صحيفة المثقف

سيرك مهازل الاحزاب الشيعية.. من تعظيم الكاظمي الى الدعوة لأسقاطه

جمعة عبد اللهابتهجت الاحزاب الشيعية في اختيارها للسيد مصطفى الكاظمي في تكليفه بتشكيل الحكومة التي تعلقت كثيراً في شباك احزابها، وخرجت الى النور باختيار الكاظمي، وتعهدت بدعمه واسناده بشكل مطلق وترك له حرية الاختيار دون تدخل وضغط وتأثير حتى ينال ثقة البرلمان، واعتبارت ان اختيارها هو الاصلح في ادارة الازمة والخروج منها . وتعهدت بأنها لم تشارك في اختيار الشخصيات ان تكون خارج نطاق احزابها، بترك الحرية المطلقة لاختيار الشخصيات المستقلة التي تحوز على الكفاءة والخبرة والنزاهة، وتسهيل مهمته بأسرع ما يمكن في انهاء الازمة المتعلقة بتشكيل الحكومة، فمنذ خمس شهور وهي تدور في حلقة مفرغة، دون ان يصدر منها الدخان الابيض . وتعهدت بأن هذا الاختيار في التكليف سيخرج منه هذه المرة الدخان الابيض خلال اسبوع، وانها تحترم اختياراته وتؤيد ما يختار لتشكيلته الوزارية ، من اجل مصالح البلاد، وانهاء الازمة المعلقة، هذا في العلن . اما خلف الكواليس فهناك صراع وخلاف حاد بينهم على توزيع الحقائب الوزارية كأنها غنائم خاصة بهم . ودخلوا في مقايضات ومساومات في البيع والشراء الحقائب الوزارية . فقد اجبروا بضغوطاتهم السيد مصطفى الكاظمي ان يترك شماعة المستقلين والشخصيات الكفوءة والنزيهة، وان يختار من اسطبلهم السياسي والحزبي، وان يسير على شريعة التوزيع الطائفي، وامتثل المرشح المكلف لهم واختار الشخصيات التي هم اختاروها له، وليس هو من أختارها بعدما قيدوا حريته بخيارتهم . وحسب القوائم المسربة لتشكيلة الوزارية المرتقبة، وهي من اختيارات الاحزاب التي فرضتها عليه . وماهي في الحقيقة سوى تدوير نفاياتهم السياسية والحزبية، كشرط اساسي في انجاح تكليفه ونيل الثقة في البرلمان . ولكن العلة والمصيبة تكمن في بعض الوزارات السيادية . لانها وزارات تدر الملايين الدولارية عليهم ويغرفوا منها بملاعق الذهب . رغم ان السيد مصطفى الكاظمي انصاع لهم في تغيير وزير الخارجية ووزير الشباب والرياضة المختارين في التشكيلة المرتقبة، ولكن هذا لم يشبع جشعهم، ولم يحل تنافسهم وخلافهم الحاد، لان عيونهم على وزارة الدفاع والداخلية، وكل طرف يريد ان يخطفها من الاخر، في صراعهم الحامي الوطيس . وهذا ما يفسر تأخير وتعطيل اعلان تقديم التشكلة الوزارية الى البرلمان لتصويت عليها ونيل الثقة بالحكومة والتكليف . بعدما اعلنوا في ابتهاج بالنصر العظيم في التكليف، بأنه خلال اسبوع من تقديم المرشح الكاظمي في يوم 9 - 4 - 2020 ولحد الآن لم ترَ الحكومة المرتقبة النور، وهذا يدل على شراسة الخلاف والصراع خلف الكواليس . وهذا يدل بشكل ساطع عدم استعداد الاحزاب الطائفية، ان تتنازل قيد أنملة عن السلطة والفساد والنفوذ، عدم التفريط بنفوذ ايران الكبير وهيمنته على العراق، من خلال الاحزاب الشيعية ومليشياتها الموالية لايران والتي تتحكم بها القيادة الايرانية، التي تعتبر العراق ضيعة وملك الى أيران ، لهذا لا يمكن التفريط به، حتى على انهار من الدماء، كما قاموا باعمال اجرامية في التصدي الى انتفاضة الشعب وغرقها بالدم . لذلك تريد العراق بالجمل بما حمل . . وهذا ما يفسر تهديد الاحزاب الشيعية بأرجاع الازمة الحكومة المعلقة الى المربع الاول، وافشال واسقاط تكليف الكاظمي والانقلاب عليه . وافشال مهمته، اذا لم يستجب الى شروطهم نقطة نقطة وهي شروط ايران بالذات . واذا حاول التملص السيد الكاظمي، فأنه سيجد باب البرلمان مسدوداً في وجهه . ان امام السيد مصطفى الكاظمي، طريقان لا غيرهما، اما ان يكون بيدق شطرنج بيد الاحزاب، او يقدم اعتذاره في التكليف كما فعل من سبقه، انها احزاب فقدت الصلة بالعراق واهل العراق .

 

جمعة عبدالله

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم