صحيفة المثقف

اعتقال علي الطائي وذاكرة الإعتقالات الأمنية

عقيل العبودباعتبارنا نخوض عصرا تسود فيه لغة الإعلام المتدني والبرامج الركيكة، ونظرا لتهافت مساحة كبيرة من النشاط الإعلامي الحالي للبث التلفازي على مستوى الغناء والمسرح، والبرامج والمقابلات، صار لا بد من وجبة إنعاش روحية من خلال استخدام ذاكرة الماضي البعيد القريب.

لذلك اليت اختيار مقطعا من برنامج خط الحياة الذي يعده الإعلامي المتمكن الأستاذ مؤمل مجيد* في مقابلة مع إعلامية عراقية متميزة وفنانة عريقة في النحت والاداء الإعلامي والخبرة الثقافية، سيدة استطاعت ان تصنع من حضورها المتألق دائرة متكاملة بها يصبح لإحساس المتلقي دورا في الإبداع.

هو برنامج السينما والناس الذي كانت تعده الإعلامية السبعينية المتميزة الأستاذة الدكتورة اعتقال علي الطائي في زمن كان الفن يخضع فيه وبكل زواياه الى المراقبة الأمنية.

لقد بقي حيا دورها الفني طوال هذه المدة من الزمان وهو يحكي قصصا وروايات تليق بعصر الثقافة الراقية- الحرب والسلام رواية لتولستوي، وروايات عن الأدب الروسي كثيرة، وغيرها أفلام لمخرجين كبار.

السبعينيات انذاك لغة وحوار ومشاعر وقلوب مفعمة بالأمل والحياة رغم مضايقات السلطة وظاهرة المراقبات الأمنية والاعتقالات.

عقد من الزمان ما زال يحمل بين فكيه ذاكرة الخوف والأمن والسجون والتقارير وحزب البعث والمنظمات الحزبية واللجان الصدامية في الاتحاد الوطني، وسيارات الأمن.

الإذاعة والتلفزيون، رغم كل ذلك كانت لا تخلو من طاقات عراقية بقيت خالدة رغم تصفية الكثير من قبل سلطة الطاغية، كما بقيت أكاديمية الفنون الجميلة زاهرة بفنانين عراقيين.

لذلك كان الأولى بوزارة الإعلام العراقية الحالية احتضان الباقين من الفنانين والمبدعين العراقيين الكبار وعدم التفريط بهم، وتلك مسؤولية لا تختلف عن مسؤولية هدر النفط والموارد لمن يفهم أهميتها.

*https://m.youtube.com/watch?v=7fjWiHYe0iA

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم