صحيفة المثقف

ماذا عن التربية بعد التعلم عن بعد؟

رشيدة الركيكتلعب كل من الأسرة والمدرسة دورا أساسيا في التنشئة الإجتماعية، يشتغلان معا في المشروع المجتمعي وهو إعداد مواطن صالح لنفسه ولمجتمعه، والعمل على تربيته وفقا لقيم ليرسخها من أجل إعادة إنتاج نماذج مجتمعية.

غير أن ما هو سائد في التمثل الإجتماعي، أن المدرسة تعمل على التكوين الأكاديمي من أجل الحصول على الشهادات فتؤهل الأفراد للحصول على الوظائف والرقي الإجتماعي.

والحقيقة أننا نعلّم مثلما نربي داخل فضاء القسم،  فيفرض قوانينه على عينة من نفس السن ومرحلة النمو النفسي، لهذا لا يمكن أن نفصل التربية عن التعليم فهما معا وجهان لعملة واحدة، بحيث أي خلل في أحدهما سيحول دون تحقيق المنشود وهو بناء إنسان وصقل مواهبه وتطوير إمكاناته ومهاراته.

لهذا ونحن نتكلم عن المنظومة التعليمية وعن إشكالاتها لا تخرج عن هذا الإطار، فالأسرة لوحدها حقيقة عاجزة عن تحقيق المطلوب، لأنه بكل بساطة أن القسم هو مجال للتفاعل العاطفي والإنفعالي بين كل الأطراف سواء كان أفقيا بين التلاميذ بعضهم البعض، أو عموديا بين التلاميذ والأطر التربوية.

لن نتغافل كما أكدت مدرسة التحليل النفسي على أهمية الصراع النفسي في إغناء الشخصية ، فكل أزمة تقتضي تصور حل لها، ومن ثم بناء الشخصية وديناميتها بتفاعلاتها الدائمة مع محيطها بما في ذلك المدرسة.

لكن اليوم في منظومة التعليم واقع جديد سرعته أزمة كورونا  في الظهور بشكل مفاجئ ، والأمر لن يخلو من تجاذب وأخذ ورد، من جهة بين التلاميذ ومن جهة ثانية بينهم وبين الأساتذة ومن جهة ثالثة مع الآباء.

حقيقة لقد أنتج هذا الوضع في مجتمعنا نكثا ومواقف ساخرة تعكس حقيقة الوضع، فقد يتدخل الآباء حتى في السير العادي للدرس مما يغضب الأساتذة ويجعل بعضهم في حالة نفور دائم.

إن واقع التعلم عن البعد المفاجئ جعلنا نتساءل عن موقع التربية أثناء التعليم، وهل يمكن أن نفصل وجهان لعملة واحدة؟ أم أننا سنفقد العملة قيمتها؟

اليوم التلميذ يبحث عن إتمام المقرر مثلما يسهر كل المربين على إنقاذ السنة الدراسية الأكاديمية، لكننا قد نتغافل عن البعد التربوي مع إمكانية ارتفاع اصطدام الآباء مع الأبناء بشكل متكرر خصوصا في ظروف قاهرة للجميع تستدعي الكثير من الحكمة في التعامل مع الأحداث.

لقد كنا نطلب من الأستاذ أن يصبح في زمن العولمة منشطا وفاعلا تربويا ومحفزا للتعلم الذاتي، غير أن التمثل الإجتماعي لازال حبيس الدور التقليدي باعتباره مصدرا للمعلومة .

وإن كنا نؤمن بأهمية التعلم الكيفي والمهاراتي، غير أن لنا عقلية لم تستطع الإنفلات من قبضة التعلم الكمي بالدخول في دوامة إتمام المقرر.

يبدو أن دخولنا في مرحلة التعلم عن بعد المفاجئ قد أربك الأسر والتلاميذ وربما حتى الأساتذة، مما أدخل جميع الأطراف في الكثير من السجال العقيم قد يحول دون تحقيق المراد.

لذلك وإن كنا نؤمن بضرورة هذه المرحلة إلا أننا نحتاج لقلب الكثير من المفاهيم، بما في ذلك نظرتنا للوسائل الإلكترونية.

 ويبقى السؤال المشروع أين ا

التربيةفي التعليم عن بعد؟

 

بقلم رشيدة الركيك

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم