صحيفة المثقف

الخروج من جُبّة الأمس

يحيى السماويخـارجـاً مـن كـفـنـي

أصـرخُ فـي الــســاحـاتِ

يـا كـلَّ الـجـيـاعِ اتَّـحِـدوا


 

 

خـارجـاً مـن جُـبَّـةِ الأمـسِ

أُعـيـدُ الـنـظـرَ الانَ بـمـا لُـقِّـنـتُ فـي الـخـيـمـةِ

عـن أصـلـي وفـصـلـي

وبـطـولاتِ أبـي زيـدِ الـهـلالـيِّ

وعـن أنـدلـسٍ ضـاعـتْ

وضـادٍ مَـدَّ فـي الـشـرقِ وفـي الـغـربِ يَــدا

*

ووجـوبِ الـطـاعـةِ الـعـمـيـاءِ لـلـحـاكـم بـاسـمِ الـلـهِ

فـي مـسـغـبـةِ الـجـوعِ الـتـي تُـدعـى مـجـازاً

بـَـلَـدا

*

سـأُسـَـمِّـي الـحـاكـمَ الـمُـتـخَـمَ وغْـداً

وأُسَــمّـي قـصـرَهُ الـمـاخـورَ

والـحـاجـبَ سـمـسـاراً

وقُــوّادَ ســرايـاهُ الـجـواري

وإمـامَ الـقـصـرِ بَـيّـاعَ فـتـاوى

والـتـعـالـيـمَ عـن الـصـبـرِ سُــدى

*

وأسَــمِّــي الـوطـنَ الـشـاسِـعَ

سِــجـنـاً ضَـيِّـقـاً كـالـقـبـرِ إنْ غـابَ بـهِ الـعـدلُ

وأضـحـى دُمـيـةُ الـمـحـتـلِّ

فـيـهِ الـسـيِّــدا

*

خـارجـاً مـن كـفـنـي

أصـرخُ فـي الــســاحـاتِ

يـا كـلَّ الـجـيـاعِ اتَّـحِـدوا ولـتـشـحـذوا الأســنـانَ

سُــلُّـوا جـوعَـكـمْ

ولـتــقـضـمـوا الآلـهــةَ الــتــمْــرَ جـمـيـعـاً

قـبـل أنْ تــقـضـمَـكـمْ بـاسـمِ ولـيِّ الـلـهِ فـي الأرضِ

غـدا

*

ســأُسَــمِّـي الـوردَ شــوكـاً

عـنـدمـا يـبـخَـلُ بـالـعـطـرِ عـلـى الـنـحـلِ

ولا يـمـلأُ أكـوابَ الـفَـراشـاتِ نـدى

*

وأنـا ســوفَ أُسَــمِّـيـنـي أثـيـمـاً

إنْ غَـضَـضْـتُ الـطـرفَ عـن ذئـبِ الـرَّدى

*

يـشـهَــرُ الـنـابَ عـلـى ظـبـيٍ الى ظِـلِّ جـدارٍ

خَـلَـدا

*

وأُسَــمِّـيـنـي لـئـيـمـاً

إنْ جَـحَـدتُ الـفـضـلَ واسْــتـكـثـرتُ شـكـري

لـلـذي أبـدَلَـنـي بـالـطـيـشِ نُـسـكـاً

وبـديـجـورِ الـضَّـلالاتِ قـنـاديـلَ هُـدى

*

والـتـي قـد مَـنَـحَـتـنـي

مـن سُــلالاتِ الـقـوافـي

وَلَـدا

*

وأحـالـتْ جـسـدي روحـاً

وروحـي جَـسَـدا

*

هـا أنـا أعـتـرفُ الان بـأنـي لـسـتُ صـوتـاً

إنـمـا

لـلـعـشـقِ فـي أسـمـى تـجَـلِّـيـهِ

صَـدى 

***

يحيى السماوي

السماوة 19 / 4 / 2020م

................................

(*) من مجموعتي المعدة للنشر (التحليق بأجنحة من حجر)

همسة محبة: ألتمس من الأحبة الذين سيسجلون آراءهم عن القصيدة، تكريمهم لي بعفوهم عن تقصيري غير المتعمد في حال تأخرت ردودي على تعليقاتهم، إذ أنني منذ يوم الأحد 12/4/2020 وحتى اليوم أتنقّل بين المطار ـ حيث أُفاجأ بتأجيل رحلة العودة الى عائلتي في أستراليا، وبين السماوة مُثقلاً بحقائبي حيث أقيم بين أربعة جدران بسبب منع التجول ... قد أتأخر في الردود، لكنني حتماً سأردّ، مع شكري وامتناني المسبوقين بمحبتي وودي .

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم