صحيفة المثقف

العرب، المسلمون، التاريخ، الوحدة، التنوع والاختلاف

حمزة بلحاج صالحالتاريخ الجزائري المؤدلج كالدين المؤدلج كالعلمانية المؤدلجة كالحداثة المؤدلجة كاللغة المؤدلجة  تزوير للتاريخ ووسيلة للتحكم  وأداة للتفتيت..

التاريخ للاستئناس لا لتغذية الفتن والقوميات للتعارف "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"- قران مجيد

– لا ليزجوا بالناس في الفتن والانقسامات والتعصب المذهبي والطائفي والعرقي واللساني والثقافي والقومي...

فما الفرق بين أن تكون مسلما عربيا جزائريا أو مسلما أمازيغيا جزائريا مثلا لا حصرا .. ترى ما الفارق وماذا يؤثر هذا على علاقتك بوطنك وأمتك وربك وبني وطنك..

هي مسألة ثانوية ومزيفة عندما تتحول إلى دافع للتقسيم والنزاع والتفتيت فقط تتضخم في العقول التي ترعى مهمة ومصالح معينة وتقتات من تمزق النسيج الجزائري الموحد...

أو هي محصلة ونتاج ومخرجات عقول في سبات معطلة ومدمرة ومشفرة توظف في أجواء الفراغ لصالح أصحاب المصالح داخليا أو خارجيا...

كن ما تريد أيها المسلم الجزائري وغير الجزائري واعتقد ما شئت فقط لا تقحم قضايا غير محسومة في التاريخ مهما عللتها او عللها غيرك من المجتهدين والباحثين وهي وستبقى للإستئناس..

لا تحولها أنت الى عقيدة كفر وإيمان ووطنية حصرية وتهميش وإقصاء وتخوين..

التاريخ أكرر للإستئناس والإنسان لا يعيش للحقيقة التاريخية كأنها عقيدة محسومة..

بل لراهنه ولما ورثه وتشكل في سياق التاريخ وتركب خلال سيرورة تاريخية لا يمكن أن نعدمها لنبدأ من الصفر ونتجاوز ما انتهينا إليه أو نعدمه ونقفز عليه..

تماما كما لا يجب أن تتنكر تلك التراكمات لخيارات مغايرة استأنس بها أفراد وجماعات وإثنيات وقبائل وعشائر وألسنة وثقافات..

والإنيات والخصوصيات والتمايزات التي تشكلت لا يجب أن تنكر الغيريات المؤاخية والمؤانسة داخلها أو تلك التي تفرعت عنها اختلافا في سياق الوحدة وأسست غيريتها..

ثم إن الغيرية استكمال لمشروع الثراء والتنوع في سياق الوحدة الشعورية الكبرى لا انفصال وقطيعة وانعزال وضدية وعداوة وتوجس وشعور نشاز بقرب البعيد وبعد القريب

لا حقيقة تاريخية مطلقة في ثنايا ما تحتويه الأرشيفات والكتب والمخطوطات والاثار والمساكن والحجر والرمز والعلامة والمسطور والمنشور والشفوي والكتابي والفن والعادات ..الخ

و التي لا يزال البحث فيها وفي غيرها مستمرا وهو لا يعني مباشرة المواطن العادي حتى لا يقدم له خاما غير كامل الأطوار البنائية معلبا للاستهلاك...

فها هو التاريخ يستخدم ليكبل الأمم والشعوب بمختلف مكوناتها ويقحمها أو يجعلها في قبضة نظريات المؤامرة والتربص ونشر العصبيات ويجند لصالح من يتاجرون به...

ليس هذا وعيا تاريخيا وثقافيا وقوميا ولسانيا سليما سواء قالت به الأكثرية السائدة أو الأقلية التي تعتبر نفسها مقهورة مستضعفة...

وسواء وظفته السلطة أو المعارضة التي تبحث عن هيمنة باستخدام مبرر التهميش والقهر لكنه شحن وتعبئة وتلاعب بعواطف الناس وعقولهم الفارغة...

التاريخ الذي لا يكون حافزا على الوحدة والاستمرار في إطار التنوع والاختلاف ليس تاريخا بل هو كل شيء إلا التاريخ ...

إن وعاء الهوية وإطارها هو السيرورة التاريخية والسياقات السوسيو- ثقافية التي شكلتها...

وما يقال عن الجزائر يقال عن كل بلاد  العرب والمسلمين..

 

حمزة بلحاج صالح

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم