صحيفة المثقف

السّبـابـَـةُ

سعد الساعديأخرُجُ مـن سبـّابـتِي

ألثـمُ روحـي

لعلي أغفو فوقَ متـاهاتِ الأرض

تمسكني رغبـةُ ظـلٍّ مـا عـاد يَسمع.

بين اثنتين مـن ورقِ الرّمـانِ

تموجُ مـن جديـد تلـكَ السبـابةُ الخـائفة

مــاذا أصنعُ والأطفـالُ جيـاع؟

عـن كسرةِ ألـمٍ مثـلي يبحثون

نتسلّى بهـا جميـعاً

تذكّرتُ أخيـراً أنـي لـم أتزوج غيرَ ترابٍ أخـرسٍ

أنّـى لـي أطفـالٌ رضعوا الوهـمَ؟

في أحـلامِ النهرِ، هـذا جزء مـن حكايةٍ،

خلفَ طاولةٍ نادتني ذاتَ مـرّةٍ معـاتبةٍ

لكـنَّ الأجراسَ هـي السبب

أنّـتْ ومزّقـتِ السّكـونَ:

إبحثوا أكثـرَ عـن الألـواحِ

لـم يبقَ للجسدِ غيـر الرّيحِ غطـاءٌ

أمسكنا ريحـاً مقطّعةَ الأوصـالِ

عندما فشلَـتْ سبـابتِي بعـدَ حيـنٍ

هناكَ انزلقتْ كـلُّ الدفـاترِ

إلاّ جسر الـوهمِ؛

هـو مَـن انتصـر.

أيقنتُ أنّ الخـاسرَ سبـّابتِي

مثلما خسرتْ تخـاريفُ العجـائزِ

في صراعٍ اسمه جـدل مبتـور

كَـتبتْ قوانينَـهُ روايـاتُ (اجاثا كريستي)

صحَّحهـا لُغَويٌّ مدمـنٌ

نشرتها صحفٌ خـاليةٌ مـن عنـوانٍ

تُقـرأُ لأدغالٍ بـالمقلـوب

لا تـعرفُ القراءةَ

فقط، سبـّابتُها بكمـاء

خيـوطُهـا مـن ضبـابٍ.

***

سعد الساعدي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم