صحيفة المثقف

غزالةُ مِسْكِ الليل

جمال مصطفىشـابَ الصـدى

 وتَـلَـوَّتْ الـطُـرُقُ

لا بـيـتَ

 إلاّ الـحِـبْـرُ والـورَقُ        

 

الآنَ

 وحـدكَ  دونَ بـوصـلَـةٍ

 والأفْـقُ

 مَـفـتـوحٌ ومُـنْـغَــلِـقُ

 

 لِـيَـكُـنْ:

 أنـا مُـسْـتَـطْـرِقٌ أبَـداً

وعـلى الـدروبِ صدايَ

 مُـفْــ تَــرَقُ

 

وأنـا انـتـظـارُ قـصـيـدةٍ

 وأنـا

أدري ولا ...

 أيّـانَ تَـنـبَـثِـقُ

 

ما كـانَ سَـفْـحـاً

 كـانَ

 هـا

وِ

يـةً

كـيـفَ الـغـزالـةُ فـيـهِ تَـنـطَـلِـقُ !

 

كُـلُّ الـسـهـامِ

 وراءَ شـاردةٍ

بالـمِـسْـكِ

 يا أعـداءَها انـتَـشِـقـوا

 

إنّ الـقـصيـدةَ لـغْــمُ شاعـرِهـا

رُمّـانَـةً في الـبـالِ

 تَــ نْــ فَــ لِــ ـقُ

 

العـقـلُ:

إنَّ الوحْـشَ في قـفَـصٍ

الـقـلـبُ:

إنّ الـوحـشَ مـنـعـتـقُ

 

أدري:

 هـنـاك الـضـوءُ

 لـيـس هـنـا

وأنـا هـنـا

أيْ هـا هـنـا الـنَـفَـقُ

 

أدري أنـا أعـمى

 وقـاصـدتي

زرقـاءُ أيْ

  بِـيَـمـامَـتي أثِـقُ

 

 أدري و لا أدري  وبَـيْـنَهـمـا

غـجَـرِيَّـتي

 بالـسرْبِ تَـلـتَـحِـقُ

 

مَـلأَ الـنـدى

 في الصبحِ سُـرَّتَهـا

لـكـنّـهُ فـي الـلـيـلِ يحـتـرقُ

 

فَـلْـتَـلْـعَـبَـنَّ

 كـمـا تَـشـا لُـغـتي

مـا دامَ

 يُـرضي طـبْعَـها الـنَـزَقُ

 

إنَّ  الـوقـارَ  كَـقَــدِّ راهـبـةٍ

لا بُـدَّ يـومـاً زارَهُ الـشَبَـقُ

 

كـمْ بَـدّدَتْ وتَـبَـدّدَتْ كَـرَمـاً

ريحـانـةً أَسْـرى بِهـا العَـبَـقُ

ريحانةٌ  أسـرابُـهـا الـعـبَـقُ

 

سَهـرَتْ دلافـيـنٌ بعَـنْبَـرهـا

وعَـلا عـلَـيهـا الـشَـطْـحُ

 والـنَـسَـقُ

 

مِـنـقـارُهـا وجَـعٌ ولا بَـجَـعٌ

وشِعـارُهـا:

طُـوبى لِـمَـنْ عـشـقـوا

 

هـذا مَجـازُ تَـسَكُّـعـي سَـحَـراً

ومعي

 فُـلـولُ الليـلِ والـشَفَـقُ

 

ومعي مِـن الـفـيـروزِ

 مُغْـتَـرِفـاً

 نَهْـرَ الـمَـجَـرّةِ كُـنتُ أسـتَـرِقُ

 

 وسوابِـقـي

 وحـدْي فـلا أحَـدٌ

يَـدري بهـا إلاّيَ

 والـغَـسَـقُ

 

 الـشِعْــرُ فَـضّـاحٌ

 وشـاعـرُهُ

لـولا الـتَـفـاضحُ ذاكَ

يَخـتـنـقُ

 

لا مـاءَ

فـي معـنى قـصائـدنـا

وبـيـاضُهـا لا طُهْـرَ

 بـلْ بَـهَـقُ

 

لـولا

 لِـسانُ الـطـفـلِ مُـنـدلِـعـاً

وبـهِ نـدى الأحـلامِ

 يَـلْـتَـعِـقُ

 

قَـطْـعُ الطـريـقِ هـوايَـتي

ومَـعي

غَـجَـري

 الـذيـنَ صـراطِيَ اعـتَـنَـقـوا

 

صـلَّـوْا عـليَّ

صلاةَ ذي عَـطَــشٍ

 لَـمّـا بِـفـيـروزِ الـسَـمـا رُشِـقـوا

 

أمـطَــرْتُ فـيـروزاً وهُـمْ رقَـصـوا

فَـرَحـاً بِـفـيـروزي

 وكَـمْ غـرقـوا

 

 بَـزغَ الـصبـاحُ

 رأيتُ محـبَـرتي

فَـرِغَـتْ:

 طـوالَ اللـيـلِ تَـنْـدلِـقُ

***

جـمـال مصطـفـى

تـمّـوز 1995

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم