صحيفة المثقف

من روحِ ابنِ رشْد

زهرة الحواشيكُنْ أنتَ ... لا تحْترقْ  

 لا تحْترقْ أبدًا                                         

وإنْ أحْرقوا كُتبكَ

فسَتأوي إليْكَ حروفُها عبْر الدّخانْ

تحْترقُ الأوراقُ

لكنّ حُروفَك ستعْرفكْ

 

حروفُك علْمٌ وسِلْمٌ وسَلامٌ

بيْن أحْضانِ الوَرقْ

فنٌ وموسيقى خلودِ العاشِقينْ

مثْل إبْداعَ الشّفقْ

أنظرْ  إلى الشّفقِ الجميلِ وسحْره بيْن الفلكْ

وتصاويرَ إليْها روحُنا الظمْآى تؤوبُ وتعْتنقْ!

 

تلْك حروفُك بيْن أحْضانٍ  حنونٍ

دثّرتْها وهْي تولدُ منْ وجعِكْ

فتُضيءُ هالتُها موْلدَها مثْل نارِ بْروميثيوسْ

شعْلةِ إكْسيرِ الحياةِ

ونورٌ مبْترقْ

 

فلْيُحْرِقُوا الأوْراقَ

ولْيُرْعِبوا الموْلودَ

فيسْتحيلَ هدوءُه منْ نارِهمْ

صواعقَ في الأفقْ !

أسَمعْتَ عنْ موْلودٍ

أحْرقُوا أمّه

فاسْتكانَ ومَا مرقْ؟

كذا حُروفُك تسْتفقْ !

 

وإنْ أحْرقوا الأوْراقَ

وكسّروا الأقْلامَ واسْتباحُوا بنا المشانقَ والفِلقْ

سنكْتبُ

ثم نكْتبُ

ثم نكتبْ

و إنْ قطعُوا الورقْ

و إنْ جفّفوا المَحابرَ كلّها

فمآقينَا السّمقْ !

 

على الجدْرانِ نكْتبُ

على أديمِ الأرْض نكتبُ

على هاماتِ السّحابِ المفْترقْ

سنكْتبُ على أجْسادِنا الباليةِ رغْم الأرقْ

فأفقْ

لا تحْترقْ !

***

الشاعرة التونسية زهرة الحواشي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم