صحيفة المثقف

نشوء العقيدة اليهودية وتطورها

عامر عبدزيد الوائليالديانة اليهودية تنسب إلى اليهود، ولابد من تحديد دلالة الاسم الذي اختلفت فيه الآراء فهي تبدأ من مكان محدد برأي "احمد سوسه" اذ يرتبط الاسم بمملكة يهوذا المنقرضة، اذ كان اليهود هم سكانها (الذين سباهم نبو خذ نصر إلى بابل في القرن السادس ق.م)(1) أي هم سكان يهوذا يوم كان اليهود عبارة عن دولتين هما: يهوذا وإسرائيل وهذا ما ذهب إليه (قاموس الكتاب المقدس) حول تسمية اليهود أطلقت أولا على سبط او مملكة يهوذا، تمييزا لهم عن الأسباط العشرة، الذين سموا بني إسرائيل، إلى أن تشتت الأسباط، واخذ يهودا إلى السبي، ثم توسع معناها، فصارت تشمل جميع من رجعوا من الأسر من الجنس العبراني، ثم صارت تطلق على جميع اليهود المشتتين في العالم، ولفظة يهودي اعم من عبرانيين ؛ لأنها تشمل العبرانيين والدخلاء)(2)

إن هذا الاسم يحيلنا إلى تاريخ محدد هو السبي البابلي الذي ظهر به الاسم ليعبر عن هذه المجموعة من البشر حيث إن احمد سوسه يعتبر هذا الواقع التاريخي (ففي بابل مارس اليهود شعائرهم الدينية، وواصل كهنتهم إعمالهم الدينية بتحرير فصول التوراة والتمهيد لتدوين التعاليم اليهودية المعروفة باسم التلمود البابلي، حتى ليقال:أن السبي البابلي كان عامل مهم في تطور الديانة اليهودية)(3) وهذا النص يشكل أهمية كبيرة في تطور الهوية اليهودية بوصفها هوية دينية وقومية عرقية معا، وانه يشير إلى ولادة المؤسسة الدينية التي شكلت البديل عن السلطة السياسية فهذه السلطة ارتبطت بالواقع البابلي وما أنتجه من تحدي جودي وديني لليهود ومن ثم سياسي. إن هذه المؤسسة هي التي أعادت إنتاج الرأسمال الرمزي من خلال إعادة قراءة التراث اليهودي والعراقي والكنعاني والمصري ...الخ

 ومن ناحية ثانية العمل على إحياء الطابع الاقتصادي والمعنوي الذي كان سائد ًا في مرحلة الأجداد فتلك الأزمنة المستعادة في السرد التوراتي تكشف عن أمرين:

1- أن تعرض الكتاب المقدس اليهودي هو كنز الهيكل الحقيقي الذي لم يحترق ولم يتلف أثناء الهجمات التي تعرض لها "الهيكل" في القدس، ومن انه يجسد الها محمولا في كل مكان يجد فيه العزاء من فقده ومن فقد "الهيكل"، ويمثل بالتالي، هيكلا (وطنيا) يحمله "المختارون" المطاردون إلى حيث يستقر بهم المقام)(4)

2- نلاحظ أن اليهود العبرانيين بسبب الفاعلية الكبرى للتجارة الداخلية والتجارة الخارجية أولا ووجود احتمالات مفتوحة في معظم الأحيان لاندلاع حروب طاحنة مدمرة ثانيا، ونشوء توقعات كبيرة لتغير البنية السكانية تطيح بالاستقرار لفترة مديدة على الأرض المستهدفة .

3- وجودوا أنفسهم أمام ضرورة توسيع الاقتصاد النقدي الربوي القابل للحمل والنقل، والذي يجعلهم قادرين على أن يكونوا في أي مكان، دون أن يترتب على ذلك فقدانه او فقدان الكثير منه)(5) وهذا جعل اليهود قادرين على مواجهة الأخطار فاستطاعوا التنقل من مكان إلى آخر حيث يكونوا يكون دينهم ومالهم معا وهذا ما حدث بعد السبي البابلي حيث تحقق لليهود ما كانوا يوعدون به من ارض وحضارة متقدمة أتاحت لهم العمل والإبداع فاندمجوا في هذه الحياة .وهذا ما يمكن رصده في النقاط الاتية:

3-1- التزاوج المختلط الذي انتشر على نطاق واسع من قبل الطرفين وتحت حماية السلطة البابلية بين اليهود والبابليين .

3-2- الحركة التجارية المنتظمة فتحت لليهود أبوابا جديدة على عوالم الاخرين، وان لم تكن هذه الحركة واسعة .

3-3- كانت اللغة اليهودية العبرية القديمة تجد نفسها شيا فشيا مضطرة للانحسار أو للتقوقع أمام اللغة الآرامية، حيث أسهم ذلك في مزيد من تعميق الاندماج والانصهار، ومن الخروج عن دائرة الكهنوت اليهودي وعليها (6)

والأمر نفسه حدث مع الأجداد في زمن موسى او بعده كما يشير لهذا "جان بوتيرو"بقوله عندما استقر بنوا إسرائيل بين الكنعانيين، يتعلمون منهم أسباب أسلوب حياتهم، يقلدونهم ويحاولون الحلول محلهم، يشاهدون على الدوام الإلهة أخرى معبودة في مختلف إرجاء البلاد ذلك أن المؤمنين بهذه الآلهة، ممتنين منها، على مر العصور كما يبدو، ويعترفون لها بالسيادة على الأرض التي كانوا يعيشون عليها وأيضا بالإسرار الفعالة التي تسمح باستثمار هذه الأرض.

كيف يمكن تجاهل الفرصة والتعرض لخسارة الموسم جراء عدم القيام بواجب التكريم والإجلال كما يفعل الكنعانيون لإلهتهم منذ القدم –آلهتهم:

داغون، سيد الحبوب والحرث، خالق القمح والمحراث .

هدد، موزع الإمطار النافعة .

عشتار، سيدة الحب، وبالتالي سيدة الخصب والرخاء ؟ في الحقيقة، كان الإغراء قويا .(7)

 ويبدو أن الإغراء كان يقوم على كسب البعد البراغماتي الذي جاء حين خرج الشعب من حياة البداوة والترحل ودخل إلى الحياة الزراعية؛ الا انه يحاول الاندماج والخروج على المخيال العقائدي القائم على:العلاقات التجارية الربوية والروح الحربية والمال والشعور بالتميّز والاصطفاء هي العناصر الثابتة التي صاغها الكهنة المصطفين بين المصطفين فبهذا الفعل الاندماجي يكون ارتكب خروجًا على السلطة الدينية و على الإرادة الإلهية التي تحتم العقاب عليه بالموت بارتداده عن دين التوحيد إلى الوثنية والخروج على إرادة المعبد"الهيكل" قديما وفي السبي على إرادة الكنيس .التي اسماه "أرنولد توينبي"(مؤسسة فريدة) والذي استنبطه زعماء اليهود في بابل .لقد تمثلت هذه المؤسسة ب"الكنيس" واذا ما صدق جيمس باركس، فان الكنيس البابلي كان الأول من نوعه في التاريخ اليهودي العبري، إن استحداث الكنيس جسّد رد الفعل الواعي والقلق والمخطط، الذي انطلق من أوساط أولئك الزعماء تجاه عملية الاندماج اليهودي العبري في المجتمع البابلي .وهذا من شأنه أن يكون قد عنى أن إنشاء المؤسسة الدينية المذكورة اريد له أن يكون رأبًا للصدع الكبير الذي عصف بالبنية عمقا وسطحا، تلك البنية التي تمحور حولها النفوذ الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والديني للكهنوت، والتي استمد منها هذا الأخير شخصيته الشرعية المهيمنة على هذه الأصعدة (8)

 ومن هنا نلمس أهم مقومات ذلك المخيال العقائدي لليهود الذي أصبح الناطق باسم المؤسسة الصانعة له والتي تقوم بترميمه عبر التفسير او التأويل الرمزي لتحوله إلى رابط لا يمكن الخروج عليه بل تحوله إلى رابط بين الله والشعب يتغلغل في اللا شعور الجمعي المبني على جملة عامة من المقولات القابلة للاستهلاك والقابلة للفهم من العوام والخاضعة بشكل دائم للتأويل او التحايل الفقهي بيما يتفق مع مستجدات الزمان وحاجات النخب المهيمنة التي تمثل السلطة المؤسسية الدينية، واهم مقولات هذه الدوغمائية التي تغدو في أحيان كثيرة يوتوبيا تقوم على نصوص فلكلورية حسب توصيف "جان بوتيرو" وهذه المقولات قائمة على مركزية نص مؤسس يتناول قضايا ذات طابعا كونيا من خلال السرد المقدس الذي يتمركز على تاريخ ناس معينين ينسج حولهم محور السرد من خلال قصص الخلق والطوفان او غيرها من قصص التوراة بحسبانها مفردات صادقة مسلم بها وطلب من المؤمنين الرجوع إليها في التوراة وهي قائمة على وفق النقاط الآتية:

4-1- تاريخ مقدس يبدأ (بالخلق) وينتهي الى مرحلة الكمال في المستقبل ويبين موقف الله من الإنسان.

4-2- وجود طائفة صغيرة من الجنس البشري حباه الله، بحبه دون سواها وهذه الطائفة عند اليهود هي (الشعب المختار). (9)

 إن هذه الديانة ومدونتها التوراتية تبدأ رسميا بوصفها مدونةَ وحي الهي تلقاه النبي موسى على الجبل بوصفه الزعيم الذي يمارس الرعاية والاهتمام بالرعية وبوصفه الراعي الذي يسهر على استقامتها ومن ثم حمايتها والسهر عليها فهو المنتخب للرعاية والهداية فقد(تكلم الرب فقال , أنا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من دار العبودية , لا يكون لك الهه سواي , لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً و لا صورة شيء مما في السماء من فوق , و لا مما في الأرض من تحت ,ولا مما في المياه من تحت الأرض,لا تجسدها ولا تعبدها لأني أنا الرب إلهك) (10)

 فهذا النص يبين منذ البداية الانفصال التام عن الخطاب الثقافي الديني والسياسي المصري والانفصال التام داخل مجتمع يرعاه الإله والنبي الساهر على الجماعة وإليه تنسب الخمسة التي تتناول الأزمنة البدئية للجماعة الجديدة الموسوية التي تمتد إلى تراث قديم من الزعماء والآباء؛ لهذا تجذر الجماعة إلى نفسها (وحسب التوراة وأسفار العهد القديم، تعود إلى إبراهيم الذي ورد ذكره في الخمسة الأولى) (11) أي إن الديانة بحسب المدونة التوراتية تبدأ مع الموسويين حيث بداية النبوة إلا انها تعود إلى الأسلاف حيث بداية العهد عبر الختام مع إبراهيم (العبريين) وما جاء بعد الوعد بالأرض ثم انتقال الوعد الى الحفيد يعقوب (الإسرائيليين) ليكون مع ابنائة، ومن هنا جاءت دلالات تاريخية لتلك الأسماء وثمة أسماء تذكرها المدونة التوراتية حول الأصل المفترض لليهود ان المدونة التي تنسب الى موسى هي ذاتها تتناول سرد أحداث البدايات الكونية وهي بهذا تكون قد تكونت من نصَّين الأول المرويات الشفهية الطويلة التي بعضها ينتمي إلى الأسلاف او مستعار من الثقافات التي مر بها هؤلاء الأسلاف ثم تحولت إلى نصوص مكتوية وهي الأخرى متنوعة بحسب الأزمنة الثقافية التي مرت بها في رحلتها من الراوي الأصل الذي عاش ودوَّن المروي الشفهي للجماعة بوصفها وحيا وبين الراوي النظري الذي يسميه "هيجل" بالتاريخ العملي أو البرجماتي الذي يهتم أساسا باستخلاص العبر والموعظة، والمبادئ والقيم والدروس الأخلاقية من أحداث الماضي (12) فهذا المروي التاريخيّ يقوم على الجمع والترميم بين النصوص من خلال جعلها تنتمي الى نص واحد وهذا ما حدث مع التوراة التي تنتمي الى نصوص متفرقة في الأسلوب والأسماء والأماكن؛ إلا أن الكاتب أو المؤرخ التوراتي عمل على دمجها من أجل هدف عملي ديني وهذا ما أشار إليه "جان بوتيرو" وهو يمارس دور المؤرخ النظري لكن النقدي بعرف "هيجل "الذي من صفاته (هو التاريخ الذي لا يعرض وقائع التاريخ نفسه وإنما يعرض الروايات التاريخية المختلفة لكي يقوم بفحصها ودراستها ونقدها، وبيان مدى حقيقتها، ومعقوليتها، كما هي الحال حين يقوم مفكر معاصر بنقد روايات تاريخية مختلفة، والمقارنة بين المؤرخين كتبوا خلال فترة واحدة فيكشف عن مدى المبالغات في روايات فلان، وعدم الدقة ؛ او الخلو من المعقولية في رواية مؤرخ آخر ...)(13) وهذا ما فعله "جان بوتيرو" عندما يقول: إن أسفار التوراة تحمل جميعا، بنسب مختلفة، عند سرد الأحداث، الطابع النفعي لمؤلفيها او جامعيها، والاكتشاف التمهيدي الأكثر تخريبا، بالنسبة لمؤرخي التوراة كان تقصي هذه المدخلات التي هي عبارة عن حشو يؤذي بصر ذلك الذي يبحث عن حقيقة الماضي، وتقليص هذا الركام الكثيف إلى عناصره الوثائقية الأولى، بغية استعمالها مباشرة لرواية التاريخ بشكل سليم) (14) لهذا عندما يمارس دور المؤرخ الناقد للإسفار المنسوبة إلى موسى والمسماة "الهكزاتيك: الست الأولى من التكوين وحتى يشيع (مؤلفو الهكزاتيك، قاموا بتقطيع الاحداث والعمل على تشابكها تماما مثل ضفائر الحبال، بغية سرد رواية تبدو لاول وهلة منسجمة ومتجانسة، محاولين على الرغم من ذلك الحفاظ على كل ما جاءت به هذه الروايات المستقلة من تفاصيل تماما وهذه الروايات هي: "اليهودي" تبدا مع الخلق و تعود إلى القرن الحادي عشر قبل الميلاد ويفترض انها كتبت في اورشليم القدس او حولها، والرواية الثانية هي باسم "ايلوهيم" تبدا مع ابراهيم .اما الرواية الثالثة هي اكثر ارتباطا بالتشريع الديني منها بالتاريخ فنجدها في تثنية الاشتراع (تعاليم موسى الاخيرة ووفاته قبل الغزو) التي كتبت هي الاخرى ايضا في اورشليم القدس في القرن السابع قبل الميلاد تقريبا .اما الرواية الرابعة فهي في القانون الكهنوتي وسميت كذلك نظرا للطابع الكهنوتي الذي يميزها فهي دقيقة، جافة تعير اهتماما كبيرا للأرقام والخطوط الكبرى تبدأ مع التكوين ويبدو أنها كتبت في المنفى، بعد تثنية الاشتراع بقرنين تقريبا .(15) ومن هذا يظهر أن النص الذي ينسب إلى موسى دوِّنه كتاب او جامعون مختلفون وتعرض إلى إعادة التدوين ليغدو نصًا موحدًا يستجيب للحاجات الدينية .

5-1- التراث المقدس الكتابي ينقسم المدون وشفاهي:

 ولعل الرواية تدور في الأساس حول شخصية محورية هي موسى فهي تشكل المدوَّنه المقدسة، وتنسب الى موسى - قد جمعت اثناء فترة السبي وما بعدها - التي تنقسم الى تراث مدون هي التوراة وتراث شفهي ينسب هو الآخر الى موسى وهو التلمود، أما التوراة بوصفها نصًا ينقسم الى روايات متنوعة النص العبري والنص السامري والنص المعروف بالتوراة ومرد هذا التاثير الذي اثمر نص التوراة مع التجربة الوجودية لليهود التي تركت ظلها عبر تلك الصياغة التي صيغت فيها التوراة فهذه الخمس كتبت بعد السبى البابلى فى القرن السادس (ق .م) فى أثناء حديث شاحاك عن مراحل تاريخ اليهودية ويعترف كأمر بديهى ان معظم كتبت فى القرن السادس قبل الميلاد بعد السبى البابلى " مرحلة مملكتى اسرائيل و يهوذا القديمتين حتى دمار الهيكل الاول (587 ق م) والمنفى البابلى (يعنى معظم العهد القديم في هذه االمدة , على الرغم من ان معظم الرئيسة , بما فيها الخمس, كما نعرفها , جرى تدوينها فعليا بعد ذلك التاريخ (16)، ويتفق جميع الباحثين ودارسي التوراة، تاريخاً وكتابة وترجمة، على أن النسخة الأصيلة للتوراة قد ضاعت من أيدي عسكر نبوخذ نصّر.. فقام رهط من أحبار اليهود بنقلها وجمعها.. وحين ظهرت هذه النقول المجموعة على يد "عزرا" ضاعت مرة أخرى في حادث حرق أورشليم، التي قام بها الملك "أنتيوكس" بعد احتلاله القدس، فحرق جميع نسخات العهد القديم وأمر بقتل كل من يوجد عنده نسخة من هذه الكتب.. وليست هذه الحادثة هي آخر ما وقع لهذا الكتاب من أحداث وواقعات كانت قبل مئة عام من ميلاد السيد المسيح، فقد تكررت هذه الوقائع بعد الميلاد..

ومن نافلة القول أن كل منقول مشكوك بصحته وهذا ما يمكن استبيانه من المدونات التاريخية والكشوف الأثرية التي أماطت اللثام عن التوراة ومغالطاتها سواء من حيث التسلسل الزمني للتواريخ والوقائع المثبتة تاريخياً أم من حيث الأسماء والأماكن والسلالات والهجرات.. ناهيك عن الحذف والزيادة التي حصلت بما يتفق ومزاج أو أهداف كتبة التوراة.. إذ إنهم دوَّنوا كل ما ارتأوه جديراً بأن يحتويه تاريخ، اما من ناحية التصنيف فيمكن تصنيف التوراة على وفق الآتي:

5-1-1- التوراة التي أطلق عليها في بعض المراحل "كتب موسى ":

كما جاءت في بعض الكتابات اليونانية تحت اسم pentatichus او (بنتاتيك) التي تعني الكتاب ذا الخمسة (17) الا ان هذا النص تعرض الى الكثير من التطورات فقد تبدل وجرت عليه تغييرات بما يتطابق وعصر الأحبار أنفسهم. ولذا فهو أنواع هي:

5-2-1-1- التوراة اليونانية (أو السبعينية) وقد كتبها سبعون كاهناً يهودياً، جمعوها باليونانية في جزيرة (فاروس) عند مدخل الإسكندرية سنة (285)قبل ميلاد. وقد جمعت تلبية لرغبة بطليموس فيلادلفوس (280-247ق.م) ثم ترجمت إلى اللاتينية بعد 100م؛(18) وأخذ ديمتريوس هؤلاء الإثنين والسبعين حبراً إلى جزيرة فرعون ووضعهم في بناء في شمال الجزيرة قُبالة البحر وأنهوا الترجمة في اثنين وسبعين يوماً . وتم إرسال جميع اليهود إلى الجزيرة لتُقرأ عليهم الترجمة ثم أقيمت الصلوات وخُتِمت باللعنة على من يُضيف او يحذف شيئاً من هذه الترجمة . تم أخذها وقُرئت على الملك. ولكنَّ هذا الكلام يعاني من غياب الموضوعية بفعل انحياز الديني الى معتقد ما يؤدي الى التعامل معه خارج ما تعرف به الموضوعية التاريخية فهناك جملة من الملاحظات تؤخذ عليه منها: أنَّ الطابع الاسطوري يظهر واضحا في السرد بعيد عن التوثيق القائم على النقد الموضوعي، ومنها فقدان عشرة من الاسباط الذين ضاعوا ولم يبقَ الا اثنان اذ كيف تحقق لهم الحضور هنا ؟ وهذا دليل على ان الموضوعية غائبة .ثم إنَّ هذا الترادف بين عدد الذين قاموا بالكتابة وبين الزمن الذي تمت فيه الكتابة فعددهم اثنان وسبعون والوقت الذي شغلوه كان اثنان وسبعون ترابط يسقط الاسطورية على الاحداث ويجعلها غيبية خارج الحدود الموضوعية .وقد احيط النص المنتج بهالةٍ من القداسة حتى يتم اسباغ الشرعية عليه وقد تفرد فيلو اليهودي اليوناني الاسكندري بخلق إلهامية مُصطنعة ليهود الإسكندرية لما بين أيديهم من كتابات في مجابهة يهود العبرانية. ثم قام الآباء بتصديق قصة إلهاميتها والإيمان بقدسيتها بل يزيدون من خرافات القصة , وكأنهم صمّموا على جعلها ميثولوجيا صِرْفة .. فأغدقوا عليها بالخيالات المُبتذلة من دون أي مصدر أو سند لما يقولون .... ولا يقِف الأمر عند هذا الحد ... بل إنهم يُناقضون بعضهم البعض حين التحدث عن خرافات إلهاميتها ..كما سنرى بعد قليل.

5-1-1-2-: التوراة السامريَّة (نسبة إلى السامرة):

 التي جمعت بعد انقسام دولة الغزو بعد سليمان وعرفت بالآرامية بسبب كتابتها أثناء السبي البابلي. وهي تختلف في مضمونها عن التوراة المنسوبة إلى موسى، كما سميت (بالتوراة الكهنية) أيضاً. والتوراة السامرية مصطلح يطلق على النص التوراتي الذي يؤمن به السامريون، وهو النص المعتمد لديهم. وهذا المصطلح يقابل مصطلح التوراة العبرانية أو العبرية التي يؤمن بها ويعتمدها اليهود.و الخمس المنسوبة لموسى لها ثلاث نسخ: عبرية وسامرية وسبعينية (مع ترجمات أخرى.وفي التوراة السامرية تكرير للبشارة الموجودة في التثنية 18 بعد الوصايا العشر، وتضيف أمرا إلى الوصايا العشر باتخاذ معبد في جبل جزريم قرب نابلس.وقدجهل الغرب خلال العصور الوسطى عن هذه التوراة حتى عام 1645 عندما اشترى أحد المسافرين مخطوطة من سامريي دمشق. وعند السامريين (كتعريب لكلمة شومريم) فالكتاب المقدس هو الخمس الأولى فقط، أما مالم ينسب لموسى فلا يؤمنون به. وتختلف التوراة السامرية عن اليهودية في آلاف المواضع، وفي بعض تلك المواضع تتفق مع النسخة اليونانية سبعينية ضد النسخة اليهودية ماسورتية التي أخذت شكلها النهائي في القرن العاشر للميلاد.وقد ترجمها أحد علمائهم إلى اللغة العربية، ويلاحظ تجنبها لعبارات غير لائقة عبر إضافة كلمة (ملاك) أمام كلمة (الله) أحياناً.والتوراة مكتوبة بأحرف أقدم من تلك الموجودة في النسخة اليهودية..(20)

5-1-2- الخفية:

وهي محظورة التداول لدى اليهود في الكيان الصهيوني وخارجه نظراً لما تتضمن من بدع وخرافات، ويسمونها (كتوبيم أخرونيم) أو الكتابات المتأخرة أو الأخيرة. أو (الأبوكريفا) والخفية، وهي جملة تلفيقات تختلف عما سبقها من كتب.

5-2- النص الشفاهي (التلمود المقدس) او(أو التلمود الحجازي): وهو التراث الشفاهي الذي تم تدوينة من الأحبار في بابل اثناء السبي . ويقسم إلى قسمين: مشنا وجمارا ـ المشنا تعني المتن وجمارا وتعني الشرح أو التفسير. وهو كسابقيه يختلف في الأحداث والأزمان، وكتب بما يتفق وعصر تدوينه ومؤلفيه أيضاً (من كهنة وإيلوهي) وفيها أساطير تم اقتباسها الكاتب اليهودي ـ الكهني.. حيث وجد فقهاء اليهود أيام السبي البابلي أن للبابليين والكنعانيين ثقافة وأساطير أرادوا أن يجاروها، فقاموا بتبيئتها بما يجعلها متفقة والتراث اليهودي التوحيدي، لأنهم كانوا على تماس مع تلك الشعوب المجاورة الي كانت بينهم تاثيرات متبادلة كثيرة فقد كانت هناك الكثير من التناصات مع الموروثات الروحية لدى البابليين والكنعانيين.مما يعني ان الخطاب التوحيدي كان متاثر بالفكر السابق او معايش لهم ولعل أشهر المدارس البحثية في التوراة، وهي مدرسة "فلهاوزن WILLHAWSEN"، التي أكدت أن تصانيف التوراة قد بدأ جمعها بعد عهد موسى بقرون، وأن الجُّماع والمصنفين كانوا مختلفين مزاجاً ومَشْرباً، ودلّلت على ذلك بأدلة هامة، لعل أخطرها ولا يقبل جدلاً، أن اسم الإله وطبيعته وعلاقته باليهود، يختلف ما بين سفر وآخر، إضافة إلى تكرار القصص في، مما يشير إلى أن المصنفين لم يلتقوا معاً، ليصفوا ما بينهم من خلافات حادة في التفاصيل، هذا مع فروق واضحة وعميقة إلى حد التنافر التام في اللغة والأسلوب بين هذه (21).

أما النسخة العربية، فتؤكد على غلافها أنه "قد ترجم عن اللغات الأصيلة، وهي العبرانية (أصلا الكنعانية)، واللغة الكلدانية (وما تحمله من تراث رافدي طويل)، واللغة اليونانية (وما حملته من علوم جامعة الإسكندرية وتراثها المصري العريق)". (22).

ولكنَّنا نلمس أن النص يتمركز حول زعيم ومن هنا تظهر امامنا ثلاث زعامات تكونه منها المروية التوراتية هي الطبقات التي ترويها انطلاقا من موسى بوصفها وحيا الذي يعتمد (العبرانيين) و(الاسرائيليين) و(الموسويين) و(الساميين) هنا نحاول البحث الجينالوجي في الدلالة لتلك الأسماء .

6- تكوين الاسلاف من اليهود: حيث ان المدونة التوراتية تتحدث عن ثلاثة اسلاف المكون الاول جاء مع ابراهيم (العبرانيين) ثم مع الحفيد (الاسرائليين) ثم جاء الخروج مع موسى (الموسويين) .

 6-1- مدّة الإسلاف (العبريون):

 الاسم الأول الذي يشير إلى فترة الإسلاف(23) إبراهيم والولادة هو(العبريون):"ابراهيم " الجد الأعلى الذي حاز الميثاق وهو نقطة الالتقاء في الاديان الثلاثة ومنه يتفرع سرديتان هما: الاسرائليون والاسماعيليون، وهذا ما يشير له " رينهارد لاوت":فيما يخص قصة ابراهيم، والذي يلفت فيها النظر أنها أول سيرة ذاتية نجدها في الكتاب المقدس، وهي بهذه الصفة حياة مشكلة عضويا بشكل كامل ونضيف إلى ذلك أنها كتبت بيد كاتب مدفوع دينيا إلى فعل ذلك (24)

وقد بدت تلك المرويات الدينية لدى جمهرة من الباحثين مجرد روايات شفاهية غير محددة وغير دقيقة ولعل هذا ما يخبرنا به غارودي بقوله (يعرض لنا رواة التوراة تاريخ إسرائل بوصفه سلسلة من العصور المحددة تحديدا دقيقا .فهم يدرجون كل الذكريات والقصص والخرافات والحكايات والأشعار التي انتقلت إليهم عبر التراث الشفهي، ضمن إطار المحدثين على أن هذه الصورة التاريخية لا تعدو ان تكون صورة وهمية إلى حد كبير)(25) وهذه المرويات التي مرت بالجمع من عهد سليمان النبي الى السبي البابلي وما جاء بعد ذلك هي مرويات لاتخلو من الاساطير والتناصات مع التراثات المحلية الى جانب التوظيف السياسي .مماجعل بعض المؤرخين من بينهم اليهودامثال "البيرت آلت و"مارتن نوت " يعتبرون تقسيم التاريخ إلى عصور متعاقبة "الاباء – السحرة في مصر – غزو كنعان"هو تقسيم مصطنع . بل هي في نظر فرانسواز سميث مجرد قصصا خيالية فالروايات التاريخية التوراتية لا تعرض لنا معلومات عما تقصه بل عمن يروونها .بل ان " البيرت بودي " يكشف المسكوت عنه في تلك الروايات انه التوظيف السياسي بقوله:(لقد تناول السواد الأعظم من المفسرين هذا الوعد الأبوي بمعناه التقليدي، لاضفاء الشرعية في فترة لاحقة على الغزو الاسرائلي عما كانت عليه في عهد الملك داود، بعبارة اخرى، فإن هذا الوعد قد أدرج في نصوص الأباء، بغرض جعل هذه "الملجمة السلفية" بمثابة مقدمة وإعلان لمقدمة العصر الذهبي لداود وسليمان)(26) ونحن نجد ان تلك النقود موضوعية في تحليل تلك النصوص الشفاهية التي تعرضه الى الكثير من الحذف والتوظيف السياسي، ومن اجل تحليل تلك النصوص التي تحدث عن ثلاث مرويات تم جمعها في الخمس وهي كما ياتي:

هنا كان العهد الأول مع إبراهيم (العبري) فن الحفر عن الاسم يبدو أن المدونات الرسمية التي كانت قائمه في تواريخ الدول المهيمنة في مسرح الإحداث لم تظهر اثر بين لمدون الدرامية للتوراة المتأخرة اذ كانت هناك تحركات طبيعية هي حركة البدو حول الحواضر، ويمكن قبول الادرامه التوراتية ضمن تحركات البدو الدائمة، وربما كانت نهاية المطاف والاستقرار بالنسبة لهذه المجموعة في فلسطين التي كانت تشهد حقبة انتعاش على يد الكنعانيين؛ إلا أنها لم تعطِ مكانًا مبرزًا في سردها مثلما أعطته التوراة إلى إبراهيم وعائلته في رحلة وصولهم إلى فلسطين قادمين من حران ولكنَّ الترحل الإبراهيمي المذكور في العهد القديم وضمن تلك الفرضية القائمة على حركة البدو غازية او باحثة عن الخصب في الحواضر وهي مفردات طاردة يشكل خطر الذي يسببه هؤلاء لحواضرها . ونستطيع الحفر في دلالة الاسم في لغات الحواضر القديمة عن المعنى ودلالته اذ وجد في الاكدية صيغة ibbiar ابيار، وتعني الهارب أو الذي هرب، وهي تقابل المعنى السومري SA.GAS والاكدي habiru خبرو وتعني غزاة، رجال غزو ويستعمل تعبير "سا – غز" للدلالة على رجال من هذا النوع ويقابله بالاكدي habbatu أي القتلة (27)

فهذا الحفر لا يشخص بقدر ما يعمم لغة الصراع بين المدن والصحراء ؛ إلا أن القراءات القصدية سواء كانت دينية قديما او سياسة معاصرة تحاول التأويل والبحث عن معنى يضفي على مخيالها السياسي الشرعية في استمرار الغزو والاستيطان من هنا تسعى هذه القراءات الى البحث عن الشواهد التاريخية والاثارية، فقد حاول بعض المختصين بالدراسات المسمارية من اليهود وبعضهم يدرس في جامعات الكيان الصهيوني أن يربط بين كلمة خابيرو أو عابيرو وكلمة (عبريم) التوراتية التي تعني عبراني، بالجذر (ع ب ر) أو بالمصدر المشترك والذي يعني مر وعبر وكان الهدف من ذلك كما هو واضح محاولة لاختراع اصول في فلسطين لجماعات العبرانيين الذين استولوا على ارض كنعان حسب رواية سفر يشوع(28). والواضح أن التعليل ليس علميًا لأنه ينطلق من محاولة إثبات ما هو قائم في المخيلة الدينية وإعادة استثمارها في الهيمنة على الأرض وهذا الأمر كان له ما يعارضه من حيث التأصيل المكاني، إلا انه أيضا يعتمد ذات الأسلوب القائم على الحفر اللغوي كما فعل كمال الصليبي، الذي اختلف في تحديد مكان للسرد المتخيل للتوراة فقط ولكنَّه يؤكد ارتباط الاسم السرد التوراتية التي تتخذ من إبراهيم مركزًا لمحور الرغبة في سردها اذ يرى (ان تسمية العبريين هي نسبة إلى إبراهيم نفسه، حيث وصف إبراهيم بـ (العبري)(29)، وهي دلاله أيضا أشار لها الكثير من الباحثين عبر حفرهم في دلاله اللغة من خلال الفعل الثلاثي "عبر" بمعنى عبر النهر في إشارة إلى عبور إبراهيم ومن معه لنهر الفرات بعد أن هاجر كما تروي إسفار العهد القديم، من مدينة اور. أو إلى عبورهم لنهر الأردن إلى الضفة الشرقية، ثم أنهم أضافوا ياء النسبة على (عبر) فأصبح "عبريا" وهذا الرأي هو الأرجح لدى جمهرة الباحثين ويقولون إن الكنعانيين هم الذين اطلقوا عليهم هذا الاسم(30) .

ولكنَّنا نستطيع القول انطلاقا مما انطلقنا منه حول علاقة الحواضر بالبداوة كان (الكنعانيون والفلسطينيون يسمون بني اسرائيل بالعبريين لعلاقتهم بالصحراء وليميزوهم عن أهل العمران، ولما استوطنوا ارض كنعان وعرفوا المدينة والاستقرار صاروا ينفرون من كلمة عبري التي كانت تذكرهم بحياتهم الاولى حياة البداوة والخشونة(31).وعن حياة البدو قال جان بوتيرو (هؤلاء البدو في الشمال، الذين يعيشون في السهوب لا يعرفون الحبوب والمساكن والمدن، يأكلون اللحوم بدون طهي، ولا يمكن تثقيفهم أو تنظيمهم . واذا ماتوا فانهم لا يدفنون وفق الطقوس)(32)

 ولعلَّ هذه الثنائية بين الراعي "البدوي" والمزارع ثنائية لها وجود عميق في البنية الذهنية الشرقية القديمة كما جاء في النصوص السومرية والبابلية، وكما عكستها التوراة في ثنائية الراعي والمزارع هابيل وقابيل بشكل يعبر عن الخطاب الرعوي لليهود؟

 إننا نلمس مرةً أخرى أن النص التوراتي يعيد بناء ذاكرة الجماعة و بناء هوية تخيلية افتراضية تعيد تأميم الرأسمال الرمزي للمنطقة وجعله رأسمال خاص بالجماعة اليهودية فهذه دلالة الجد الأعلى لليهود الذي يمثل العهد الأول مع الرب نستطيع ان نلمسه في جذور مشتركة تنتمي للمنطقة أي رأسمال جمعي قبل ان يتم تأميمه من السارد التوراتي وبتحري المكتشفات التاريخية نجد: أن إله إبراهيم هو "إيل" خالق السموات والأرض وهو مشتق من الخل وإيل أي صديق الله أو حبيب الله(33). وهذه عادة عربية قديمة موروثة في التسمية، وهنا يظهر بوضوح ما هو سائد في أغلب النصوص الأسطورية وهي تعتمد التناصات مع غيرها بشكل مقصود او غير مقصود ؛ ونجد أن النص التوراتي يمارس قراءة النصوص السابقة او المعايشة لها ؛لهذا نراها قد ربطت سلالات اليهود سواء كانوا موسويين او غيرهم بإبراهيم النبي الكلداني ليكون لليهود الحق بامتلاك أرض فلسطين، الذين مارسوا التأويل والتفسير والتدخل النحوي في تغيير المعنى حتى يتناسب مع حاجاتهم لهذا اختاروا "إبراهيم" لكونه أول أنبياء المنطقة العظماء وقد ذكر احمد سوسة (ان أهم ما كان يهدف كتبة هذه الديانة هو إرجاع نسبهم المجهول إلى إبراهيم الخليل الذي يمثل أقدس وأقدم شخصيات العصر القديم، ثم تثبيت عقيدة الأرض الموعودة وعزوها إلى إبراهيم وموسى وهؤلاء بريؤون منها)(34)

ويقول غارودي عن الوعد هذا:" من الملاحظ ان الوعد الابوي، الذي يحدثنا عنه سفر التكوين، لم يقطعه يهوه وهو الاله الذي دخل فلسطين مع جماعة الخروج، بل قطعه الاله الكنعاني إيل في إحدى تجليات المحلية، لان الاله المحلي الذي يملكك الارض هو وحدة الذي يملك ان يسمح للبدو الرحل بالاستقرار في ارضه" .(35) بالإضافة الى ارتباط الامر بطقس تضحوي كان موجود في كنعان في ذلك الزمن إلا ان التوراة جعلت منه وكأنه فداء وطاعة يقابله الوعد بالأرض، وهنا التركيز الأساسي لدى التوراة على العهد والفداء الاختيار والعهد تذكرة التوراة بالقول:

(وقال الرب لابرام انطلق من أرضك وعشيرتك وبيت

أبيك الى الأرض التي اريك .وانأ أجعلك امة كبيرة

وأباركك وأعظم اسمك وتكون بركة .

وأبارك مباركيك

وشاتمك ألعنه

وتتبارك بك جميع عشائر الأرض

فانطلق أبرام كما قال له الرب ومضى معه لوط .وكان أبرام ابن خمس وسبعين سنة حين خرج من حاران فأخذ أبرام ساراي امراته ولوطا ابن أخيه وجمع أموالهما التي اقتنياها والنفوس التي امتلكاها في حران وخرجوا ليمضوا الى أرض كنعان وأتوا أرض كنعان)(36)

الطاعة الفداء تذكرة التوراة بالقول: ("يا إبراهيم" أجاب "لبيك "فقال له: "خذ ابنك وحيدك، إسحاق الذي تحبه، واذهب الى منطقة المرايا، وقدمه ضحية على أحدى الجبال الذي أقول لك عنه "فقام إبراهيم في الصباح الباكر وأسرج حماره، وأخذا ثنين من خدامه وابنه إسحاق .وبعد ما قطع حطبا لإحراق الضحية، ذهب الى المكان الذي قاله له الله عنه. 4وفي اليوم الثالث، تطلع ابراهيم فراى المكان من بعيد.5 فقال لخادميه:"انتظرا هنا مع الحمار، بينما اذهب إنا والولد إلى هناك لنعبد الله ثم ترجع إليكما ."6وأخذ إبراهيم الحطب للضحية ووضعه على كتف ابنه إسحاق، أما هو فحل النار والسكين.وبينما هما ذاهبان معا، 7 تكلم إسحاق وقال لأبيه إبراهيم يا أبي فأجابه إبراهيم:"نعم يأبني " قال إسحاق:"معنا النار والحطب، ولكن أين الحمل للضحية؟"8 أجابه إبراهيم:"الله يدبر لنفسه الحمل للتضحية يا ابني ."وتابع ....ومد ابراهيم يده واخذ السكين ليذبح ابنه .فناداه ملاك من السماء وقال:"إبراهيم إبراهيم " فأجاب:"لبيك "12 فقال:"لا تمد يدك الى الولد، ولا تفعل به شيئا ألان علمت انك تتقي الله، فلم تمنع ابنك وحيدك عني "13 وانظر إبراهيم فرأى كبشا اشتبك بقرنيه في شجرة الغابة . (37)

 فهذا النص المركزي الذي يمارس من خلاله تأويل العهد ونقله من إبراهيم إلى إسحاق دون إسماعيل على الرغم من ان القربان يذكرنا بفعل طقسي كنعاني (38) يقوم على التضحية الحيوانية او البشرية، ولكنَّ النص هنا يشكل محاولة تطويب العهد الذي قطعه الله مع إبراهيم وتجلى من خلال الختم الذي يميز أهل العهد عن غيرهم من الغلف (يشير الله في ظهوره لابراهيم الذي كلمه فيه بهذه الكلام، أولا الى العهد الذي أبرمه معه، ثم يكرره وعده .لكنه يحول بعد ذلك علاقة الوجود أمامه الى واقع مرئي دائم: انه يامره بالختان "فيكون علامة عهد بيني وبينكم")(39).

 وهنا يتشكل أول ملامح الراعي الذي سوف يشكل الأخيار او الأصل الذي يعبر عن الانتماء الأصلي للديانة التوحيدية سواء كانت إسماعيلية اواسحاقية ثم ابنه اسرائيل وهنا يتشكل المخيال الجماعي المشترك الذي تحول الى مكتوب مع التوراة الإسرائيلية؛ الا انه بقى شفاهيًا عند التيار الإسماعيلي(40) والمكتوب هنا (يشكل الوسيط الرمزي الذي يربطنا بالمخيال التاريخي . ولا غرو أن يأتينا كما هو في بداهته وتلقائيته، مادمنا لا نتقبله مباشرة بل بالواسطة ولكن هذه المرة وسيلتنا الوحيدة التي لا نملك غيرها ...فالسطح هنا هو المكتوب الموثق، والحفر فيه ممكن، وقد يوصلنا الى المخيال الاجتماعي، ولكننا لا نستبصره محسوسا ماديا، بل من جنس المجردات)(41) فالفرد ذاته وهو ينقل الخبر ذاته في سياقين مختلفين من شأنه أن يؤثر في الخبر على طبيعة الخبر في بثه وتقبله الا الرواية والتقبل هما الان يصنعا الخبر وهذا ما حصل في الحديث عن شخصية يعقوب، وبهذا تصدق المقولة التي اتخذناها عتبة والتي مفادها "أن الربانيين والحاخاميين فسروا التوراة حسب أهوائهم وبالشكل الذي يلبي غرائزهم ونزوعهم للتفوق على بقية أجناس البشر"..(42)

 إنّ التحيّز الى شعب معين يبدأ من العهود التي تؤكد عليها التوراة بين الانبياء والرب والوعد بالأرض ومن اجل الوصول الى هذا تعتمد التوراة تناصات اسطورية مستعارة من الشرق وهذا ما يرصد في التوراة خصوصا في الكتاب الخامس (الذي يستخدم الاسطورة القديمة لتصور اللاهوت المرعب في الاختيار الالهي الذي لعب دوراً حاسما في تاريخ المعتقدات الثلاثة) (43)ولعل هذا ما يمارسه بعضهم أثناء الحروب الأخيرة فهذا احدهم اثناء تواجده في العراق المعاصر محتلا وهو يزور آثار عراقية ويرصد فيها معابدها القديمة وآثارها يطرح سؤ الًا عن حياة ابراهيم هنا (هذا المعبد أثار انتباهه بحجمه الهائل وموقعه المشرف على ما يصفه بأنه "قرية أور ببيوتها ألمنخفضة التي لا يتعدى ارتفاعها طابقاً واحداً وطابقين في أفضل الحالات". هذه "القرية" هي أحد أكبر مواقع المدن الأثرية في العالم وأهمها، ولكن أكرسون يتساءل "مندهشاً" كيف خرج إبراهيم من هذا المكان الذي يطل عليه "المعبد الوثني" المهيب؟ وفجأة يجد الجواب، وهو أن إبراهيم استطاع أن يشق طريقه عبر هذا الظلام الوثني مهتدياً بنور التوحيد، ليصل إلى حران، ثم إلى ما يسميه بـ "أرض إسرائيل"، وهو الاسم الذي أعيد إحياؤه بعد أربعة آلاف سنة من الفترة التي يفترض أن إبراهيم عاش فيها..) (44)

 وعلى الرغم مما اصاب هذه الرحلة وتلك الشخصية من قراءات متنوعة بين النفي (45)والاثبات الا انها تبدو رحلة ابراهيم الفار بدينة من العنف الذي تفرضه السلطات الشمولية نحو وطن اخر تستثمره التوراة من اجل بناء وطن بديل .

 6-2- من يعقوب الذي "أصبح إسرائيل"

 (الإسرائيليون أو بنو إسرائيل)

  وهم جزء من الإسلاف لليهود أيضا إلا أنهم مهمين هنا إذ كان العهد الثاني () اعتقد ان هذا العهد هو الأساس في انتقال الرأسمال الرمزي والاقتصادي القائم على الاستيلاء على الأرض لهذا تحاول التوراة ان تقدم توظيفًا أسطوريًّا في خلق علاقة بين الجد والإله من اجل الحصول على البركة وان كانت تتعارض مع ابسط القواعد الأخلاقية واللاهوتية من خلال تشخيصها الرب ودخوله في صراع مع إسرائيل فهي لا تعامل الأسلاف بذات السمات التي تعامل بها الأنبياء بعد موسى وكأننا هنا أمام زمن الإبطال المؤسسين كما هو الحال في الأدب العراقي القديم مثل: اوتونابشتم وجلجامش وآدابا والأدب اليوناني كما هو أحوال أبطال هوميروس ....الخ

 ولكنَّ النصوص الدينية هنا تعامل مع الوقائع على أنها تاريخ قدسي وتعمل على تقبل كونه تاريخ متعالي إذ يظهر يعقوب حسب السرد التوراتي يمثل محور الرغبة اليهودية ألقائمة على الفوز بالعهد الإلهي من دون أبناء إبراهيم الآخرين مثل إسماعيل فهو الأكبر وأول من تم تقديمهم بوصفهم قربانًا للرب على الطريقة الكنعانية .

فمحور الرغبة يظهر البطل يعقوب يدخل في صراع او محاولة إقناع الرب وخلف يعقوب كل اليهود وارثوا العهد وبالمقابل الخصوم هم: أخوه إسماعيل وأبناؤه .......اذ تروي التوراة لنا نصّين:

النص الأول:إسرائيل هو لقب للنبي يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل وقد اختلفت الروايات في أصله، فهناك من يرى انه مؤلف من كلمتين قديمتين هما (إسرا) بمعنى غلب أو عبد أو صفوة و(إيل) وهو الله فيكون معنى الكلمة غلب الله أو عبد الله أو صفوة الله(46). وهناك من يرى انها كلمة كنعانية الاصل تعني (ليؤا – زر – أيل) وأيل اسم اله(47)

 ويبدو ان هناك حادثة ترويها التوراة؛ لأنّ الامر يأخذ بعدا اسطوريا عندما يتجسد الاله هنا شبيهًا تجسده في العبادات الوثنية اليونانية خصوصا في الالياذة وهذا يبدو حيث كان المقدس لم يكن متمايزا جوهريا من الطبيعة أو الصفات الإنسانية بحسب ما صورته التوراة (عاد يعقوب بعد سنوات من "حران" مع زوجاته وعائلته داخلين مرة أخرى إلى أرض كنعان، فتلاقوا في "عيد الظهور " في معبر "جابوك" في الضفة الغربية، بينما كان هناك كائنا غريبا يبدو –روحيا- يصارعه طول الليل للفوز عليه . وعند الشروق مثل أكثر الكائنات الروحية كان لابد ان يغادر الارض، لكن يعقوب تمسك به فلم يتركه يذهب الا إذا كشف له عن اسمه في العالم القديم الذي يعرف كشخص يمثل قوة عليا .لكن القوة الروحية العليا امتنعت فلم تبح ليعقوب بذلك كي لا يبوح له بتلك المعلومة)(48)

 فالامر هنا يتعلق باسم الاله السري كما يعرف بعلم السيمياء البابلية والقبالة اليهودية، وهناك جزء اخر يتعلق بالبركة والعهد بالأرض فيعقوب بعد ان عاد من مصر اراد ان يقابل اخا له فجلس (يعقوب) في خيمة وبينما هو كذلك دخل عليه رجل:"فبقى يعقوب وحده وصارعه انسان حتى طلع الفجر، ولما رأى انه لا يقدر عليه حق فخده فانخلع حق فخد يعقوب في مصارعته معه . وقال اطلقني لانه قد طلع الفجر . فقال له لا اطلقت ان لم تباركني . فقال له ما اسمك فقال يعقوب . فقال لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل اسرائيل لانك جاهدت مع الله والناس وقدرت . وسأل يعقوب وقال اخبرني باسمك فقال لماذا تسأل عن اسمي وباركه هناك . فدعا يعقوب اسم المكان فنوئيل قائلا لاني نظرت إلى الله وجهاً لوجه وبخيت نفسي . واشرقت له الشمس اذ عبر فنوئيل وهو يخمع على فخده(49)، وكأننا هنا أمام الصراع بين جلجامش وعشتار وكيف تمكن جلجامش وانكيدو من التغلب على الثور السماوي .

النص الثاني: يضع هذه الحادثة بعد إقامة يعقوب لمذبح الرب في بيت إيل، وذلك بعد الصراع في يبوق بزمن لا بأس به: "فأتى يعقوب إلى لوز التي في ارض كنعان هو وجميع القوم، الذين معه وبنى هناك مذبحاً ودعا المكان ايل بيت ايل .. وظهر الله ليعقوب ايضا حين جاء من فدان ارام وباركه، وقال له الله: اسمك يعقوب، لا يدعى اسمك يعقوب فيما بعد بل يكون اسمك اسرائيل(50).

يمكن ان نورد نقدًا للعهد الذي منح الى اليهود بأرض كنعان بوصفه تطويبًا للأرض، فقد قدم غارودي مجموعة من النقود لهذا العهد وهي:

1- وعد بالأرض، بمعنى الوعد بالاستقرار، وقد وجه في بادئ الامر إلى جماعات من البدو الرحل الذين يتطلعون الى الاستقرار في أي من المناطق الاهلة الصالحة للسكن ثم اصبح هذا الوعد جزءا من التراث الديني والقصصي لدى قبائل شتى متباينة .

2- لم يكن هذا الوعد الموجه إلى البدو هو غزو منطقة ما سياسيا او عسكريا بقدر ما كان يهدف الى استقرارهم بالسكن في منطقة محدودة.

3- في حقبة لاحقة اكتسبت الوعود القديمة بعدا جديدا وذلك عندما تجمعت عدة قبائل من البدو الذين توطنوا لتشكيل معا " شعب إسرائيل " إذ كان الاستقرار قد تحقق ومن ثم بدا الوعد يكتسب طابعا سياسيا وعسكريا وقوميا، وبإعادة تفسير الوعد على هذا النحو أصبح ينظر اليه بوصفه انموذجا للغزو النهائي لفلسطين وإعلان قيام مملكة داود ولإضفاء الشرعية عليها .(51)

6-3- موسى (الموسويون)

اولا - قصة الولادة والنبوة:

 إنَّ الزعيم الذي كان له اثر كبير هو "موسى: ومنه جاءت التسمية الثالثة لليهود هي (الموسويون) وقد تم تداول هذه التسمية بعد مرور الدور الذي تم فيه تداول تسمية اسرائيل بزهاء ستمائة عام .عاش بنو إسرائيل في مصر في بحبوحة من العيش تحت رعاية أخيهم يوسف فقد أقطع لهم أراض زراعية خصبة، وتكاثروا وكان سكنهم في أرض جاسان شرقي الدلتا، لكن جاء ملك في مصر إلى الحكم فمارس معهم اعمال السخرة من اجل تشييد المباني .

 وفي هذا الواقع ولد موسى إشارة الى الجماعة التي خرجت من مصر بقيادة نبي الله موسى (52)، لقد أثارت شخصية النبي موسى وأسمه كثير من الجدل بين علماء التاريخ والدين، وهذه المشكلة دفعت الباحث اليهودي والطبيب النفسيّ سيجموند فرويد(53) إلى القول إن موسى كان مصرياً ويستند في ترجيح هذا الافتراض على ما يأتي:

1- لم يرد في أسماء العرب القدماء اسم نطقه كأسم موسى فهو أول شخص يحمل هذا الاسم.

2- أن كلمة موسى بأشتقاقها الذي ذكر في العهد القديم (خروج 8: 10) قد أعتبره اسما يهوديا وأنه سمي بهذا الاسم لأنه أنتشل من الماء، حيث جاء العهد القديم:" ودعت أسمه موسى وقالت لأني أنتشلته من الماء " والكلام هنا على لسان أبنة فرعون(54) والفعل أنتشل في النص اليهودي فعل نادر الأستعمال جدا بهذا المعنى هو الفعل (مشى) الذي أشتق منه أسم موسى (موشى) .

3- نجد في اللغة المصرية كلمة قربية جدا من نطق موسى هي لفظة (موسى) التي تعني مو = ماء، سا = ابن فيكون معنى الاسم ابن الماء(55) ويكتبونها احيانا بالعربية (مُس) بدون واو، وهي التي توجد في أسماء الفراعنة نحو تمس (أي أبن الآله نحوت)، ورعمسيس (أي أبن الآله رع) (56). 

 ويبدو ان هناك ذهنية قديمة باضفاء هالة من الاعجاز على ولادة الشخصيات المحورية في تاريخ الشعوب هكذا عامل الاكديون الامبراطور المؤسس في وسط العراق اذ هنا نص أسطوري قصة ميلاد سرجون الاكدي (2340 – 2284 ق.م) والنص الروماني أسطورة أولاد الذئبة(57) . ويبدو انها طريقة قديمة تعكس مكانة القائد واثره في تلك الحضارة ومن هنا كانت هناك تناصات اذ أشار عدد من الباحثين الى الشبه الكبير بين ما ورد في قصة سرجون الأكدي وبين ما ورد في قصة موسى (58) .

 وتبدأ بعد ذلك هذه القصة المؤسسة في حياة الجماعة الموسوية مع اكتمل عقل موسى وعلمه وبلغ الاربعين شاهد مصريا يتقاتل مع عبرانيا فانتصر موسى للعبراني فقتل المصري وهرب إلى أرض مديان، وهناك التقى موسى بيثرون (شعيب)كاهن مديان وتزوج ابنته ورعى غنمه، ثم ظهر الله لموسى في عليقة في حوريب، أخبره الرب أنه سمع صراخ بني إسرائيل وانه سيرسله ليخلصهم من الظلم.

ذهب موسى - بحسب الرواية التوراتية للتاريخ – الى فرعون وطلب منه تحرير بني اسرائيل، لكن فرعون رفض فصنع الرب عشر آيات ومعجزات لضرب مصر وإحراج فرعونها:

1- تحويل النيل إلى دم .

2- ضربة الضفادع.

3- ضربة البعوض والذباب .

4- ضربة المواشي بالوباء .

5- ضربة البرد (الحالوب) والجراد والظلام .

6- الضربة التي تم على اثرها الطرد وهي موت الباكرات من النساء .(59)

ثانيا - قصة الخروج:

على أية حال كانت غالبية الذين خرجوا مع موسى من الهكسوس والمصريين وقلة من بقايا بني اسرائيل أولئك الذين بقوا في مصر من نسل يعقوب، حين قدم يعقوب وزوجاته وأسباطه عند يوسف في أعوام القحط(60) . والملاحظة الجديرة بالانتباه أن سفر الخروج يصمت صمتا تاما عن الفترة التي قضاها بنو اسرائيل في مصر بين وفاة يوسف وولادة موسى، ولا نعلم سوى أن هؤلاء قد وقعوا تحت نير العبودية . فاقامة بني اسرائيل في مصر وفق سفر الخروج (12: 40) هي أربع مئة وثلاثين سنة أما سفر التكوين (15: 13و16) فهي أربعمئة سنة فقط وفي نهاية قصة يوسف، لدينا إشارة واضحة الآن إلى أن فترة الإقامة في مصر لم تتجاوز حياة جيل واحد فقط من أحفاد يوسف (تكوين 50: 23) والمدة الفاصلة بين موت يوسف ودخول كنعان بما فيها فترة الإقامة في مصر وفترة الخروج لم تتجاوزمئة سنة على أبعد تقدير، وأن الذين ولدوا في حياة يوسف هم الذين أستعبدوا من المصريين وهم الذين خرجوا أيضا مع موسى ودخلوا مع يشوع(61) .

عند "سفر التكوين"، هو "سفر الخروج"، ذلك هو اسم موسى، كيف كتب بالخط العبري؟: كتب (م ش ه) وفسر على لسان بنت فرعون التي زعم هناك أنها مسميته كما يلي "كي من هميم مشيتهو" ومعناها "لأنني من الماء مشيته" والمقصود أنها أخرجته من الماء.

أولا: نلاحظ أن الاسم "م ش ه" من لغة بنت فرعون لا من لغة العبرانيين. وأن "مشيتهو" من لغتها.

ثانيا: نلاحظ أن "م ش ه" من صيغة المبني للمجهول القربية، وأن الهاء هناك للسكت، والمقصود ان بنت فرعون سمته "مشي" أي أخرج.

ثالثا: يلاحظ أن "مشى" في لغة بنت فرعون تعني "مشى" في عربيتنا، وأنها استخرجت من ذلك فعلا مبنيا للمجهول على الطريقة العربية هو (م ش) وأضيفت الهاء للسكت.رابعا: يلاحظ أن هذه المعاني لا تستقيم إلا بالعربية، أعني أن كاتب النص كان يتحدث عن ناطقة بالعربية، وكان يكتب لقارئين بالعربية، فلذلك فسر الاسم بمقتضى العربية كما فهم.هذا كله ليس إلا اجتهادا في تفسير العلاقة بين (م ش ه|) والفعل المذكور في عبارة بنت فرعون، لكنه ليس موافقة على تلك العلاقة التي ليست إلا تفسيرا للاسم يأتي به كاتب النص المدعو "سفر الخروج". إن اسم (م ش ه) ليس كما ذكر كاتب سفر الخروج اشتقاقا من المشي على لهجته العربية التي كتب بها في الأصل "سفر الخروج"، إن هو إلا تحريف لكلمة "موسى" التي تعني السكين. كل ما كان من ناقل النص إلى العبرانية أنه نقل هناك نصا عربيا يفسر الأصل الاشتقاقي لاسم (م ش ه). وعلى ذلك يكون كاتب النص العربي الأصلي قد قرأ في خط لا يثبت الحركات والنقط وحروف اللين، ويكون قرأ (م ش ه) في نص فيه (م. س)، وأضاف هاء السكت كما أضاف الحركات من بعد وحروف اللين.ومعنى ذلك، أن كاتب النص العربي الأول الذي ترجم عنه النص العبراني أخطأ في القراءة. لماذا؟ لأن القراءة الصحيحة (م. س) هي "موسى" وتعني السكين، بل إننا نضيف إلى ذلك أن المترجم إلى العبرانية اضطر إلى إدخال فعل "مشى" محرفا إلى العبرانية، وذلك ليفسر اسم (م ش ه) به، وكأن الأصل الذي نقل عنه كان كما يلي: "لأنني من الماء مشيته"، وكأن القراءة التي جعلت للاسم في الأصل العربي هي "مشي" بصيغة البناء للمجهول العربية، فاضطر المترجم العبراني إلى الحفاظ على الأصول العربية مع تحريفها لتناسب النطق العبراني، وذلك ليتم له في النص العبراني بيان العلاقة بين الاسم وسبب التسمية. (62)

 7- بنية المجتمع اليهودي وطبقاته الاجتماعية

  القارىء الفقيه للمجتمع اليهودي يجد الطبقات الآتية في الشعب اليهودي:

 7-1- الصدقيـــــون:

7-1-1- انتمائهم:وهم طائفة كهنوتية ارستقراطية، وقد اشتق اسمهم من اسم صادوق سليل فنحاس الذي مارس الكهنوت حين انتهى نسل أولاد هارون .

7-1-2- موقفهم السياسي:كانت متحالفة دائما مع السلطة السياسية الحاكمة حتى حين كانت هذه كانت السلطة معادية لليهود، كان هدفهم أن تظل الاوضاع مستقرة ليحتفظوا بسلطانهم وثروتهم . ومن ثم كانوا يتغاضون عن وجود المستعمر بل كانوا يشجعون ذلك ويسعون الى بقائه، لهذا لم يكن يحبهم الشعب .

7-1-3- فهمهم للشريعة:وقد اكتفى الصدوقيون بالطاعة الاعتيادية للشريعة المكتوبة فقط، و رفضوا الأحاديث الشفوية التي يقول بها الفريسيون، الذين كانوا يعتقدون ان تقاليد الاباء وتعليقاتهم على الشريعة هي فوق الشريعة، ومن هنا فقد

7-1-4- على مستوى المنهج: في فهم الشريعة فقد أخذ الصدوقيون بالاتجاه الحرفي المحافظ في تعاملهم مع النص المقدس اليهودي، وعلى هذا فقد فهموا الامر القائل:"العين بالعين والسن بالسن " بمعناه الحرفي الدقيق، بينما فسره غالب "الفريسيين " بما يفيد دفع التعويض المالي .لقد أدت هذه الحرفية غير المرنة، بالإضافة لأهمية الهيكل بوصفه المكان لتقديم الاضاحيات، الى ضعف موقف الصدوقيين الذي كانوا –في الأساس –كهنة – ولم يستعيدوا مكانهم بعد نكسة سنة 70 (للميلاد)

7-1-5- عاشت ولم يكونوا يهتمون بالدين بل كما يصفهم مؤرخو الأفكار على أنهم كانوا ماديين دنيويين لا يؤمنون بالبعث، ولا بالدار الآخرة ولا بالملائكة ويعيشون في الدنيا عيش التنعم والرفاهية من خلال ما تقدم من الضحايا والهبات التي كانوا يمنعون حرقها ويأخذوها لهم .

 ويبدو ان هذه الطبقة من رجال الكهنوت بوصفهم المشرفين على المعبد يجعلون من المعبد مصدر للمال نظير ما يقدمونه من خدمات للمعبد . وهم بهذا كانوا حريصين على النصوص المدونة يأخذوها كما هي بظاهر النص دون تأويله تأويل باطني ودون معاني شفهية تسقط على النص وهم بما يتعلق بالعالم الأخر كانوا يعكسون المعارف التوراتية التي كانت اقرب ما تكون إلى الفكر العراقي القديم حيث لم تتشكل بعد تصورات عن العالم الاخر . (63)

7-2- الفريسيون:

7-2-1- التسمية:كانوا من اكبر الفرق اليهودية في القرن الأول (للميلاد) كانت هذه الجماعة تلزم اتباعها بقواعد صارمة للطهارة فيما يتعلق بإجراءات العشر Tithing procedures .كانت هذه المجموعة تسمى بيروشم Perushim بالعبرية بوصفها حركة محددة مميزة –أحيانا – في بداية الحقبة "المكابية" بعد حوالي سنة 160 قبل الحقبة المسيحية قبل الميلاد .

7-2-2- وقد كان يطلق على الفريسين "الفاصلين Seperators او الانفصاليون ـ كما نعتهم (الصدوقيون) ـ أي انهم فصلوا انفسهم وقد تدنسوا بإهمال ما تفرضه عليهم طقوس التطهر.من خلال انشقاقهم على المجلس الديني السنهدرينSanhedrin الذي يسيطر عليه الصدوقيون، ورفضوا المشاركة في مشارواته.

7-2-3- كان الفريسيون يعتبرون انفسهم الورثة الحقيقيين لليهودية كما تجلت في الكتاب المقدس اليهودي .............

7-2-4- فقد الكهنة نفوذهم بعد تحطيم الهيكل (70م) واصبح الفرسيون عن طريق احبارهم المعلمين والرعاة لذلك الشعب، ومن ابرزهم (هلل) ولد في بابل (75 ق . م) وضع ثلاث قواعد ليهتدي بها الناس في حياتهم ؛ حب الناس وحب السلم، وحب الشريعة ومعرفتها.

7-3- والاسينية:

 وهم الفرقة الثالثة ويعني اسمهم ـ المستحم وان اعضاءها اخذوا عقائدهم وعباداتهم من نظريات الزهاد ونظمهم التي كانت منتشرة في العالم في القرن الاول قبل الميلاد وكانوا متمسكين اشد التمسك بالشريعة المكتوبة وغير المكتوبة، ويعيشون عزاباً زهاداً في واحة (انجارس ـ Engads) وسط الصحراء الواقعة غربي البحر الميت يعيشون على شكل جماعة واليها ينتسبون وينتخبون زعماءهم بالاقتراع العام .. وكانوا ينتظرون خروج المسيح ليبنى على الارض مملكة شيوعية سماوية وقد عذبوا ولم يتراجعوا عن معتقدهم(65).اذ كانوا جميعاً متفقين على ان المسيح سيخضع الكفار اخر الامر.

 وهنا نلاحظ التداخل الذي حصل بين المذاهب الأسطورية وكيف تداخلت في التوراة والفلسفة في أحداث لها اثر عميق في ظهور المسيحية فيما بعد.

 

د.عامر عبدزيد الوائلي

جامعة الكوفة - فلسفة

............................

(1) احمد سوسه، العرب واليهود في التاريخ دار الحرية الطباعة، بغداد، 1972، المقدمة، ص"ن"

(2) قاموس الكتاب المقدس، ص1084.بواسطة رشيد الخيون، الاديان والمذاهب بالعراق ص115.

(3) احمد سوسه، العرب واليهود في التاريخ، صص158.

(4)طيب تيزيني، من يهوى إلى الله، القسم الأول، ج3، دار دمشق، ط1، دمشق 1985، ص121.

(5) المصدر نفسه، ص121.

(6) نفس المصدر، ص130.

(7) جان بوتيرو، ولادة اله التوراة والمؤرخ، ت: جهاد الهواش و عبد الهادي عباس، دار الحص اد، ط1، دمشق، 1999، ص59.

(8)طيب تيزيني، من يهوى إلى الله، ص134.

(9) انظر رسل حكمة الغرب ج1 ص وانظر محمود القمي الاسطورة والتراث ص179 وانظر على شوك، الاساطير بين المعتقدات القديمة والتوراة، دار اللام لندن، 1987، ص78ـ86. وانظر فراس السواح مغامرة العقل الاول. دار الكلمة بيروت، ص211 وروجيه غارودي، الاساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية ت محمد هاشم دار الشرق ج2، 1998، ص54.

((10))- سفر الخروج: 20 (1 - 5) .

(11) نزار يوسف، الحكمة بين الاله والسلطان، دار الفرقد للطباعة والنشر والتوزيع، ط1، دمشق، د-ت، ص241.

(12) هيجل العقل في التاريخ، ت: وتقديم وتعليق د.امام عبد الفتاح امام، المجلد الاول من محاضرات في فلسفة التاريخ، دار تنوير، ط3، بيروت، 2007، من المقدمة المترجم، ص38.

(13) المصدر نفسه، ص39.

(14) جان بوتيرو، ولادة اله التوراة والمؤرخ، ص27.

(15) المصدر نفسه، ص29.

(16) -

(17) احمد سوسه، العرب واليهود في التاريخ، دار العربي للنشر والطباعة، ، ط4 دمشق د.ت، ص

(18) - هناك نص هو عبارة عن رسالة مخطوطة مُكتشفة لرجل يُسمى أريستياس كتبها لأخيه فيلوقراط نستطيع أن نعلم أن سبب ظهور هذه الترجمة للوجود هي أن بطليموس الثاني (بطليموس فيلادلفيوس) أراد أن يُكمل مكتبته ويُوفر فيها ما أراده ويزيد من عدد كتبه من 250 ألف إلى 500 ألف كتاب , فسأل عامل مكتبته الفيلسوف الاثيني ديمتريوس عن ما تحتاجه المكتبة من كتب فأشار عليه بترجمة الكتب المقدسة التي بأيدي يهود الإسكندرية ووضعها بالمكتبة. فأمر الملك بترجمتها إلى اليونانية .وكتب الملك رسالة إلى الحبر الاعظم في أورشاليم أن يُرسل له 6 أحبار من كل قبيلة من قبائل اليهود الإثنى عشر ومقابل ذلك أن يُحرر الملك أكثر من مئة الف عبد يهودي بمصر . وأرسل طاولة توضع في قدس الأقداس من الذهب الخالص ومرصعة بالفضة والأحجار الكريمة. فأرسل الحبر الأعظم أليعازر 72 حبراً إلى الإسكندرية ومعهم مدارج كُتب فيها الكتاب بأحرف من ذهب ,ستة من كل قبيلة.مهرة في الكتاب وعلماء باللغة اليونانية.

(20) - كتاب التوراة السامرية: ترجمة إسحاق الصوري وتحقيق أحمد حجازي السقا.

(21) سبينو موسكاني: من عرض لااراء فلهاوزن بكتابة: الحضارات السامية القديمة، ت: يعقوب بكري، دار الكتاب العربي، القاهرة، 1957، ص157.

(22) ايفار لسنر، الماضي الحي، مصدر سابق، ص142.

(23) الاسلاف كما يشير إلى هذا سيد محمود القمي ...

(24) رينهارد لاوت، ابراهيم وابناء عهده مع الله، ت: غانم هنا، خطوات للنشر والتوزيع، ط1، دمشق، 2006، ص12.

(25) - غارودي، اساطير المؤسسة، ص43.

(26) - المرجع السابق، ص44.

(27) CAD: H, Vol. 6, p. 84; Bottero, J., Real Lexicon d’ Assyriology, Paris – 1972- 75, Vol .4, p.22; Na’aman, N., “Habiru and Hebrews: The Transfer of Social Term to the Literacy Sphere”, JNES, Vol. 45, No. 4, 1986, p. 275-278; Johnson: opcit, p. 37-38.

(28) السواح، فراس: ارام، دمشق، اسرائيل في التاريخ والتاريخ التوراتي، ط5، دمشق - 1999، ص83 .

(29) كمال الصليبي، خفايا التوراة واسرار الشعب إسرائيل، ط4، بيروت – 1998، ص 96-97 .

(30) رشاد عبد الله الشامي، اشكالية الهوية في اسرائيل، الكويت - 1997، ص 57 ؛ ظاظا، حسن: الساميون ولغتهم، دمشق– 1971، ص 72 .

(31) محمد سيد الطنطاوي، بني اسرائيل في القرآن والسنة، ط2، ليبيا - 1973، 1/3-6 ؛ ولفنسون، أ.: تاريخ اللغات السامية، القاهرة – 1929، ص77-78 .

(32) جان بوتيرو، ولادة اله التوراة والمؤرخ، ص32.

(33) وجاء في القرآن الكريم:) واتخذ الله إبراهيم خليلاً (خل ـ إيل ـ خليل الله الرحمن).

(34) احمد سوسه، العرب واليهود في التاريخ، ص"ن"

(35) - غارودي المرجع السابق، ص46.يبدو ان الحادثة لها حضورها في الميراث الديني للمنطقة سواء في كنعان او بلاد الرافدين حيث يروي سهيل قاشا:(في التوراة بعض عادات تظهر لنا نابية شاذة، ولكن في مخلفات التاريخ والآثار ما يثبت وجودها عند الأقدمين ويلقي عليها بعض نور . من ذلك ذبيحة اسحق التي تدل على تقريب ضحايا بشرية .فإنها تبدو أقل غرابة إذا ما علمنا ان في قبور الكلدانيين وفي متفعات فلسطين بقايا أجساد أطفال وعبيد تبدو فيها آثار الذبيحة) انظر سهيل قاشا، التوراة البابلية، دار الفرات، ط1، بيروت، 2003، ص16.وانظر: دانيال روبس، ماهو الكتاب المقدس، تعريب ميخائيل الرجي، دار المكشوف، ط1، بيروت، 1959.

(36) جان بوتيرو، ولادة اله التوراة والمؤرخ ص34. ونظر بواسطته التكوين ف 12:1-5

(37) التكوين:22:1، 2-13.

(38) نفس هذا الطقس عند الكنعانين عده "رينهارد لاوت " دليل على كون الكنعانيين شعب شرير بقوله:كانت الأرض الكنعانيين، وكان هؤلاء شعبا شريرا وفاسدا بشكل خاص .انتهى به فساده الى عادة، أن يقدم الابن البكر ذبيحة للأصنام التي يعبدها .ونتيجة لذلك لم يكن باستطاعة ابراهيم ان يشتري ارضا او ان يستولي عليها .انظر: رينهارد لاوت، إبراهيم وأبناء عهده مع الله ص152.

(39) المصدر نفسه، ص116.وانظر التكوين 17/11. رغم أن هذه العادة كانت سائدة في مصر القديمة ...الخ ؟

(40) يقد تاويل غريب "رينهارد لاوت " لا ادري من أين جاء به؛ الا انه يقول:(تلمح الرواية أحيانا كثيرة إلى أن إبراهيم كان يحب اسماعيل بشكل خاص، ألم يكن بالنسبة اليه الابن الذي طال انتظاره ؟ كان إبراهيم يتقدم أكثر فأكثر في السن ولم يكن يستطيع –من منظور طبيعي-أن يتوقع غيره) انظر: نفس المصدر السابق، ص113.وقد اشار الباحث ايضا الى اعتبار (اسماعيل هو ابن ابراهيم ابنه البكر، عبري حقيقي . هو اول من ختن، وبهذا لايمكن ازالة انتمائه الى العهد الابراهيمي مع الله، لان العلاقة الله بمن يدعوه تبقى بالدعوة غير قابلة للإلغاء، نفس المصدر ص163. وهي إشارة إلى شرعية أبناء إسماعيل ومنهم نبي الإسلام محمد (ص) بالانتماء إلى العهد الإبراهيمي مع الله

(41) - محمد الجويلي، الزعيم السياسي في المخيال الإسلامي بين المقدس والمدنس، دار سراس للنشر، ط1، تونس، 2002، ص31.

(42) - وول ديورانت ـ قصة الحضارة..

(43) - إدوارد لين، فلسفة الرب، ترجمة، مارلين فارس، هفن للترجمة والنشر و البرمجيات، ط1، القاهرة، 2008، ص42.

(44) رسالة أكرسون الثانية من الكويت، أنظر (Frum.org).بواسطة: خالد الناشف، الاختراق الصهيوني للعراق.ص23.وانظر ايضا الى: إدوارد لين، فلسفة الرب، ص 41-43.

(45) - لقد كانت هذه الشخصية قد جذبه اهتمام المؤرخين فهناك من اثبتها واكد على وجود قرائن على حدوثها مثلورود الفلسطينين وهم قوم اريون من الغزاة الذين جاءوا الى فلسطين وقد ورد ذكرهم مثلما ورد ذكر الشعب الحيثي من خلال اسم "ملك حثي" كما يذكر دانيال روبس في، ماهو الكتاب المقدس، بالمقابل هناك من ينكر وجود هذه الشخصية ويعتبره اسطورية كما يرى سيد القمني، النبي ابراهيم والتاريخ المجهول .

(46) طنطاوي، محمد سيد: بني اسرائيل في القرآن والسنة، المصدر السابق، ج1، ص6،

 Odijk, p., the Israelites, New Jersey, 1990, p.9; Albright: opcit, p.14 .

(47) ابراهيم، جابر خليل:"الاخطار الخارجية: اليهود والفرس" في كتاب العراق قديمه وحديثه-1998، ص158 .

(48) - إدوارد لين، فلسفة الرب، ص39.

(49) تكوين 32: 24-32 ؛ السواح: ارام، دمشق، اسرائيل، المصدر السابق، ص40 .س

(50) تكوين 345: 6-10، وينظر ايضا، السواح، : ارام، دمشق، اسرائيل، ص40 ؛ طعيمة، صابر عبد الرحمن: تاريخ اليهود العام، ط1، بيروت – 1975، ج1، ص439-445 ؛ العقاد، عباس محمود: ابراهيم أبو الأنبياء، بيروت – 1967، ص49 محمد، قاسم محمد: التناقض في تواريخ واحداث التوراة من آدم حتى سبيء بابل، قطر - 1992، ص78.

(51) - غارودي المرجع السابق، ص46-48.

(52) تاكسيل، ليو: التوراة كتاب مقدس ام جمع من الاساطير، ترجمة حسان ميخائيل اسحاق، ط1، بيروت - 1994، ص 164 .

(53) جدير بالذكر أن الطبيب الفرنسي موريس بوكاي نشر مؤخرا كتابا يحمل عنوان " العبريون في مصر" The Hebrew In Egypt,1994.، من قبل NTT Mediascope Inc بطوكيو كثمرة مشروع مشترك مع مؤسسة اسلامية باليابان حيث قارن بين تعاليم العهد القديم وأحداث التاريخ السياسي لمصر القديمة ثم رجع بعد ذلك إلى آيات القرآن الكريم لأستنتاج الحقائق الأكيدة ينظر: منظمة المؤتمر الأسلامي مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الأسلامية، أستنبول، ع36، 1995، ص27.

(54) - السواح: الحدث التوراتي والشرق الادنى القديم، ط4، دمشق – 1999، ص57-58 ؛ مني: جغرافية التوراة المصدر السابق، ص36-37 ؛ تاكسيل: المصدر السابق، ص167-168 ؛

Albright, W.F., “From Patriarchs to Moses: Moses out of Egypt”, B.A, Vol. 36, No. 2, 1973, p. 55-56.

(55)- قبيسي، محمد بهجت: ملامح في فقه اللهجات العربيات من الاكادية والكنعانية وحتى السبئية والعدنانية، دمشق – 1999، ص 336 .

(56)- فرويد: سيجموند، موسى والتوحيد، ترجمة جورج طرابيشي، ط2، بيروت-1977، ص 59 ؛ ابراهيم، جابر خليل: المصدر السابق، ص155 ؛ ظاظا: الفكر الديني الاسرائيلي، المصدر السابق، ص17-18 ؛ موسى، محمد العزب: المصدر السابق، ص17-20 ؛ جودي، فاروق محمد: الصهيونية واللغة، القاهرة – 1977، ص 69 -70 .

(57)- الشويلي، داود سلمان: "رسالة الولادة المرفوضة دراسة تناصية بين ميلاد موسى ... وسرجون الأكدي"، الموقف الثقافي، ع 19، بغداد - 1999، ص86-87، وعن النص الأسطوري لميلاد سرجون ينظر مني: جغرافية التوراة المصدر السابق، ص37 ..

(58)- باقر: مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، ط3، بغداد - 1973، ج1، ص36 ؛

Biema: opcit, p. 42; Hollo, W., “Compare and Contrast: The Contextual Approach to Biblical Literature”, In: The Bible in the Light of Cuneiform Literature, ed. Hollo, W., Jones, B.W., Mattingly, G.L., U.S.A – 1990, Vol. 8, p. 6-7.

(59) - رشيد باني الضالمي، الميثولوجيا، المصدر السابق، ص104-106.

(60) باقر، طه: مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، ط1، بغداد – 1955، ج2، ص 284 ؛ الصليبي: خفايا التوراة المصدر السابق، ص 153 – وما بعدها.

(61) السواح: آرام، دمشق، اسرائيل المصدر السابق، ص65-66 .

 (62) نايف الزهراني، الأصول العربية للتوراة العبرية

03/05/1430 - 27/04/2009,_ http://vb.tafsir.net/tafsir15838/#.VYMRTfmqqko

(63) الان انترمان، اليهود عقائدهم الدينية وعباداتهم، ت: عبد الرحمن الشيخ، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ط، القاهرة، 2004، ص116.64)

(65) ديورانت قصة الحجضارة، ص174، وانظر طيب تيزيني من يهوه الى الله ج3، المجلد1، دمشق، 1980، ص87، وانظر زياد منى، بنو اسرائل جغرافية الجذور، دار ا؟لأهالي، ط1، دمشق، 1995، ص212ـ ص213ـ ص215. وانظر محمود الشريف، الاديان في القرآن، دار المعارف بمصر، 1970، ص107ـص127.

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم