صحيفة المثقف

البعد الرابع للمرأة!!

كل انسان في هذه الحياة خلق ليكون له دور مهم، ومكان خاص يتحرك به بكامل حريته، وهذا الدور لايقتصر على مهمة واحدة فقط،  فلا يمكن ان يكون الله قد خلق هذا الانسان بهذه الدقة والكيفية وفي احسن تقويم، من اجل مهمة واحدة ودور مختصر مقتضب بأتجاه واحد.

فلو ترى ان خلق جسم الانسان  فيه من الامكانيات العقلية والجسدية العجيبة  التي تمكن البشر من القيام بامور قد يراها البعض اعجازا، وهي بالحقيقة امكانيات يمتلكها الجميع لكن لم تستغل بالشكل الصحيح.

فمثلا المرأة التي خلقت بكل هذا الامتزاج بين ضعفٍ جميل وقوة تحمل الحياة تبثها وتمنحها لمن حولها، فهي مثل الماء تماما، لاحياة بدونها.

القصد والاشارة هنا للمرأة (واخص طبعا في مجتمعاتنا) أنها لاتدرك حقيقة امكانياتها العقلية ودورها المهم بالحياة، لذلك نجد النسبة الاكبر والاعم من نسائنا  قد اقتنعت ان الدور الذي خلقت من اجله ينتهي بمجرد انها تزوجت وانجبت، وقد تعتبر ان مهمة تربية الاطفال تقتصر على تهيئة المأكل والملبس الجيد والمتابعة المدرسية دون ان تلتفت لاهمية تغذية عقلها وتطويره، مع تغذية العائلة وتقدمها وتهتم دائما بتحسين مظهرها الخارجي وقد تكون هذه فكرتها الثاقبة والاكيدة لنجاح الحياة الزوجية واستقرار حياتها، ومع كل ما تقدمه للعائلة وماتشغل نفسها به من اعمال منزلية تجد فترات طويلة من الفراغ والروتين الممل، وقد تتحول لنوبات من الاكتئاب. لانها لاتدرك انها بهذه الطريقة لا تعيش حياتها ولاتستخدم امكانياتها العقلية، وترى العائلة منشغلة حيث كل شخص يطور نفسه بطريقته، وهي لا تطور شيئا، سوى نوع المكياج الذي تستخدمه ونوع الاكلات التي تتعلمها، وبمرور الوقت ستجد ان البساط قد انسحب من تحتها والحياة فاتتها بجميع مجالاتها. فلو حاولت تجميل عقلها بنفس اهتمامها بشكلها وغذته بالاطلاع والتعلم، لشعرت بوجودها واهميتها الفعلية.

جيل اليوم يحتاج امٍ واعية مدركة لمايدور في الخارج والرجل شريك الحياة ينتظر من زوجته ان تكون ملاذه الامن وصديقته ويريد ان يراها قوية لتسنده مثلما هي تريد الاسناد منه، ايضا فلكل منهما مجاله ومهامه في الحياة. ولايمكن مقارنة امهات ونساء الامس بالوقت الحاضر ابدا، لان الجيل اليوم  ببساطة كما ذكرت واعي واكثر اطلاع ووسط تطور سريع بكل المجالات، فحاجته ملحة لأم تتفهم هذا التطور وتماشيه وتفهمه.

بالمقابل انتِ ستجدين نفسك اكثر قوة وقدرة للسيطرة على وضع اسرتك عندما تواكبين تطورهم ومعرفتهم فلا تعتمدين دور الضحية دائما وتضعين لنفسك نقطة وتنهين دورك الحقيقي وتبقين متفرجة على من حولك لانك انسانة وبمنزلة كبيرة وبأمكانيات عقلية كبيرة، خلقك الله بمهام يقوم عليها المجتمع بأكمله.

انت تدركين قيمتك الحقيقية عندما تعرفين انها منحت لك من الله وليست من اي شخص اخر..فوعيك هو بعدك الرابع الذي تتمحور حوله ابعادك الاخرى.

 

هناء عبد الكريم

ذي قار /قلعة سكر

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم