صحيفة المثقف

الكتابة بلغة الآخر"الغرب والإسلام".. مقاربة ثقافية

عامر عبدزيد الوائليإن التمييز بين "نحن" و" هم " كان يجري التعبير عنه بمفاهيم من نوع " صورة العدو " و" الآخر " وهذه المفاهيم تعود إلى الدراسات الاجتماعية والنفسية، والى الدعاية والتعبئة الجماعية فى الحروب وغيرها من حملات العنف.

إما بالنسبة إلى مفهوم " الآخر " فان من أسهل طريقة لتعريفه هي القول إن " الآخر " مختلف بشكل أساسي عن " نحن " وبالنسبة إلى أرسطو فإن الآخر المستبعد هو الغريب، الذي لم يتمكن من استخدام وفهم اللغة المشتركة (اليونانية). ونتيجة لذلك أصبح البربري هدفا للمطاردة، أي أصبح عبداً.

وهناك الكثير من الدراسات المعاصرة حول المفهوم لكن فى النهاية فإن الأخر هو تعبير عام "هم " من حاصل أنت الغريب. وهكذا فإن أنا وأنت الحميمة يشكلان "نحن" بينما يتشكل "هم " من حاصل أنت الغريب. (يلهو هارلي، مفهوم ومواريث " العدو فى ضوء عملية التوحيد والسياسة الأوربية، صورة الآخر العربي ناظراً ومنظوراً إليه ، 1999م،  ص4-55)          

أولاً: تحديد العلاقة مع الآخر" الغرب والإسلام ":

إما في تحديد العلاقة مع الآخر من خلال توصيف " الغرب والإسلام"؛ هي عبارة لا تبدو قديمة في تبيان تلك العلاقة مع الآخر فهي عبارة طارئة نقلت إليها بالترجمة الحرفية من اللغات الأوربية. ليس هناك في النصوص القديمة بمثل هذا التعبير، أما النصوص الحديثة التي ترجع إلى بداية القرن الماضي على الأكثر فمن النادر جدا العثور فيها على هذا التقابل بين “الغرب” و“الإسلام”. ذلك أن العبارة التي برزت في أواخر القرن الماضي وأوائل هذا القرن، في الخطاب العربي الإسلامي، هي عبارة ” الإسلام والنصرانية” وذلك في إطار المقارنة بين موقف كلٍ من الإسلام والمسيحية من العلم والعقل الخ.. (قارن مثلا: كتاب محمد عبده: “الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية)

وهذا التحديد يلغي التوصيف العقائدي أما تحديد يأخذ تحديد الجهات مثل "الشرق والغرب"فهو توصيف ظهر حديثا مع الحداثة الغربية، على الرغم من أنّ التراث الديني استعمل توصيفات مماثلة كما جاء في القران الكريم “ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب” (البقرة 177)

فإن اصطلاح “الغرب” Occident, West أي الدول الغربية، و”الشرق” Orient, East بمعنى الدول الشرقية، وهما معاً مترجمان من اللغات الأوربية التي ميزت في هذا الأخير بين الشرق الأدنى والشرق الأوسط والشرق الأقصى، وذلك بحسب القرب والبعد عن أوربا.

فهذا التوصيف له مرامٍ استشراقيه غربية في تجزئة العالم الاسلامي ومنحه توصيف يتجاهل الهوية الجامعة سواء أكان إسلامياً أم عربياً.فهناك توصيف يراعي التميز بين الغرب كجهة موحدة مركزية ويقابلها شرق ويعمل على تصنيفه اذ تجلى هذا في (المعاجم الأوربية المعاصرة يتم التمييز بين “الغرب”occident كجهة جغرافية وبين “الغرب” Occident (بحرف O الكبير للدلالة على العلمية) مثل مصطلح جيو سياسي الذي يطلق على:

1) “جزء العالم القديم الذي يقع غرباً في الإمبراطورية الرومانية”.

 2) أوربا الغربية والولايات المتحدة، وبكيفية عامة الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي

3) بلدان أوربا الغربية والولايات المتحدة تحديداً، وقد تختص بهذا المعنى كلمة West (Ouest بالفرنسية) …(محمد عابد الجابري، الغرب والإسلام 1- الأنا والآخر… أو مسألة الغيرية)

وقد تأخذ هذه العلاقة مع الآخر بعداً غير واقعي بل تخيلي اصطناعي فهناك كثير من الصور النفسية اسقطها الآخر (الغرب) على الشرق الاسلامي هي مجردة من الحقيقة بل مختلقه اذ يرتبط اختراع الآخر؛لأن الخطاب حول الآخر هو بالأساس يعد خطاباً حول الاختلاف.(فإن التساؤل فيه ضروري حول الأنا أيضاً، ذلك أن هذا الخطاب لا يقيم علاقة بين حدين متقابلين، وإنما علاقة بين آخر وأنا متكلمة عن هذا الآخر)(الطاهر لبيب، صورة الآخر العربي ناظراً ومنظوراً اليه ، 1999م، ص 21.)

فإن تحديد العلاقة بين الأنا والآخر على الرغم من بعدها التاريخي والسياسي إلا إنها كانت علاقة غير مفكر بها تبدو مضمرة لكن الدراسات المعاصرة في مجال الخطاب هي من اتاحت لها الظهور من خلال بحثها في تلك العلاقة وارتباطها بالهوية والاختلاف من خلال البعد الظاهراتي الذي أخذ تحولاً يراعي الجوانب النفسية في كشف صورة الآخر، وهذا ما يمكن ملاحظته في (اختلاف بين السياقين الوسيط والحديث في العلاقة بين الأنا والأخر، إنما يعكس اختلافاً جلياً في صورة الآخر في الثقافة العربية، وفي مجال الآخرية، فإن كان مجال الآخرية في السياق الحديث قد اختزل في الغرب وحده، فإن مجال الآخرية في السياق الوسيط كان متشعباً ومتعدداً وممتداً بامتداد المعلوم من العالم آنذاك.)(نادر كاظم، تمثلات الآخر، 2004م، ص 15.) فان التصور عن الآخر كما قلنا هو فعالية نفسية مثلما هي سياسية تحاول ان تمنح الآخر توصيفاً او تنميطاً وهو قد يكون سلبياً او ايجابياً، وعلى الرغم من انه قد يكون سلبياً وقد ظهرت كثير من الدراسات كشفت عن علاقة الغرب المستعمر بالآخر وهي دراسات تدخل في نطاق يهتم بدراسة الاستعمار الكولونيالي، وما يحمله من تنميطات هومي بابل (Homi K.BahBah) فهو يرى أن المستعمر يميل إلى تنميط المستعمر، من خلال وصفه بصفات ثابتة ومبالغ فيها، ويحرص على تكرارها، مثل وصف المستعمر بالوحشي والانحراف الجنسي. (فاطمة حمد المزروعي، تمثلات الآخر في أدب قبل الإسلام، 2007م، ص 49.) من هنا نستطيع الاستدلال على طبيعة العلاقة " الغرب والإسلام "، لها كثير من المضامين الايديولوجية والنفسية والوجدانية بل تركت أثرها في كثير من الصور النمطية في تصوير كلٍ من الطرفين احدهما للآخر وهذا جزء من علاقة الصراع الطويلة بين الطرفين في أثناء العصر الوسيط وحقبة الاستعمار ، شكلت حضوراً وراسب عميق في الخطاب الجمعي بكل حمولاته المعنوية.اذ نستطيع ان نعرض الى تحولات تلك العلاقة وتحولاتها.

ثانياً: إن جدلية العلاقة بين الأنا والآخر:

من أجل تحليلها نجد أنها تحتوي على مضامين الأيديولوجية سواء أكانت صريحةً أم مضمرةً، إذ تكتنز علاقات تقوم على القوة، وبالآتي فإنه يقودنا الى اكتشاف عنف رمزي؛ لأنه يحاول أن يفرض دلالات معينة، على الآخر انطلاقاً من ادعائه شرعية ما، يحاول من خلالها اخفاء او ضمر علاقة القوة تلك، لكن تبقى تلك القوة تحمل طابعاً رمزياً.

تولدت بأشكال متنوعة من قبل الآخر الذي فرض ثقافة ولغة بوصفها تحتكر معنى العلمي والحداثي وبالآتي الانساني بقيمة المعاصر وبالآتي؛لكي يكون الآخر غير الغربي من ضمن حدود المنظومة الانسانية العربية التي تدعي الكونية، لابد أن يتكلم اللغة نفسه وينتمي الى منظومة القيم الانسانية نفسها.فان هذه المعرفة التي تدعي الكونية هي يقينا محدودة الموقع وكل معرفة هي منشأة إنشاء فالمعرفة الاوروبية في العلوم: (الاجتماعية والإنسانية والطبيعية)وفي الآليات الفكرية لها موقع جغرافي كان يمثل مكان النشأة الخاص بها مرتبط بإشكالية أوروبية معرفة وإيديولوجيا إذ المعرفة الأوربية الاستعمارية بكل ملحقاتها التاريخية السياسية والأخلاقية فهي وليدة هذه القوالب الكونيالي للسلطة كما صور بورديو إن علاقة القوة هي التي تعيّن دائماً حدود فعل قوة الإقناع التي يمتلكها النفوذ الرمزي.(يبيو بورديو، العنف الرمزي، ترجمة، نظير جاهل، 1994م، ص 35.) من هذه المقولة نجد أن المعرفة الغربية تمتلك منظومة غرفية للتصنيف الاجتماعي هي التي اخترعت النزعة الغربية كما تجلت بالاستشراق والتميز بين جنوب أوروبا عن مركزها وعلى مدى هذا التاريخ الطويل أعادت رسم خارطة العالم على أساس: (عالم أول وعالم ثانٍ وعالم ثالث) أبان الحرب الباردة إن اماكن اللا –فكر (أي اماكن الأسطورة والأديان غير الغربية والفولكلور)، والمناطق والشعوب التي تنطوي على التخلف قد استفاقت اليوم من عملية التغريب التي طال أمدها بعد ان تم اختراعها بوصفها anthropos))، بوساطة موضع تلفظات عرف نفسه بنفسه باعتباره (humanitas)، والآن فإن هناك اتجاه خارج الفكر الغربي من العالم الثالث لم يعد يطالب بالاعتراف به من طرف اوروبا بإدراجه في الانسانية، وقد تنوعت الثقافات التي احتكرت التمثيل الكوني الانسانية وما بعدها بمجرد خطابات محلية من هنا تاتي ضرورة مراجعة نقدية للآخر ومعرفته،(فإنّ عمليّة التحكّم في المعرفة لن تُدعى إلى المساءلة.ومن أجل أن نضع التأسيس الحديث/الكولونيالي لعمليّة التحكّم في المعرفة، موضع سؤال، من الضروري،أنْ نركّز على العارف بدلا من التركيز على الشيء المعروف. وذلك يعني أن نذهب إلى الافتراضات الحقيقية التي تشدّ موضع التلفّظات.). (والنرد. منيولو، العصيان المعرفي، التفكير المستقل ولحرية الدو-كولونيالية، موقع مؤمنون بلا حدود.)

أولاً: كانت التجربة الأسبانية أول لغة تحتكر تلفظ بالكونية وقد نزعت نزوعاً الى نفي الآخر المسلم اذ إسبانيا (الكاثوليكية) الطامحة إلى الوحدة والنقاء الدينيين والمنطلقة إلى قيادة العالم النصراني، ما كانت لتسمح ببقاء المسلمين على دينهم، فبعد التخلص من اليهود، بدأت ماكنة القمع والتنصير و" تفتيش الأرواح" الكاثوليكية تحول أنظارها إلى الأقلية الدينية والعرقية الأخرى على ارضها، وشرعت فور غزو غرناطة إلى تنصيرها قسرياً، وهي العملية التي بدأها رجل الدين المتعصب ثيسنيروس في إقناع المسلمين بالتخلي عن دينهم واعتناق النصرانية، باستعمال الشدة والتعذيب والسجن لإجبار المسلمين على اعتناق النصرانية.(ماثيوكار، الدين والدم إبادة شعب الأندلس، 2013م،ص 14،)، وقد ارتكبت الفظائع بحق المسلمين من محاكم فتيش والتحول الى المسيحية في ظل ضغط الكنيسة وقسوتها وعنفها الرمزي والجسدي يطارد العرب الموريسكية كان عنف رمزي يقوم على محو الهوية الإسلامية وقد تجلى بأشكال متنوعه من منع اللغة العربية وكتابتها في وقت كانت بمثابة ميراث معنوي (الحديث بالعربية كان يعني المخاطرة بجذب انتباه محاكم التفتيش).(اندرو هوتيكروفت، الكفار، تاريخ الصراع المسيحية والإسلام، 2006م، ص 256.) وكان الختان ممنوع كعلامة تميز للهوية لهذا (كانت عقوبة الختان هي النفي الدائم وخسران جميع الممتلكات، وبذلت جهود لتعقب اولئك الذين كانوا يقومون بعمليات الختان) (نفس المرجع، ص262-263.) كانت تلك الاوضاع قد عكست موقفا غربياً عنيفاً وعصابي اتجاه الآخر.

ثانياً: أما في زمن الثقافة الانكليزية والفرنسية وعبر الانكليزية والفرنسية، والألمانية، فهما من شيد الحداثة الصلبة ومشاريع العلوم الانسانية والاستشراق من أجل معرفة الآخر وإخضاعه وهنا يحث أن المعرفة التي تحتكر التمثيل العلمي والشرعية الانسانية والتي ارتبطت بعملية الهيمنة الكونيالية وتحضير الشعوب المتخلفة يظهر (إنّ الافتراض الأساسي هو أنّ العارف متورّط دوماً، على مستوى سياسة الجغرافيا وعلى مستوى سياسة الأجساد، في صلب المعروف، على الرغم من أنّ الإيبستيمولوجيا الحديثة) غطرسة النقطة الصفر على سبيل المثال (قد عملت على إلغاء الطرفين وخلقت صورة الملاحظ المتحلّل من أيّ رابط، الباحث المحايد عن الحقيقة والموضوعية، الذي يتحكّم، في نفس الوقت، في قواعد الاختصاص ويضع نفسه أو نفسها في موقع متميّز من أجل التقييم والإملاء.) (والنرد.منيولو، العصيان المعرفي، التفكير المستقل ولحرية الدو-كولونيالية.)، وقد كانت المعرفة وبخاصة أصحاب النزعة الوضعية بذلوا جهودهم في اعتبار كل فلسفة تكاد تكون ميتافيزيقا ومنها مسائل القيم والحقيقة والجمالية وقضايا الفلسفة النظرية كقضيّة الله وخلود الروح واللانهائية وانقسام العالم ومعنى الحياة فكلها مسائل عدوها ضرباً من العبث مادامت لا تربطها أي اصرة في ميدان العلم، فهي ليست من قبيل المسلمات التحليلية والتجريبية. (ميشيل ماركوفيتش، العلم والايديولوجية، 1973م، ص13.)

وكانت حركات المقاومة في العالم الثالث قد انخرطت في عصيان معرفي ويعمل على فك ارتباط عن سحر الفكر الغربي عن الحداثة والمثل العليا للإنسانية في حقبة الاستعمار أو اليوم بوعود البنك الدولي ووعوده بالنمو الاقتصادي والازدهار في ظل اقتصاديات العولمة المتوحشة. (والنرد.منيولو، العصيان المعرفي، التفكير المستقل ولحرية الدو-كولونيالية). بحيادية وموضوعية يثبت إدوارد سعيد أن الشعوب العربية والإسلامية ليست بما توصف به من تخلف، بدليل مقاومتها العجيبة، ودهرها المستمر للاستعمار، ومع ما سبق كله لم ينادي سعيد بمحاربة الغرب، أو كراهيته، وإنما يدعو إلى فهمه، أولا، ثم مواجهته بما يكفل الحرية، والاستقلال للشعوب المستضعفة.(خالد سعيد، أدوارد سعيد ناقدا الاستشراق، 2011م، ص127.)

فان معرفة الغرب هي الغاية التي يصل اليها خطابنا النقدي، هذا الاحتجاج تنوع في العالم الثالث وفي عالمنا جاء الاحتجاج الاسلامي ليمثل موقفاً نقدياً للآخر،فهو يستمد شرعيته من تراث اسلامي اذ (يركز على المدلول الرسالي للحوار، فهو يعبّر عن قيمة حضارية، إذ هو أسلوب الأنبياء والرسل في التبليغ والدعوة. وبالتالي أحقية هذا التيار في تقديم الإسلام والحضارة الإسلامية للطرف "الآخر". فعلى الغرب،... أن يحاول خوض الحوار مع أولئك الذين يمثلون بجدارة الفكر والثقافة الإسلاميين. أما المتغربون الذين هم في حقيقة الأمر تمثيل ناقص ومشوّه للغرب نفسه، فإن حوار الغرب معهم لا يشكّل ديالوغاً و(حواراً ثنائيًّا)، ليس ذلك وحسب. بل إنه لا يشكّل مونولوغاً و(مناجاة أحادية)، أيضا كما يؤكد على ذلك خاتمي وهو أحد أبرز رموز هذا التيار في حوار الحضارات. (الزهراء عاشور، حوار الحضارات وإشكالية الأنا والآخر في الفكر العربي والإسلامي) وقد اخذ هذا التيار موقفاً احتجاجياً اكثر جذرية في نقد الغرب وتبيان تناهي مقولاته التي تدعي الكلية والشمولية في حين هي تمثل نزوع للهيمنة على مصائر الشعوب ونهب خيراتها والعمل على افقارها.

جاء هذا الكتاب في توصيف حركة الاحتجاج والمقاومة لدى الفكر الاسلامي الحديث والمعاصر إذ تم تناول فكر مجموعه كبيرة من مفكري التيار الاسلامي في هذا الكتاب سواءً في حقبة النهضة أم في التيار المعاصر إذ تم تناول الرؤية النقدية لدى هؤلاء المفكرين وتصوراتهم النقدية للفكر الغربي بروح تحليله وصفة تستلهم فهم ونقد الفكر الغربي من أجل فهم الاخر وإزالة التغريب الذي ترك أثره في كثير من الأجيال التي لم تنتبه الى آليات الآخر في نفي الآخر والعمل على مواصلة أزماته: (الفكرية والمجتمعية والحضارية)على صعيد المنهج والرؤية.

وهذا ما نلمسه في نصوصهم النقدية والمحتجه على هؤلاء الغربيون:

-كان السيد جمال الدين يرى أن للغرب وجهين: الوجه الثقافي والعلمي، حيث يتبلور في العلم والتقدم والحرية والقانون، والوجه الآخر هو الوجه السياسي الذي يتبلور في الاستعمار والسيطرة على الشعوب والدول الضعيفة، فكان يمتدح الأول ويذم الثاني.

- فيما كان رشيد رضا: قد اقترح على العرب جمع قواهم كلها للدفاع عن الإسلام وتصحيح عقائدهم، فجمع بين العمل في ميدان الفكر الإسلامي وبين الإصلاح السياسي لمقاومة الصهيونيين بكل طرق المقاومة، كاشفاً عن وجه بعض القوى التي ظهرت آنذاك، والرامية إلى الاستعانة عن الخلافة العثمانية بخلافة جديدة، معداً هذه الفكرة وحياً أجنبياً من شأنه أن يخدم المصالح الأجنبية العالمية التي تقف وراءه الحركة الصهيونية وبخاصة (انكلترا) التي لا تزال ممعنة في إرهاب عرب فلسطين وانتزاع وطنهم وإعطاءه لليهود الصهاينة قسراً، لتجد لهؤلاء مُلك في قلب البلاد العربية يكون حاجزاً بين (مصر والحجاز وفلسطين)، مما يمنع قيام دولة عربية إسلامية قوية موحدة تقف في وجه الاستعمار الأوروبي.

 

د. عامر عبد زيد الوائلي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم