صحيفة المثقف

على ضوء غياب المنهج الأخلاقي في الخطاب الإعلامي العراقي

عقيل العبوداعجبتني مقابلة تلفازية في احدى القنوات الإعلامية العالمية، وهي عبارة عن مقارنة بين الاشتراكية والرأسمالية، وهذه المقابلة كانت بين أستاذين في علم الاقتصاد حيث لكل واحد منهما وجهة نظر خاصة به.

علما ان مدخل المقابلة كان عبارة عن خلاصة لتاريخ نشوء الرأسمالية، ونشوء النظرية الاشتراكية.

وقد أبدى كل طرف رأيه الخاص ذلك بناء على مجموعة من الأسئلة.

وكان مقدم البرنامج قد وضع في بداية حديثه وقبل الدخول في تفاصيل المناقشة خطة لجملة شروط، من ضمنها تحديد مدة الإجابة بحيث انه لا يجوز الخروج عن الخط العام للأسئلة.

وقد تمت عملية إدارة الحوار والمناقشة بنجاح تام بحيث كانت النتيجة ان هنالك جملة من التفاصيل والمعلومات التي تفيد بوجود مبررات لنشوء كل معسكر.

حيث ان حركة الاقتصاد والمجتمع كانت قد فرضت قوانينها الخاصة لكل مجتمع.

وبناء عليه كان لإختلاف وجهات النطر بين المتحاورين اثرا إيجابيا في النفس والعقل.

فقد دفعني موضوع الاختلاف للبحث في موضوع القوانين الخاصة لكل نظرية، ما ساعد في اضافة مساحة جديدة تضئ الطريق لتحليل الواقع الاجتماعي والسياسي لكل معسكر.

هنا ومن باب المقارنة مع معظم المقابلات الخاصة بساسة العراق وزعماء الكتل والتيارات والتابعين، لهم تجد ان هنالك فرقا شاسعا في طبيعة الإدارة والأداء.

حيث تصل معظم الاختلافات والنقاشات السياسية الى السب والشتم والتشهير ما يعطي انطباعا للمتلقي الى تدني المستوى الأخلاقي والإعلامي لمعظم الأطراف المتحاورة، ما يعكس تصاعد وتيرة حجم الخلافات بين المتصدين للعمل السياسي العراقي، نتيجة عدم مراعاة الذوق العام لأساسيات المبادئ العامة للأخلاق.

 

عقيل العبود

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم