق لي متابعتها دائما بإعتبار انها تضيف الى المتلقي معلومات لا تخلو من جمالية متميزة ومتعة في باب الفن، والأدب، والعلم، والمعرفة، برنامج أطراف الحديث، الذي يقدمه الدكتور الإعلامي مجيد السامرائي وهو من المتميزين في حوارهم وقد حصل على جائزة تشيد بذلك من وزارة الثقافة والإعلام العراقية لعام ٢٠٠٢*

وبرنامجه يعد أرشيفاً حضاريا متميزا، ونافدة تطل ابوابها للحديث مع شخصيات مهمة من العلماء والمبدعين والباحثين والأطباء والفنانين.

قامات أنجبها العراق، فاجتمعت فيها جميع الخبرات والكفاءات الفنية، وتركت بصمات لا يمكن لها يوما ان تموت.

فمقدم البرنامج بحديثه الهادئ وطريقة حواره الشيق، مع مقدمة تسبق حضور الضيف، له الأثر في نفس من يصغي اليه.

لذلك ومن خلال متابعتي لمقابلات كثيرة مع مبدعين وأطباء، وفنانين وأدباء، وجدت نفسي امام عرض وأرشيف لا حدود له من آثار؛ بصمات عراقية نبيلة في الطب، والدراما، والرياضة، والغناء، والأدب، وجميع مفردات الابداع.

حيث تحت مظلة هذا البرنامج، يجد المتذوق مادته المنشودة للعودة الى المسرح العراقي الأصيل، والفن الراقي، والطب، والهندسة، والتصميم، وكل هواية اوموضوع يبحث عنه.

إرث ربما اشتقنا اليه نحن الذين عاصرنا ثقافة اجيال من المبدعين.

شخصيات تركت بصمات لا يمكن استعادتها، سيما ونحن اليوم امام تهافت حضاري، أنتجته لغة السياسة الواهنة، والإعلام المتردي، ابان   عصر تشاع فيه ثقافة التقسيم الطائفي، ومفردات التطفل السياسي  الذي احاط العراق بمستنقع الهاوية ، لينتج لنا ثقافة كسيحة من الفن الرخيص، والمسرح الرخيص والغناء الرخيص، وليسلب حضورات شخصيات كان يجب لها ان تبقى دون ان تغادر بعد ان تهاوت مفردات التكوين الجمالي للذائقة الإعلامية.

ليجد الجمهور نفسه امام شاشات تلفاز يتهالك المسرح والتمثيل والغناء فيها ليصل الى اقسى درجات الانحطاط، لولا بعض البرامج التي بقيت محافظة على ميزانها وطابعها الأخلاقي.

هنا مع  المقارنة سامي عبد الحميد، حسن حسني وموضوع الدراما العراقية، النحات محمد غني حكمت وفن النحت، ألاطباء، المؤرخون، المبدعون. هذا اضافة الى اولئك الذين سحب البساط من تحت اقدامهم تحت مظلة

ازدواجية الانفصام الإعلامي، والأخلاقي، والإنساني الذي نعيشه هذه الأيام، ينتابنا شعور بالحزن والخيبة والخذلان.

 

عقيل العبود

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم