صحيفة المثقف

هل مِنْ مُعير القلبَ جَناحاً..؟

عبد الجبار الجبوريذكرتُها، وقَد عَسّعَسَ الليّلُ، وتَلجّلجَ القلبُ، وماجَ نجمٌ في الدجُّى، ومالَ غبَيطُها نحو السَّرى، وما دَرى الرُّكبانُ أينَ ألله، فكانَ اللهُ في عينِ المَدى، نشيدُ كونٍ، وهَدْي قوافلُ، لمْ يَكنْ في السَّرى غيرُ السُّراة، وهي تجلسُ في هودجَ قلبي، تظنُّ أنَّ السّرى راحلٌ، وليسَ راحلُ، سئمتُ النَّوّى ووجعَ النوَّى، وُرحتُ أبحثُ عن خٍلٍ أنادِمهُ بوحشةِ الليلِ، فلمْ أجدْ غيرَ ظِلٍ لها، ظلَّ يؤانسُني، ينامُ على أسرّة الحرفِ، ولاقمرٌيجثوعلى ركبتيه بسمائها الآن، غيرُ نجمٍ آفلٍ، وغيمةٍ مهاجرةٍ الى شواطيء السَّحر، إني أرى طَيفاً لَها يحوم في سمائي، ينامُ على وسادتي، يمشيْ مَعي، يُصلِّي ركعةَ عِشقٍ لقامتِها معي، هَمستُ في أذْنهِ، أبلّغْها ِمنِّي السّلامَ، وقُلْ لَها، إبيضّتْ عيَناهُ من البكا، وشابَ شَعرُ القصيدةِ، وإحمرّتْ وجْنتّاهُ مِن القُبَلِ، طالَ النوّى، فَلا خِلٌّ يؤانسُه، ولا نارٌ للقِرى تَدنو، آويتُ نارَ الغَضا، ولكنَّ الغضا ليس بنأءٍ، وبكى بَعْضيَ بَعضي، تَعالَي وقرّبي مَرّبطَ شفتيّكِ من شفتي، يفقهُ حُزني، ويَعير طَيري جناحاً، فيطيرُ إليكِ، مازالَ هناك مُتسّعٌ للبُّكا، ومُتسعٌ للعنِاقِ، ومتسعٌ للرّحيل الى عينيكِ، ها، جَفَّ دمع قلمي، حين دَنا منه، مِيقاتُ السَّرى، وذابَ في الكَرى ليلٌ ونشيدُ، وما جرى في مقلتيكِ غيردمعٌ بل جرى وجعُ النّحيبُ، يا وّيحَ قَلبي، هل مِن مُعيره ُجَناحاً ليطيرَ، هذي نيوبُ الدهر تترّى، وماخلفّتْ ناُر القُرَى، غيرالثّرّى، أنا ثَرى نعليّها، وما وطئتْ حصى نعليّها، طالَ النوّى، كنتُ أرنو الى شالٍ يَلوُحُ في الأُفق البَعيد، ولكنْ لم أرَ، سوى السَّراب الذي أحسُبهُ يباباً، ونارَ القُرَى تؤوب، ولكنَّ القلبَ ماضٍ في السرّى وقد يتوبُ، ولايتوبُ، يقولُ للقمِر المُضيءِ ( إييه غيبك عني الليله دي ياقمر، ولاكيتْ لينا بنفس المَعاد المنُتظر)، صليّتُ عند عتبةِ دارها عشراً ثم عشرا،، وواحدةً أُخْرى، وأُخْرى وأُخْرى، وكنتُ القَتيلا....

 

عبد الجبار الجبوري - الموصل

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم