صحيفة المثقف

تحذير من أزمة على ابواب رمضان

عمار حميدمع استمرار جائحة كورونا،  تقرر اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية تمديد حظر التجوال المتعلق بالحجر الصحي بسبب وباء كورونا حتى مطلع شهر رمضان الذي شهد رفعا جزئيا للحظر مما سيشكل ضغطا اضافيا جديدا على طبقة الكسبة والمعتمدين في معاشهم على القوت اليومي بعد ان أرهقتهم ايام الحظر الماضية وبالرغم من ذلك قامت اللجنة المذكورة قبل ايام قلائل باعتماد نظام الكتروني يتم فيه منح الفئات المتضررة من حظر التجوال مبالغ مالية للتخفيف من هذا الضرر وتحديد هذه الفئات عبر معايير محددة سلفاً.

وبالطبع فأنه بعد توزيع هذه المنح المالية فأنه سيتم ضخ كمية من الاموال النقدية في السوق المحلية عبر الشراء ويترافق ذلك مع تذبذب اسعار صرف الدولار مقابل سعر الدينار العراقي  وعدم استقرار برميل النفط في الاسواق العالمية حتى وصوله الى مستوى دون الصفر في انخفاض لم يشهده على مدى تاريخه وذلك سيشجع بعضاً من ضعاف النفوس في القطاع التجاري والمواد الغذائية لسحب هذه الكمية النقدية بطرق غير قانونية وبعيدة عن الضمير الانساني وعدم مراعاة للظرف الذي يعيشه البلد الآن.

والذي سوف يزيد من اغراءات هذا الجشع هو الأنهاء المتوقع للحظر مع بداية شهر رمضان الذي يشهد ارتفاعا في الاسعار خلال الظروف الطبيعية في كل مرة فما الذي قد يحصل بعد انتهاء حظر التجوال والناس مقبلة على التسوق بعد انقطاع دام لفترة طويلة عن المراكز التجارية والتسويقية المهمة في البلد والعاصمة على وجه التحديد ومع بدايات الشهر الفضيل الذي يتطلب التحضير والاستعداد له؟

بالطبع انها عوامل وظروف مغرية لأثارة الجشع في نفوس البعض ولذلك على الحكومة واجهزتها الرقابية والأمنية الاستعداد والتصدي لمثل هكذا ممارسات مع قرب حلول شهر  رمضان المبارك خاصة وانها قد أقدمت على خطوة ممتازة من هذا النوع عندما عملت على السيطرة على اسعار المواد الغذائية خلال الثلاثين يوما الماضية ومنع المستغلين الذين حاولوا رفع اسعار المواد الغذائية مع بدايات الحجر الصحي.

ولا يفوتنا ان نخص بالذكر الجهات ذات الارتباط المباشر بالفئات الاجتماعية والمؤثرة فيها وان تعمل على اشاعة روح الإيثار والتكافل خلال شهر رمضان والتأكيد ايضا على الالتزام بما يصدر من توجيهات وقرارات هي كلها في النهاية تصب في مصلحة المواطنين لحين الانتهاء من هذه الأزمة الصحية وهو امر ليس بالغريب عن أكثر العراقيين ذوي النفوس الطيبة والكريمة الذين تغلبوا على أزمات اكبر وظروف أصعب بكثير.

 

عمار حميد مهدي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم