صحيفة المثقف

حوار مع الفيلسوف الألماني ريتشارد ديفيد بريشت

1464 ريتشارد ديفيد بريشتوحديث عن أزمة كورونا والعودة إلى الحياة الطبيعية وخيبة أمله في حزب الخضر:

ترجمة : بشار حاتم

الصحفي يواخيم فرانك:

السيد بريشت، بعد شهر من الحظر المؤقت، أعلن وزير الصحة ينس سبان الآن أن جائحة كورونا "قابلة للسيطرة". هل تجعلك مثل هذه المصطلحات  متشككا؟

ريتشارد ديفيد بريشت:

هذه المفردات لها تأثير مُهدئ. إنها تريد القول: "لا داعي للقلق بشأن قضايا نهاية العالم". لهذا لا أجد مشكلة في كلمة مثل " قابلة للسيطرة behrrschbar". وفي المقابل،فإن الخُطب التي ما زالا ترامب وماكرون يُلقيانها مُخيفة. إذا كان هناك شيء لا يصح في الأزمة،فهو استعارات الحرب. أن محاربتنا للفيروس كــ"خصم"  كما لو أننا في معركة بطولية ,تبدوا فكرة حمقاء! فنحن لا نتواجه مع بعض هنا، بل على العكس: نحن ننسحب ونحاول تجنب هذا (الخصم) قدر الإمكان. وهذا هو عكس قواعد فنون الحرب.

الصحفي يواخيم فرانك:

ريتشارد ديفيد بريشت ماذا عن مصطلحات من قبيل "طفيليات وكائنات ضارة " وأيضا استعراض القوة.

ريتشارد ديفيد بريشت:

استخدام الكلمات العرفية ليس دليل على القوة. هذا الخطاب له أيضًا قصة سيئة. تم استخدامه في نهاية القرن التاسع عشر عند ظهور الأوبئة، ولكن تم تطبيقه على البشر بعد أقل من جيلين في وقت لاحق: طفيليات وكائنات ضارة- هذه اللغة التصويرية الوحشية هي نموذج سابق.

الصحفي يواخيم فرانك:

هل أنت من الذين يبحثون باستمرار عن فرص في الأزمات؟

ريتشارد ديفيد بريشت:

تجربة الحياة تجعلني نوعا ما متشككا. فكر في أزمة السوق المالية لعام ٢٠٠٨/ ٢٠٠٩ التي أثارتها المضاربات المفتعلة. هل اختفت آثارها منذ ذلك الحين؟ لا، إن النظام الفاسد كله في حالة دهور. و لماذا؟ لأن الناس صرخوا في الأزمة: " هناك حريق، هناك حريق! علينا الآن أن نطفئه ولكن لا يمكننا التفكير في كيفية بناء النظام من جديد ". بعد الأزمة، سرعان ما تلاشى حماس إعادة بناء النظام. إذا قلت في الأزمة " هذا الأمر سابق لأوانه الآن"، فهذا يعني قد فات الأوان.

الصحفي يواخيم فرانك:

ريتشارد ديفيد بريشت: " هذا الأمر سابق لأوانه الآن "

وهذا  ما يحصل بالضبط اليوم؟

ريتشارد ديفيد بريشت:

على كل حال هذا هو تخوفي. لكنني لا أريد أن أتخلى تمامًا عن الاعتقاد بأن شيئًا ما قد يكون ممكنًا.

الصحفي يواخيم فرانك:

لماذا ينبغي للوضع أن يكون هكذا؟

ريتشارد ديفيد بريشت:

لأن الكثير من الناس يقومون بتجارب في هذه الأزمة والتي بدورها ترسخ قوتهم. تهتهة "أسرع، أعلى، واصل، أكثر"، قطعت وتيرة -كل شيء -فورا، وتولد شعور في الواقع بأننا ننجو بدون ذلك. فجأة لم تعد الفكرة القائلة بأننا نتحرك ببطء أكثر هنا وهناك، أو أن بعض الثوابت ستبقى كما هي، هذه الفكرة أصبحت فجأة غير قابلة للتخيل. المثال الأول: هل نحتاج حقًا إلى حركة جوية داخلية حيث لا تحقق لوفتهانزا أي أرباح بكل الأحوال؟ المثال الثانيى بخصوص طاقم العناية والرعاية: يعلم الجميع أن التحفيز الودي والمكافآت الرمزية لا تغير النظام على المدى الطويل. وأعتقد أنني لست الشخص الوحيد الذي يفضل العيش في بلد يتلقى فيه طاقم الرعاية رواتب لائقة.

الصحفي يواخيم فرانك

الفيلسوف ريتشارد ديفيد بريشت: عن مشكلة القرن الحادي والعشرين وبالعودة لمثالك الأول: وظائف لا حصر لها تعتمد على حركة المجتمع، بما في ذلك السياحة .

ريتشارد ديفيد بريشت:

هذه ببساطة مسألة الشر الأصغر والأكبر. لدينا مشكلة آخذها على محمل الجد. إنها مشكلة القرن الحادي والعشرين: إذا تخلينا عن تنظيم النمو، فإننا سننتج أشخاصًا عاطلين عن العمل مع كل العواقب الاجتماعية والسياسية. ولكن إذا لم نخرج من هذا القيد الاقتصادي، فسوف ندمر الموارد الطبيعية لهذا الكوكب.

الصحفي يواخيم فرانك:

انها معضلة ...

ريتشارد ديفيد بريشت:

... لا يمكننا أن نخرج منها في نهاية المطاف إلا من خلال تحول الاقتصاد الاجتماعي إلى اقتصاد السوق المستدام. من المسلم به أن هذه عملية صعبة ومعقدة. لكن لدينا الآن فرصة لإحداث تغييرات يراها مثلا باحثو المناخ، على أنها ضرورية للبقاء.

الصحفي يواخيم فرانك:

ريتشارد ديفيد بريشت بخصوص كورونا: طريق التغيير

هل تعتبر أزمة كورونا عامل مساعد على التغيير؟

ريتشارد ديفيد بريشت:

نعم من الناحية النفسية، ولكن ليس من الناحية الاقتصادية، ثمة شعور على الأقل بأن حياتنا قبل الأزمة لم تكن بدون بديل. اما عن أي تدابير سياسية الاقتصادية يجب اتخاذها, فهذه مسألة مختلفة تمامًا. أعتقد فقط أن رغبة الناس في اتباع طريق التغيير قد أخذت بالنمو.

الصحفي يواخيم فرانك:

حتى لو تطرقنا لمثالك الثاني،فقد أصبح نظام الرعاية الصحية أكثر تكلفة؟ لأنه في مكان ما يجب أن يأتي المال من أجل دفع أجور أفضل لموظفي الرعاية.

ريتشارد ديفيد بريشت:

أنت تتطرق لمشكلة كبيرة. في الأساس، إذا لم يكن هناك عجز في المجتمعات الغربية، فهذا يعني وجود المال. مجتمعاتنا أكثر ثراء من أي وقت مضى. بالطبع، يمكننا تجهيز النظام الصحي بشكل أفضل. على المرء فقط أن يجرؤ على الحصول على المال من المصادر المتروكة حاليًا.

الصحفي يواخيم فرانك:

ريتشارد ديفيد بريشت: من أين تأتي الأموال؟

أي مصادر تقصد؟

ريتشارد ديفيد بريشت:

يجب أن يكون السؤال الأساسي: من أي مصادر نأخذ المال؟ ممن نحصل عليها؟ من الجميع؟ أم فقط من الذين لديهم الكثير من المال؟ هل يمكننا ربما إعادة تخصيص الضريبة التضامنية أو ما تبقى منها؟ أم لا يمكننا أن نصل إلى ضريبة التعاملات المالية؟

الصحفي يواخيم فرانك:

هذه واحدة من افكارك المفضلة

ريتشارد ديفيد بريشت:

نعم، لأنه بناءً على الأحجام المحتملة، أعتقد أن الدولة يجب أن تحصل مستقبلا على ضرائبها بشكل أقل من دخل عمل الناس، وبشكل أكثر من الأموال التي يتم الدفع بها بين الحين والآخر في الأسواق المالية واسواق الرأسمال. جزء كبير من هذه الشركات التي سيتم فرض ضرائب عليها ليست سوى  شركات مقامرة. يتكون رأس المال الاقتصادي الذي يتم تداوله في البورصة من قبل الألمان والبنوك الألمانية من مبلغ مرتفع جدًا يصل إلى تريليون دولار سنويًا. فرض الحد الأدنى من ضريبة المعاملات  بنسبة 0.1 في المائة فقط على هذه الأموال، كما تم حساب مؤخرًا، سيجلب لوزير المالية الألماني تقريبًا 43 مليار يورو. هذا كفيل بجمع الكثير المال.

الصحفي يواخيم فرانك:

الفيلسوف ريتشارد ديفيد بريشت: هل كورونا هي لشبونة القرن الحادي والعشرين؟

عندما هز زلزال كبير مدينة لشبونة عام 1755، أصبحت وجهات النظر العالمية على المحك. هل من وجهة نظر الفيلسوف، أن مدينة وهان مركز بؤرة كورونا، هي لشبونة القرن الحادي والعشرين؟

ريتشارد ديفيد بريشت:

هذه لعبة عقل مثيرة! مع زلزال لشبونة، انهارت الفكرة الفلسفية واللاهوتية للإله الصالح الذي خلق أفضل العوالم. لأنه في أفضل العوالم، ليس من المنطقي أن تحدث الكوارث الطبيعية على الناس وتكلف الكثير من الأرواح. إذا أردت أن أجد نقطة للمقارنة مع الحاضر، فقد يقودنا فيروس كورونا إلى التفكير في إنسانيتنا من جديد. لقد نسينا إلى حد كبير في الحياة اليومية أننا كائنات بيولوجية.  لدي انطباع دائم بأن الشباب يعتقدون أنهم أكثر ارتباطا بهواتفهم الذكية من الحيوانات والنباتات. الآن ندرك: بأننا كجنس بشري، حساسون وضعفاء للغاية، ونعتمد بشكل كبير على بيئتنا البيولوجية. سيكون أمرًا جيدًا حقًا إذا نظرنا مجددًا إلى أنفسنا على أننا جزء من الطبيعة، عدا ذلك فإننا سنستغلها ببساطة من دون أي عائق. ولكن من منظور اليوم، لا يمكنني صياغة ذلك إلا بالأمنيات المؤجلة.

الصحفي يواخيم فرانك:

نُثبت جميعًا كأفراد ومجتمع في هذه الأزمة أننا أنظمة متعلمة: هل توفر الكمامات الحماية أم لا؟ هل يجب أن نستخدم تطبيقات التتبع لمقاطعة طرق الإصابة أم لا؟ ماذا تعلمت منذ شهر آذار؟

ريتشارد ديفيد بريشت:

في البدء، فهم أفضل لوظيفة الفيروس، والتي ما زلنا لا نعرف الكثير عنها. عندما يتعلق الأمر بالمراقبة الإلكترونية، ما زلت أشارك نفس الرأي  الذي قلته قبل أربعة أسابيع: أعتقد لا يوجد دليل على وجود علاقة بين استخدام هذه التطبيقات ومعدلات الإصابة المنخفضة. كما أنني لا ألاحظ أي عالم يرغب بشكل جدي إثبات هذه العلاقة. أفهم من ذلك أن وزير الصحة سبان يريد القول إنه يجب علينا استنفاد جميع الاحتمالات. وهذا منعكس طبيعي.

الصحفي يواخيم فرانك:

ريتشارد ديفيد بريشت: اتصال من خلال الاتصال

هل هذا الأمر غير مفهوم بالنسبة لك؟

ريتشارد ديفيد بريشت:

هذا رد فعل وليس استنتاج. ألقيت محاضرة في 10 آذار وتواصلت مع ما يقدر بنحو 100 شخص في ذلك المساء. كانوا على اتصال بآخرين والآخرين كانوا على اتصال أيضًا مع آخرين. فكيف يُفترض أن يعمل برنامج التتبع؟ وكيف يجب أن تتم إجراءات الحجر الصحي العملية؟ نتوقع أشياء عجيبة مع هذه الإجراءات التي لا يمكنهم تحقيقها. وإذا لم يتمكنوا من انجازها فلا ينبغي لنا القيام بذلك. وإلا سنعبر حدودًا مهمة جدًا دون الحاجة لذلك. لا يزال هناك حديث عن التطوع. ولكن هل سيبقى هذا الأمر على هذا النحو في المرة القادمة؟

الصحفي يواخيم فرانك:

انتهاكات أخرى للحدود- تقييد الحريات وحظر الاتصال – هل هذه الإجراءات صحيحة؟

ريتشارد ديفيد بريشت:

نعم، لأنها مناسبة لحالة الطوارئ ولأننا يمكن أن نثق في ديمقراطيتنا الليبرالية القائمة على سيادة القانون أننا سنستعيد هذه الحريات بالكامل. في هنغاريا لم يكن لدي تلك الثقة.

الصحفي يواخيم فرانك:

ريتشارد ديفيد بريشت بخصوص موضوع كورونا: و"العودة إلى الحياة الطبيعية"

الجملة السحرية تسمى اليوم "العودة إلى الحياة الطبيعية". وهذا يشير أيضًا إلى أنه بعد الأزمة، سيكون كل شيء كما كان من قبل.  بفضل مزحة التغيير!

ريتشارد ديفيد بريشت:

سيكون ذلك مسألة ضغط. يجس السياسيون بعناية فائقة نبض المواطنين. إذا أصبحت الدعوة للتغيير أكثر صخبا، فستكون هناك أيضًا استجابة في السياسة. وفي ضوء ذلك، يجب أن أذكر خيبة أملي بحزب الخضر!

الصحفي يواخيم فرانك:

لماذا؟

ريتشارد ديفيد بريشت:

لأنهم يتناولون فقط الموضوع الذي ذكرته للتو "العودة إلى الحياة الطبيعية". قدم زعيم حزب الخضر روبرت هابيك الآن اقتراحًا لطيفًا بشأن نوادي النقاش وجلسات العصف الذهني، والتي يجب أن نتبادل فيها تجربتنا للأزمات ونطور الأفكار. يذكرني ذلك بــ "لجان العدالة" التي ظهرت في جميع أنحاء الشرق الألماني أثناء وقت التحول. كان لديهم نفس الوظيفة. كان يوما ما يتوجب على مواطني جمهورية ألمانيا الديمقراطية التفكير بمسألة: ما الذي يعجبنا حقًا في جمهورية ألمانيا الاتحادية؟ ماذا نريد أن نتلقى وبماذا نحتفظ في ألمانيا الديمقراطية؟ وأي شيء آخر نتمناه؟ بالطبع، لم يؤخذ هذا على محمل الجد في جميع الأوقات! وبنفس الوسائل يريد أعضاء حزب الخضر التخلص من مسؤولياتهم اليوم، على وجه التحديد فيما يخص التحول الكبير والمزيد من الاستدامة.

الصحفي يواخيم فرانك:

فيلسوف (روبرت هابيك) يتحدث عن أزمة كورونا: هل هو اهتمام بمنحنى الشعبية ... اتعتبر هذا جُبن؟

ريتشارد ديفيد بريشت:

أظن ذلك: إذا ركزنا كثيرا على طرح الموضوع للنقاش، فسوف نكون غير متضامنين في الأزمة. وبهذا لن يكون تأثيرنا مثل رجال الإطفاء،وإنما مثل المتفرجين على الحريق بجانبهم ويقدمون لهم نصائح ذكية. ولذا فمن الواضح أنهم أعطوا شعار "التحفظ". في اللحظة الخاطئة، تهتم قيادة الحزب في المقام الأول بقيمتها في منحنى الشعبية. لا يسعني إلا أن أكرر ما قاله فرانتس جوزيف شتراوس ذات مرة: حبيب الجميع هو مُغفل الجميع.

الصحفي يواخيم فرانك:

إذن أنت لا ترى الدعوة إلى "الحياة الطبيعية" على أنها نداء استغاثة من كل أولئك الذين يخافون على وظائفهم، وأرباحهم وعليهم أن يراقبوا بعد الإغلاق كيف يمكنهم تعويض الخسائر المالية لأن  خلاف ذلك  سينتهي أمرهم؟

ريتشارد ديفيد بريشت:

ربما أنت تفكر في رجال الأعمال الصغار.

الصحفي يواخيم فرانك:

على سبيل المثال.

ريتشارد ديفيد بريشت:

بالطبع أفهم أنهم قلقون بشأن أعمالهم! ومن واجب الدولة مساعدتهم. يحتاج الصغار إلى مساعدة أكثر بكثير من الكبار، على الرغم من أنه من المعروف أن لديهم لوبي مؤثر.

الصحفي يواخيم فرانك:

ريتشارد ديفيد بريشت: "الإجراءات المضادة أصبحت الآن أكثر أهمية"

وأن قوة الدولة لن تنفد.

ريتشارد ديفيد بريشت:

يمكن فرض ضريبة على تجار الإنترنت الكبار لدعم البيع بالتجزئة. موقع أمازون وعمالقة التجارة الآخرين عبر الإنترنت هم الرابحون الأكبر في أزمة كورونا. إذا تم فرض ضريبة على مبيعاتهم بنسبة 25 في المائة، فهذا كفيل بإنشاء صندوقًا ماليًا ضخمًا، حيث يمكن من خلاله دعم تجارة التجزئة المستقرة المؤهلة ومساعدة أصحاب المطاعم. قبل أزمة كورونا، كنت أؤيد مثل هذه الضريبة من أجل الحفاظ على التنوع البيولوجي للسوق ومنع التصحر الكامل لمدننا الصغيرة والمتوسطة الحجم. إن مسقط رأسي سولينغن هو مثال بارز على التصحر الكبير. في السبعينيات  كان لا يزال هناك تجارة تجزئة مزدهرة عن طريق المحلات التجارية التي يديرها أصحابها. عمليا لم يبق منها شيء. لذا فإن الإجراءات المضادة ستكون أكثر أهمية الآن حتى لا تنهار المخزونات المتبقية أيضًا. كما أن المجال الحضري النابض بالحياة هو أرض خصبة للثقافة والتعايش الاجتماعي والديمقراطية الحية. وهذا ما يجب الحفاظ عليه.

الصحفي يواخيم فرانك:

خلاصتك عن أزمة كورونا في شهر نيسان 2020؟

ريتشارد ديفيد بريشت:

في سياق التنمية، اعتقدت أن القرارات السياسية كانت صحيحة. وأعتقد أيضًا أن التسهيلات التي تم تحديدها الآن صحيحة. حتى الآن، لم يكن هناك سبب يدعو إلى لوم الحكومة. سيكون من المهم الآن كيف نقوم بتدبير الحياة الطبيعية الجديدة من دون إعادة ارتكاب  الأخطاء السابقة.

الصحفي يواخيم فرانك:

ريتشارد ديفيد بريشت: "يضع المُجتمع نفسه الآن تحت الاختبار "

وفي الوقت نفسه، هناك الكثير من الجدل حول مدى وحجم التسهيلات. يشعر الكثير ممن لا يستفيدون من هذه التسهيلات أنهم عوملوا بشكل غير عادل.

ريتشارد ديفيد بريشت:

هذا طبيعي. هذا جزء من الموضوع. لكن لا أعتقد أن هذا سيء للغاية. سننسى ذلك  في غضون سنة. والأهم من ذلك، يضع المجتمع نفسه الآن تحت الاختبار. ويقترب بعض الشيء من ذاته ولديه الفرصة للتفكير في أشياء يفترض أنها تفتقر إلى الوقت أو الطاقة أو المال.

الصحفي يواخيم فرانك:

ومالذي لن ننساه  خلال سنة؟

ريتشارد ديفيد بريشت:

بالتأكيد بعض الصور المرعبة، مثل تلك من شمال إيطاليا. والخوف الكبير على الأقارب أو على الوظيفة. ولكن ربما سيكون أيضًا هذا الإيقاع المختلف للحياة جيد بالنسبة لنا. يمكن مثلا مُناقشة بعض الأشياء في الاجتماعات المرئية دون الحاجة إلى ركوب السيارة أو حتى السفر بالطائرة. نأمل ألا ننسى الإحجام عن ركوب سفينة سياحية على اعتبارها مخبأ فيروسي. ونأمل أن نتذكر مدى أهمية الأصدقاء والأقارب لنا. هذا أيضًا من السهل نسيانه في حياتنا السريعة.

.................

* معلومات عن الضيف:

ريتشارد ديفيد بريشت هو فيلسوف وكاتب ألماني مولود في مدينة سولينغن عام 1964. يعمل الآن كأستاذ محاضر في جامعة لونبورغ. حاز على شهرة عالية بعد أصداره كتاب "من أنا - وإذا كان الأمر كذلك، فكم ؟".

.............................

عن صحيفة: Frankfurter Rundschau

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم