صحيفة المثقف

التّاجِرُ البَخيلُ واليَتِم

ابراهيم الخزعليمُذْ صَارَ يَمْشي قائِماً 

 بنفسِهِ..

لَمْ يَعْتَمِدْ إلّا على قَدَمَيْه

لَيْسَ كَما بالأمس

يَحْبو على أضلاعه وبطنه،

 طفل يجرجر نفسه

ويَدَيْهِ والرّجْلَيْن

يلفه الفَقْرُ والذُّبابُ

والتُّرابُ والغُبار

وأُمّهُ الأرمَلَةُ

صارَتْ تَبيعُ الشّاي

مَرّةً..

ومَرّةً تَبِيعُ،

ما يأتوا بِهِ لأبْنِها

مِنْ مَلْبَسٍ أو لُعَبٍ

بَعْدَ أن..

 ماتَ أبوهُ في انْفِجار

فَلَمْ تَكُنْ نَصيبَهُ المَدْرسَةُ،

والقَلَمُ والدّفْتَر

كَبَقِيَّةِ الصِّغار

وفي الصّباحِ

يَرْتَدي ..

بِنْطالَهُ المُمًزّق العَتيق

وحِذاءَهُ المَثْقوب من أمام

فَيَكْنُسَ الدُّكّانَ

 كُل يَوم

لِتاجِرٍ بَخيل

ويَرْجِعُ في المَساء

جائِعاً..

فَيعطي أجْرَ يَوْمِهِ

لأُمِّهِ!

فَيأكُلونَ الخُبْزَ مَرَّةً

ورُبّما شئ من الخضار

ومَرَّةً ينامُ مُنْهَكاً

مِنْ تَعَبِ النّهار

وحُزْنَهُ الكَبير

حينَ يرى..

حقائب الصغار

***

الدكتور ابراهيم الخزعلي

24/04/2020

 

  

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم