صحيفة المثقف

البهرج الخداع

..ذكرى وفي الذكرى ألم ومن اجلها كتب القلم

ذكرى وفي الذكرى شجون ومن اجلها تدمع العيون.. سيفهمني من قرأها وابتسم وتذكر انه كتبها لشخص ذات مرة او كتبت له او على الاقل شاهدها مكتوبة على جدار يوما ما.. هذه العبارة كانت في زمن معين بمثابة  ايقونة للتعبير عن المحبة والعلاقة الوثيقة فكل شخص لايستطيع كتابة تعبير من نفسه عبر بها وانتهى الامر. في ذلك الزمن لايستطيع شخص ادعاء الثقافة دون ثقافة حقيقية.. كان كل شيء حقيقي نوعا ما.. المثقف والمتعلم والشخص الواعي.. الكاذب والمتنمر ومدعي الوعي.. الكئيب والسعيد الحاقد والمحب والبسيط والمتكبر  واضحين وضوح الشمس لان المسرح كان الحياة الواقعية ليس الا، اما اليوم وبعد ان اصبح مسرح الحياة شيء ثانوي والمقياس هو مواقع التواصل الاجتماعي تكاد تنعدم الحقيقة لكثرة مانرى من زيف وتغيير للحقائق.. توفرت كل الادوات اللازمة للتزييف والخداع .. صور جاهزة.. تعابير منمقة ..افكار تملأ الافق تأخذ ماتشاء وتنسب لنفسك.. ومثل كل الامور المشينة في الحياة الواقعية، تكون الافتراضية بأختلاف الاحكام والقياس.. فتكون السرقات والتشبيهات والمقارنات والاظافات الكاذبةوالتي هي  محاولة للتظليل واخفاء الصورة الحقيقية في المسرح الواقعي للحياة.. مثلا ان تكذب وتدعي شيء في تعاملاتك مع الناس كأدعائك الامانة وانت خائن قد يؤنبك ضميرك مرة وقد تكشف لتكون في موقف مخزي مرة. فلماذا في العالم الافتراضي نسمح لانفسنا بتقمص ادوار لايمكن ان نكونها في الواقع او لايمكن ان نجيدها تمثيلا حتى؟!! فكلما زاد تواجدنا في هذا العالم كلما توضح الزيف اكثر بالقياس مع من تحتك بهم. او تعرفهم معرفة تكفي لأن تأخذ فكرة عنهم لا من خلال الاغراب طبعا.. لذلك مهما كان العالم الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعية مبهرجا ومظلالا للحقائق يبقى الفيصل هو حقيقتنا  بين الناس.. لاننا  مع كل هذا الوعي المطروح اعلاميا ومع كل هذا الحب الذي يهدى يوميا ومع كل مدعي السماحة والطيبة والصدق والسلام الروحي، نجد العكس في الواقع.. لذا يجب ان نحاول تطبيق مانكتب وماندعي وما ننصح به لعلنا نصلح شيء من كل هذا الخداع ..

 

هناء عبد الكريم

ذي قار -قلعة سكر

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم