صحيفة المثقف

ألشاعر والقيصر

ليث الصندوقلم تَكُ خيطاً في قفطان القيصر

أو طبالاً مقطوع الذنبِ

في جوقته ذاتِ الأذناب المزدوجة

فعظامُكَ ليست من غزل محالجِهِ

تكرهُهُ

أكثرَ مما هو يكرهُ ذريّتَهُ الملعونة

وتُريبُكَ ضحكتُهُ المبرودة في مِسحلة الحدّاد

لكنكَ اُلقيتَ إلى أقفاص كواسِرِهِ

لتُغني بين مخالبِها أغنيةً صامتة

لا توقظهُ من سَكرة عيد الميلاد

فعجنتَ من الخوف له أشعاراً من طين

لا تسمعُ أصداءَ نواحِكَ فيها

فدهاليزُ الإيقاعاتِ مُبطّنة فيها بالفلين

أشعاراً تكتبُها كالقاتلِ من خلفِ قناعٍ

بيدين مُموّهتين بقفازين

وتُحاذرُ أن تقرأها

خوفاً أن تُلفظَ أحشاؤكَ من أذنيكَ

وتذمّ زماناً

يشطرُ ألسنةَ الشعراء إلى شطرين

شطرٌ فوقَ جدار البيت يُعلّقُ كالحربة

والآخرُ كالجُرَذِ النافقِ

يُدفنُ في أنقاض الخِربة

**

ليسَ التحليقُ مع الريح

بأيسرَ من تحليقكَ عكس الريح

ففقاعاتُ الغيث عيونٌ بالمِرصاد

كانَ عليكَ لكي تنجو

أن تحمِلَ تحتَ جناحيكَ لُهاثَ براعمِكَ المحروقة

وتُحلّقَ مجتنباً طلقاتِ الصيّاد

فاحتلتَ على نسّاجي أقنعةِ الموتِ

ورقصتَ بأشباح النيران المذعورة

شَبَحاً مذعوراً في أعياد الميلاد

***

شعر: ليث الصندوق

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم